دبي - وكالات
ترك الملياردير الباكستاني عارف ميرزا حياة البذخ ليركن إلى حياة البسطاء وليتحول فجأة إلى عامل بسيط، الأمر الذي فاجأ أصدقائه الذين اعتادوا عليه لسنوات وهو يعيش حياة الرفاهية ويسكن أجمل المدن في العالم، آخرها دبي، حيث يمتلك شقة في برج خليفة..
عارف ميرزا، مستثمر كندي من أصول باكستانية، عاش لمدة شهر تقريبا مع عمال الإنشاءات ناقلا خلال هذه الفترة معاناة الطبقة الكادحة، التي تعيش بدخل يقل عن 1000 درهم شهرياً.
ويقول ميزرا إنه جنى ثروته من خلال سلسلة مشاريع عبر الإنترنت، بعد نجاحه في إدارة عدة شركات في 6 دول، يبلغ عدد موظفيها المئات، لكنه قرر تجربة حياة الفقراء بعد أن صادف محتاجاً بالقرب من المركز الصحي الذي يزوره.
وأضاف "تعاطفت مع العامل الذي لم يتمكن من الحصول على طعام لـ3 أيام، وعيناه متقدة بالأسى وقلة الحيلة"، لافتاً إلى أن لقاءه بالعامل جعله أكثر حرصاً على مساعدة المحتاجين، لكنه قرر عيش نمط حياتهم البسيطة ليستطيع تفهم ظروفهم المعيشية بشكل أكبر، ونقل تجربته القاسية لشريحة أكبر من الميسورين مادياً.
وبالفعل، قرر ميزرا ترك شقته الفارهة في برج خليفة في السادس من شهر مايو لمدة 33 يوماً، ليعمل كعامل يدوي، ويتشارك غرفة كبيرة مع 12 عاملاً، يتقاضى من خلال عمله أجراً شهرياً أقل من 1000 درهم.
وأضاف "تمكنت من مقاومة صعوبات العيش من خلال بيع وشراء الخردة المستعملة، والعمل في مواقع البناء تحت حرارة الشمس الحارقة لأكثر من 12 ساعة".
كما قام ميزرا بكتابة مذكراته اليومية، بالإضافة إلى توثيق الأحداث بالصور والفيديو في فيلم وثائقي قصير مدته 45 دقيقة، أسماها "شوارع الذهب"، ليلامس بتجربته الشخصية شريحة أكبر من الناس ولترسيخ قيم التراحم والتكافل في المجتمع.
وقال إن توثيق الأحداث لم تكن بالمهمة السهلة، خصوصاً أن أغلبية العمال رفضوا التصوير خوفاً من ترحيلهم أو ضبطهم من خلال السلطات، خصوصاً من قبل العاملين ضمن الممارسات التجارية غير المشروعة.
وأكد ميرزا من خلال التجربة أن الغني ليس هو من يملك الملايين، والفقير ليس الذي لا يملك المال، وإنما الغني من يستطيع تجاوز عقبات الحياة بنجاح وتفهم متطلبات فئات المجتمع وتسهيل ظروف المعيشة لمن هم أقل منه دخلاً، وربما حظاً.
وأضاف "التجربة جعلت عزيمتي أقوى على مواصلة نجاحي، وعدم الاتكال على ما حققته، لأن الحياة لا تعطي ضمانات لأحد"، مؤكدا أنه سيدعم تطبيق خاصية إرسال المعونة عن طريق المحمول لتصل لأكبر شريحة من المحتاجين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر