آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الابتزاز، سياسة فرنسية جديدة للتفاوض

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الابتزاز، سياسة فرنسية جديدة للتفاوض

امغربر
الرباط _الدار البيضاء اليوم

في زمن الحسن الثاني، كانت صحيفة لوموند اليومية الفرنسية مكلفة بمهمة نقل الرسائل المشفرة من باريس إلى الرباط، الرسائل التي لا يصعب تمريرها عبر القنوات الدبلوماسية التقليدية. وكانت كتابة افتتاحية لاذعة على صدر الجريدة تقوم بالمهمة. لكن في الوقت الحاضر، تلجأ “الصديقة” فرنسا إلى أساليب دنيئة للضغط على حليفها التقليدي المغرب، وذلك بفتح  صحافتها، السمعية البصرية منها، والورقية والرقمية، في وجه معارضين مزعومين، وتعبئة صحافتها من أجل هدف واحد يتجلى في كسر شوكة المغرب، وتشويه سمعة النظام المغربي. ولكن ورغم كل هذه الوسائل لم يتمكنوا من تحقيق مبتغاهم. وقد انخرط في هذه اللعبة التي وظفت فيها “الصديقة” فرنسا مدفعيتها الثقيلة منابرة عديدة ومتعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر، جريدتي “لومنود”

و”لومانيتي” ووكالة الأنباء الرسمية  “فرانس برس”، بالإضافة إلى قناة “فرانس 24” و الإذاعة الدولية الفرنسية. لتنضاف إليهم أيضا “ميديا بارت”، والعشرات من المواقع الإلكترونية الأخرى، التي توحدت من أجل إرجاع المملكة المغربية إلى الوراء وإحياء عهد سنوات الرصاص، التي دفنها العهد الجديد بدون منازع، ورغم هذا لم تتمكن فرنسا من تحقيق أهدافها الدنيئة. و لم يتبق لباريس، بعد أن استنفدت جميع وسائل الضرب تحت الحزام، سوى أن تعلن الحرب رسميا على الرباط، وتجند عساكرها لاختبار ترسانتها المتطورة، بما فيها قنابلها النووية. فلم كل هذا الاحتداد ضد المغرب، الحليف التقليدي؟ بإلقاء نظرة خفيفة على حقيقة الوضع، سنجد أن الملك محمد السادس أغلق جميع الثغرات التي شابت العهد القديم، وفي هذا السياق تم  إحداث هيئة

الإنصاف والمصالحة لجبر ضرر المواطنين الذين لحقهم الضرر، ومدونة الأسرة التي منحت حقوقا جديدة للمرأة، وهما إنجازات من ببن العشرات، تم الترحيب بها في جميع أنحاء العالم بما فيها فرنسا. وبالإضافة إلى هذا، فقد تم نفض الغبار عن النصوص القانونية التي تنظم الحياة اليومية للمغاربة، والتي يعود تاريخ بعضها إلى زمن الحماية، لتتماشى مع مقتضيات القرن الحادي والعشرين، وهو الأمر الذي سمح بتحرير حقيقي وفعلي للقطاعات الاقتصادية والسياسية. وأعطت القفزة الاقتصادية التي تحققت في وقت قياسي، بفضل المشاريع الضخمة التي أطلقها الملك محمد السادس، مثل الموانئ والمطارات والطرق السيارة وصناعات السيارات والطيران والسياحة، بالإضافة إلى الخدمات، (أعطت) وجهًا جديدًا للمملكة. وقد أشادت الصحافة الفرنسية نفسها بكل

هذه الإنجازات، ويكفي أن نلقي نظرة على أرشفيها لنرى المقالات و”الروبرطاجات” التي أنجزتها في هذا السياق. لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا أصيبت هذه الصحافة بفقدان الذاكرة الفجائي، وتنكرت لأي تقدم اقتصادي وديمقراطي عرفه المغرب؟ في الواقع، لقد انطلق العهد الجديد على أسس صحيحة وصلبة، وطور شخصيته الخاصة، إذ لم تعد التبعية الأتوماتيكية لمواقف باريس وقد أظهر المغرب في عدة مناسبات هذا التوجه بما في ذلك مع صداقاته الخليجية التقليدية. ولذلك، فإن استقلالية الرباط في صنع القرار، وحضورها الاقتصادي والسياسي القوي وبشكل متزايد، في إفريقيا أصبح أمرا مزعجا بالنسبة لفرنسا. فالمغرب لم يعد تابعا لأحد، ولن يقبل بأن يصبح من الذين يتم استدعاؤهم إلى فرنسا لتوبيخهم وإعطائهم والتعليمات وشهادات حسن السيرة.

وهنا، لابد أن نذكر الإعلام الفرنسي ومن يحركه، أن لا مكانة للتبعية في العهد الجديد الذي جعل المغاربة فخورين أكثر بالانتماء لوطنهم، والقطيعة مع الولاءات القديمة جارية بخطى ثابتة. لكن فرنسا لازالت تقاوم هذا التوجه المغربي، معتقدة أن المغرب لا يمكن أن يعيش بدونها. لذلك وجب على فرنسا التجرد من كل العقد والجلوس على طاولة المفاوضات مع المغرب للتفكير في نموذج علاقات جديد مستقبلي مبني على الثقة وحسن النية والمساواة. وأن تدرك باريس وصحافتها ودماها الى الأبد أن نظام الاستعمار، والعلاقات الموروثة عن الاستعمار ولوا إلى غير رجعة.

إن احتضان المعارضين الزائفين، وتعبئة الصحافة الفرنسية بأكملها للدفاع عن الصحفي عمر الراضي أمر مثير للضحك فعلا، ويصل إلى ذروة السخرية، لأن هذا الشخص، الذي أشادت به الصحافة الفرنسية، واعتبرته “جيمس بوند” للحريات والديمقراطية، لم ينشر قط أي تحقيق يذكر في حياته، ولم يدع أبدًا أنه زعيم فكر معين، والغريب أن هذه الصحافة لم تشكك ولو مرة في التهم الموجهة لا لطارق رمضان ولا للمطرب سعد لمجرد، مثلما فعلت مع الراضي. وسيذكر التاريخ أن الصحافة التي سخرت للعب دور الأضحوكة في هذه  المسرحية الرديئة الإخراج هي الخاسر الأكبر. لأن كل هذه الهجمات الشرسة للدفاع عن عمر الراضي وتبرئته على حساب حقوق شابة اتهمته باغتصابها، ما هي إلا ذريعة لجلد المغرب. فرنسا الرسمية تعرف ذلك، والمملكة المغربية تعي ذلك جيدا… والقافلة تمر.

قد يهمك ايضا

رئيس أوكرانيا يؤكد ننتظر اعتذارات رسمية عبر القنوات الدبلوماسية ودفع تعويض

هايلي تعلن علينا أن نسلك كل القنوات الدبلوماسية وغيرها لمواجهة الأزمة مع كوريا الشمالية

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الابتزاز، سياسة فرنسية جديدة للتفاوض الابتزاز، سياسة فرنسية جديدة للتفاوض



GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:00 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين عموتة يحصل على راتب 50 ألف درهم في العقد الجديد

GMT 11:06 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

المدرسة آلية إنتاج بذور المجتمع المختارة

GMT 05:01 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة "سيتروين" العريقة في مزاد "بونهامز زوت" الشهير

GMT 00:44 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض "المزوار" لمسة من الثقافة المغربية المميزة في مدينة مراكش

GMT 18:24 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

ماسك الليمون وخل التفاح للشعر

GMT 17:03 2015 الإثنين ,13 تموز / يوليو

مجدي كامل ومها أحمد مع "رامز واكل الجو" الاثنين

GMT 08:40 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

بيت بيوت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca