لندن - ا.ف.ب
التقى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن بعد ان كان اكد في وقت سابق تصميم الاسرائيليين والفلسطينيين على مواصلة محادثات السلام المباشرة.والتقى كيري عباس في فندق ريتز كارلتون في لندن مساء الاحد. وبدا الاثنان يبتسمان ويتبادلان المزاح قبل عقد لقاء مغلق استمر ثلاث ساعات هو الاول لهما منذ بدء المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية المباشرة الشهر الماضي.وذكر بيان لوزارة الخارجية الاميركية ان كيري وعباس "ناقشا المفاوضات الجارية وكيفية تكثيفها وضمان نجاحها".
واضاف البيان "اعاد وزير الخارجية التاكيد على اهمية ان يتخذ كل من الطرفين خطوات لايجاد بيئة تسهم في تحقيق السلام وفي التزام الولايات المتحدة لعب دور فاعل لتسهيل المفاوضات".ومنذ توليه مهامه في وزارة الخارجية الاميركية، كرس كيري الجزء الاكبر من طاقته لاعادة اطلاق محادثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين المتوقفة منذ ايلول/سبتمبر 2010.وبعد ست زيارات الى المنطقة خلال اربعة اشهر، التقى كيري مفاوضين من الطرفين -- الفلسطيني صائب عريقات والوزيرة الاسرائيلية تسيبي ليفني -- في واشنطن في 29 و30 تموز/يوليو.وعقدت بعد ذلك اجتماعات ثنائية سرية بوجود وغياب الراعي الاميركي، في القدس في آب/اغسطس ومطلع ايلول/سبتمبر.وخلال توقف في باريس، قال كيري انه يعتزم لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت قريب. غير ان مسؤولا في وزارة الخارجية قال انه من السابق لاوانه الحديث عن محادثات ثلاثية بين القادة.وبعد لقائه مسؤولين من الجامعة العربية في باريس، رحب كيري بجهود اجراء المحادثات وقال "رغم القرارات الصعبة ... ورغم الضغوط الحالية على الجانبين الا ان الفلسطينيين والاسرائيليين ما زالوا ثابتين على التزامهم بمواصلة المحادثات".والاربعاء الماضي انتقد مسؤول فلسطيني بارز جهود كيري الرامية الى التوصل للسلام وقال ان المحادثات عقيمة.وقال ياسر عبد ربه لاذاعة صوت فلسطين "رغم اننا اتخذنا قرارا بالمشاركة في المفاوضات، نحن نرى الآن ما كنا نتوقعه بأن الأمل أن تتقدم ضعيف للغاية، بل هو أمل معدوم في هذه اللحظة، انها مفاوضات عقيمة".غير ان مسؤولا في وزارة الخارجية الاميركية قال الاحد للصحافيين الذين كانوا يرافقون كيري ان المسؤول الفلسطيني "يجهل ما الذي يحصل في المفاوضات".وحذر المسؤول الاميركي من ان "ما يقولونه غير دقيق ولا يجب ان يعتبر مؤشرا على ما يحصل فعلا في غرفة التفاوض".واضاف "من غير المفيد للمحادثات ان يدلي هؤلاء المسؤولون الذين لا يكشف عن هويتهم واحيانا يكشف عنها، بتصريحات ويصفون الاشياء التي لا يعرفون عنها شيئا".والتقى كيري في باريس ايضا نظراءه المصري والقطري والسعودي سعيا لاشراك المنطقة كلها في حل.وقال المسؤول في وزارة الخارجية الاميركية "تعلمنا من جهود سابقة لحل الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني انه اذا لم يكن هناك لاعبون اساسيون عرب في الاقلاع لا يمكن توقع وجودهم لدى الوصول".واضاف "نحن بحاجة ماسة لوجودهم عند انتهاء هذه الجهود ... لان دعمهم ومساندتهم لاتفاقية في قاعدة عربية سيكون حاسما لجهود ضمان الدعم الفلسطيني".وخلال المحادثات مع مسؤولي الجامعة العربية، قال كيري ان هناك توافقا على "اهمية اتفاقية حول الوضع النهائي في تعزيز الامن والاستقرار في انحاء الشرق الاوسط لكن وزير الخارجية القطري خالد العطية انتقد استمرار الاستيطان الاسرائيلي معتبرا انه يضر بجهود السلام.وقال العطية "ما لاحظناه انه في كل مرة تبدأ جولة تفاوضية فان اعلان بناء مساكن (في المستوطنات) يسبقها"، معتبرا ان هذا الامر "يؤثر مباشرة في المفاوضات".وتماشيا مع رغبة كيري الابقاء على سرية المفاوضات من اجل اعطائها فرصة للنجاح، لم يتسرب الكثير عن المحادثات.كما حث كيري الاتحاد الاوروبي على تعليق قيود فرضت في تموز/يوليو الماضي تحظر على دول الاتحاد الثماني والعشرين من التعامل او تمويل اي "كيانات" اسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر