كيف - أ.ف.ب
انتقد الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الثلاثاء دعوات المعارضة الى "الثورة" واعتبرها "تهديدا للامن القومي" وذلك اثناء لقاء مع رؤوساء اوكرانيا السابقين في محاولة لنزع فتيل الازمة المتصاعدة بسبب رفضه ابرام اتفاق مع الاتحاد الاوروبي. واصيب العديد من المتظاهرين بجروح في اشتباكات جديدة مع الشرطة صباح الثلاثاء فيما وصلت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ومسؤول اميركي بارز الى كييف لاجراء محادثات في مؤشر على القلق العالمي بشان الوضع المتفجر في اوكرانيا. واثناء لقاء غير مسبوق مع رؤساء اوكرانيا السابقين الثلاث ليونيد كرافتشوك وليونيد كوتشما وفيكتور يوتشينكو في مقر الرئاسة، قال يانوكوفيتش انه من المرجح ان يتوجه وفد الى بروكسل لتجديد المفاوضات بشان اتفاقات مهمة تتعلق بالسياسة والتجارة الحرة الاربعاء. وقال يانوكوفيتش ان "الدعوات الى الثورة تشكل تهديدا للامن القومي"، واضاف في تصريحات بثها التلفزيون المحلي "اريد لهذه الصفحة القاتمة ان تطوى وان لا تتكرر ثانية ابدا". وادى قرار يانوكوفيتش الغاء اتفاقيات تجارية وسياسية مهمة مع الاتحاد الاوروبي بضغط من روسيا، اضافة الى عنف الشرطة ضد المتظاهرين الى دخول الدولة السوفياتية السابقة في اخطر ازمة سياسية تشهدها منذ الثورة البرتقالية المنادية بالديموقراطية في 2004. ودخلت التظاهرات اسبوعها الثالث ولم تصدر عن السلطات او المتظاهرين اية مؤشرات على التسوية. واغضب يانوكوفيتش المعارضة كذلك بعقده محادثات سرية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة. واقترح رؤوساء اوكرانيا السابقون اجراء محادثات بين السلطات و المعارضة لتهدئة التوترات المتصاعدة. وقال زعماء المعارضة انهم لن يدخلوا في مفاوضات مع الرئيس الا بعد ان يقيل حكومة رئيس الوزراء مايكولا ازاروف ويفرج عن المتظاهرين المسجونين ومعاقبة شرطة مكافحة الشغب التي يتهمونها بقمع احتجاج في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. واشار كوتشما وكرافتشوك خلال الاجتماع الى ان رؤوساء وزراء حكومات سابقة استقالوا، واضافا ان ازاروف يمكن ان يستقيل كذلك.
وقال كوتشما الذي تولى رئاسة البلاد من 1994 وحتى 2004 ان "المجتمع المدني ينتظر الان اشارة من الرئيس". ولم تصدر عن يانوكوفيتش اية تصريحات علنية عن مصير الحكومة. وفي محاولة لتهدئة المتظاهرين قال الرئيس انه طلب من النائب العام الافراج عن بعض المتظاهرين الذين اعتقلوا بعد اشتباكات مع الشرطة. واضاف انه سيعمل على الافراج عن الاشخاص الذين لم يرتكبوا اعمال عنف خطرة، دون ان يكشف عن مزيد من التفاصيل. كما المح الى ان قوات الامن تتحمل بعض المسؤولية عن الاشتباكات. وقال "هناك مذنبون على الجانبين.. وانا لا اؤيد الرد بقوة والحكم على الناس". واصيب عشرة متظاهرين على الاقل بجروح في اشتباكات جديدة مع الشرطة التي استخدمت العصي في ساعات مبكرة من الثلاثاء فيما قامت قوات وزارة الداخلية وشرطة مكافحة الشغب بتفريق متظاهرين وازالت الحواجز من محيط مقرات الحكومة في العاصمة كييف.وقال يوري سيروتيوك النائب عن حزب سفوبودا (الحرية) القومي لوكالة فرانس برس ان "اكثر من عشرة اشخاص جرحوا". واضاف ان احد الجرحى يعاني من حالة استرواح الصدر او ما يعرف بالصدر المثقوب، والعديد اصيبوا بكسور في الذراع او الساق.وقالت السلطات ان ضابطي شرطة اصيبا في الاشتباكات.ومن المقرر ان تلتقي اشتون بيانوكوفيتش وثلاثة من زعماء المعارضة وممثلين عن المجتمع المدني لاجراء محادثات تهدف الى التوصل لحل للازمة. ومن المقرر ان تلتقي فكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الاميركي كذلك بالرئيس الاوكراني في وقت لاحق الثلاثاء. ونقل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاثنين ليانوكوفيتش "القلق البالغ" لدى واشنطن.وكان بايدن اتصل بيانوكوفيتش وشدد على "ضرورة نزع فتيل التصعيد فورا والبدء في حوار مع قادة المعارضة" بحسب بيان للبيت الابيض.والتقت نولاند الاثنين المسؤولين الروس في موسكو للتعبير عن قلق الولايات المتحدة ازاء الوضع في اوكرانيا.وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان نولاند "اوضحت لنظرائها الروس ان الولايات تدعم خيار اوكرانيا الاوروبي، وحلا سياسيا عادلا بدون عنف للازمة الحالية وعودة لاقتصاد مزدهر بدعم صندوق النقد الدولي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر