آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

انتخابات البرلمان الأوروبي تُعيد توزيع خريطة القوى السياسية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - انتخابات البرلمان الأوروبي تُعيد توزيع خريطة القوى السياسية

الاتحاد الأوروبي
لندن - سليم كرم

حقّق المشككون في أوروبا وتيارات اليمين المتطرف والشعبويون تقدما ملحوظا في انتخابات البرلمان الأوروبي التي أجريت خلال الأيام الماضية، مما يضع على المحك مصير مؤسسات الاتحاد ومستقبله في ظل جمود أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، وبينما احتفظت الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي بغالبية كبري في البرلمان الأوروبي، لكن المجلس الجديد سيضطر لطي صفحة الثنائية الحزبية التاريخية، بعد انتخابات خرج منها مشتتا أكثر من أي وقت، فلم يعد بإمكان المحافظين المسيحيين الديمقراطيين في حزب الشعب الأوروبي والاشتراكيين الديمقراطيين في كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين أن يشكلوا معا غالبية، لكنهما يبقيان أكبر كتلتين في المجلس، فكتلة الحزب الشعبي الأوروبي بلغت 180 مقعدا، مقابل 2016 في البرلمان السابق، وكتلة الاشتراكيين والديمقراطيين 150 مقعدا، مقارنة بـ185 في البرلمان السابق، ولن تتمكن الكتلتان من إعادة تشكيل «التحالف الكبير» الذي أتاح لهما بناء توافقات حول نصوص تشريعية وتقاسم المناصب القيادية، وتشكل هذه النتائج انتهاء حقبة الثنائية الحزبية السارية منذ نحو 40 عاما في البرلمان الأوروبى، وطالب قادة الحزب الشعبي بأن يترأس زعيمهم مانفريد فيبر، المحافظ المثير للجدل، المفوضية الأوروبية، بينما رفض الاشتراكيون الديمقراطيون هذا الطلب مما ينذر بمفاوضات طويلة وشاقة في السباق الذي بدأ علي المناصب الأساسية في المؤسسات الأوروبية، وبات علي الاشتراكيين والحزب الشعبي مشاورة دعاة حماية البيئة الذين ارتفع عدد مقاعدهم من 52 إلى 70، بفضل نتائجهم في فرنسا وألمانيا، والتفاوض أيضا مع الليبراليين، بما فيهم حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذين حصلوا علي 107 مقاعد مقابل 69 في البرلمان السابق، إذ شهدت الانتخابات تقدم المدافعين عن البيئة، ووصلوا في فرنسا إلى المرتبة الثالثة، وحصلوا علي 12% من الأصوات، وفي ألمانيا حلوا في المرتبة الثانية بعد معسكر المستشارة أنجيلا ميركل اليمينى، الذي سجل أدني نتيجة في تاريخه.

ورغم فوز زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن في فرنسا، ورئيس حزب الرابطة الإيطالية ماتيو سالفينى، وزعيم حزب «بريكست»، البريطاني، نايجل فاراج، تم احتواء تقدم المشككين وسجل دعاة حماية البيئة نتائج جيدة، وتصدرت قائمة التجمع الوطني اليميني المتطرف، بزعامة مارين لوبن، نتائج الانتخابات الأوروبية في فرنسا، متقدمة 0.9% نقطة علي قائمة «النهضة» المدعومة من الرئيس إيمانويل ماكرون، بحصولها علي 23.31% مقابل 22.41%، حسب النتائج النهائية، وستحصل كل من القائمتين علي 23 مقعدا في البرلمان الأوروبي بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي المرتقب في أكتوبر المقبل، ودعا التجمع الوطني إلى «تشكيل مجموعة قوية في البرلمان الأوروبي تضم المشككين في جدوي الوحدة الأوروبية، وهم قوي غير متجانسة لم تنجح في التوحد، وتأمل لوبن مع حزب الرابطة الإيطالى، بقيادة ماتيو سالفينى، الذي تصدر نتائج إيطاليا بحصوله علي 30%، تشكيل تحالف يضم الأحزاب القومية والمشككة في أوروبا والشعبوية، وتشير الإحصاءات إلى أن كتلتهم ستشغل 58 مقعدا، مقابل 37 في البرلمان المنتهية ولايته، لكن يصعب التكهن بتقارب مع المجموعة الشعبوية التي تضم حركة خمس نجوم الإيطالية، ويتوقع أن ينضم إليها حزب بريكست، بقيادة نايجل فراج، المعادي لأوروبا الذي فاز بـ31.5% من الأصوات في بريطانيا، بسبب الخلافات العميقة بين المجموعتين، وحتي إذا أضيفت نتائج الكتلتين إلى المقاعد الـ58 التي حصدتها مجموعة «الأوروبيين المحافظين والإصلاحيين»، والتي تضم حزب المحافظين البريطاني والحزب الحاكم في بولندا الفائزين في الانتخابات، واليمين القومي والمشككين في أوروبا، فلن تشغل أكثر من 172 مقعدا، وهو رقم دون الأغلبية المحددة في البرلمان بـ376 مقعدا، كما باتت كتلة الشعبويين تشغل 12 مقعدا إضافيا لتصل إلى 56 نائبا، لكن رغم تقدم الشعبويين والقوميين وأحزاب مشككة بأوروبا، يبقون بعيدين عن تولي دور أساسي في البرلمان الأوروبى، لأنهم منقسمون ولديهم خلافات عميقة حول بعض القضايا، كما أن إعادة تشكيل تحالفاتهم لا تزال غامضة، وحقق حزب رئيس الوزراء المجري فوزا كبيرا، وتم تعليق عضويته في المجموعة الشعبية الأوروبية بسبب خلافاته مع المفوضية الأوروبية، وفي النمسا، تقدم حزب رئيس الحكومة سيباستيان كورتز علي الاشتراكيين الديمقراطيين وحزب حرية النمسا اليميني القومى، وفي إسبانيا، حل الحزب الاشتراكى، بقيادة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، في الطليعة، بنسبة 33%، تلاه الحزب الشعبي المحافظ بنسبة 20%.

وقال رئيس الكتلة الليبرالية في البرلمان الأوروبي جي فيرهوفشتات: «من فاز بأكبر عدد من المقاعد ليس الشعبويون والقوميون، وإنما كتلتنا المؤيدة لأوروبا، ولها حوالي 100 مقعد، وستصبح ثالث قوة في البرلمان بفضل لائحة «النهضة» الموالية لماكرون، وقال فيرهوفشتات: «لن يكون من الممكن تشكيل أي غالبية متينة في البرلمان الأوروبي بدون كتلتنا الجديدة»، وفي المقابل، تراجع عدد مقاعد اليسار المتطرف من 52 إلى 38 مقعدا، وهذه الخريطة السياسية الجديدة المشتتة ستجعل التوصل إلى توافق بين مختلف الكتل أمرا أكثر تعقيدا، سواء كان حول الإصلاحات الكبري أو حول توزيع مناصب السلطة في بروكسل، وتمثل إعادة تشكيل المشهد السياسي عاملا حاسما للسباق إلى المناصب الأساسية في المؤسسات الأوروبية، وخصوصا رئاسة المفوضية خلفا ليونكر من الحزب الشعبي الأوروبي، وذكر المتحدث باسم البرلمان الأوروبي خاومي دوش أنه «لا أحد يمكنه أن يصبح رئيس المفوضية دون أن يحصل علي دعم 376 من أصل 751 نائبا أوروبيا»، وسيعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبى، اليوم، قمة للبحث في التعيينات المقبلة، وبعد انتكاسة الانتخابات، أعلن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، أنه سيدعو إلى انتخابات مبكرة الشهر المقبل، ومن المرجّح أن تجري الانتخابات المبكرة في 30 يونيو، وطالب نايجل فراج المشاركة في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال: «يتعين أن نكون جزءا من الفريق الآن.. هذا أمر جلي للغاية».

قد يهمك ايضا:

فرنسا تنتخب ممثليها في البرلمان الأوروبي الأحد

الأحزاب البريطانية المؤيدة للخروج من "بريكست" تخسر معركة الانتخابات المحلية

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات البرلمان الأوروبي تُعيد توزيع خريطة القوى السياسية انتخابات البرلمان الأوروبي تُعيد توزيع خريطة القوى السياسية



GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 07:38 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

"سوني" تطلق نسخة من "PS4 Pro" بشعار "الرجل العنكبوت"

GMT 09:15 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

ألمانيا تطالب شركة "أودي" باستدعاء سيارتها "إف 6"

GMT 14:04 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

النقابة الوطنية للتعليم تعتزم خوض وقفة تصعيدية في فجيج

GMT 04:22 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رصد ثور "موس ألبينو" النادر يمضغ الأوراق في ألاسكا

GMT 14:04 2014 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

رجيم سريع المفعول للكرش لخسارة 10 كيلو فى اسبوعين

GMT 02:57 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مميزة لإبراز ماكياج الفتيات مع النظارات الطبية

GMT 02:01 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر تأسف لنشر صورة “مفبركة” لملك المغرب في الدوحة

GMT 16:48 2013 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

12 قصة حب وزواج للفنانين والمطربين والإعلاميين في 2013
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca