دكا ـ عادل سلامه
يتعرّض شعب الروهينغا إلى حملة عسكرية ”بورمية" وحشية وصفتها الأمم المتحدة "بالتطهير العرقي"، ويواجه اللاجئون المسلمون من الروهينغا عبر الحدود في بنغلاديش، احتمال حدوث تطورات جديد عام 2018، وتستمر الأوضاع في مخيمات "كوكس بازار" في التدهور مع وصول المزيد من الروهينغا ، وهم محاصرون هنا وليس لديهم أي مستقبل، وفي الأسابيع الماضية، جمعت بنغلاديش والحكومة البورمية فريقاً عاملاً لترتيب إعادة الروهينغا إلى الوطن عبر الحدود، الأمر الذي أرغم المراقبين الدوليين على تأمين الموقف ومحاولة وضع حل للحدود، وفي الوقت نفسه، يخشى اللاجئون من أن يكونوا عالقين لسنوات عديدة قادمة في المخيمات التي تضاعفت لتصبح من بين أكبر المخيمات في العالم.
وفي تطور جديد على طول الحدود في المجتمعات المحلية في بنغلاديش تم حصار المسلمين إلى أقصى حد، في حين أن اللاجئون الذين يائسون من شراء الضروريات اليومية والطعام يتعرضوا للاستغلال من قبل ملاك الأراضي، ووجدت "إنديبندنت" أن الأولاد من الروهينغا الذين تتراوح أعمارهم بين 14 عاماً يعملون من الفجر إلى الغسق في حقول الأرز خارج المستوطنات المؤقتة في "بازار كوكس" مقابل أقل من 300 تاكا (أقل من 3 جنيهات إسترلينية) في اليوم، أي حوالي نصف الأجر المحلي العادي.
وقال "عواز"، 15 عامًا، من بلدة "مونغدو"، عبر الحدود في ولاية "راخين" غرب بورما، إنّه "وصلت في سبتمبر"، وأكّد الصبي الذي يبقى على الطريق في خيمة بلاستيكية في مخيم "ثانغخالي" مع والديه في الثلاثينيات من العمر، وخمسة أشقاء أنّه "جاء الجيش وفتحوا النار حتى هربنا وتركنا كل شيء خلفنا"، وتشير آخر أرقام الأمم المتحدة إلى نزوح 655 ألف شخص عبر الحدود الشمالية الغربية لبورما خلال 4 أشهر فقط، وبعد التخلي عن القرى المحترقة ومحاصيلها وسبل عيشها، استقر اللاجئون على طول الحدود الجبلية لمنطقة "كوكس بازار" - على أراضي السكان المحليين.
ويشكل التوتر في المكان ضغطا خطيرا على السلطات البنغلادشية، إذ تضع في اعتبارها الاشتباكات التي اندلعت في أوائل التسعينيات عندما عبر عدد أقل من 300000 من الروهينغا الحدود، كانوا هربوا أيضاً من الاضطهاد في بورما، وواجهوا أيضاً الإعادة القسرية إلى الوطن وتعرضوا لظروف سيئة في بنغلاديش، ووفقا للمنظمات غير الحكومية العاملة في المنطقة اليوم، فإن الروهينغا يتعرضون بشكل متزايد للاستغلال من قبل ملاك الأراضي في حين أن التدفق الهائل يجبر العمال البنغلاديشيين الفقراء على الخروج من العمل، ومع اقتراب الأزمة الإنسانية من الشهر الرابع، فإن اتفاقا أوليا بين بنغلاديش وبورما لإعادة "روهينغا" بسرعة إلى وطنهم، يضع الأعصاب على الحافة، فاللاجئين يخشون من عدم حصولهم على ضمانات لسلامتهم أو حقوق متساوية مع الأغلبية البوذية في "راخين"، و أعلنت الحكومة البنغلادشية في وقت متأخر من يوم الجمعة أنها أعدت قائمة تضم 100 ألف لاجئ روهينغي لإعادتهم إلى بلادهم في المرحلة الأولى، وسوف ينظر المسؤولون البورميون الآن في القائمة، ويقول الجانبان أن الناس لن يتم نقلهم إلا عن طيب خاطر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر