غوما - أ.ف.ب
اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس في مدينة غوما الاستراتيجية شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ان قوة التدخل التابعة للامم المتحدة ستكون جاهزة "خلال شهر او اثنين" لمقاتلة المجموعات المسلحة في شرق البلاد.
وقد استؤنفت المعارك الاثنين بعد هدنة دامت عدة اشهر بين الجيش وحركة ام23 في منطقة موتاهو على بعد عشرة كيلومترات عن غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو الثرية والمضطربة.
وبلغت نيران اسلحة ثقيلة بلدة مونغونغا متسببة في نزوح نحو ثلاثين الف شخص.
وساد غوما هدوء نسبي صباح الخميس وقال اللفتنانت كولونيل اوليفييه هامولي الناطق باسم الجيش في شمال كيفو لفرانس برس "هناك هدوء ميداني اننا نراقب بعضنا البعض وكل طرف يقف في مواقع امس".
واكد ذلك اللفتنانت كولونيل فياني كازامارا الناطق العسكري باسم حركة ام23 بالقول ان "الوضع هادئ هذا الصباح"، وقد اعربت حركة التمرد مساء الاربعاء في بيان عن "استعدادها لوقف الاعمال العدائية لتسهيل زيارة الامين العام للامم المتحدة" الى غوما.
وقال بان كي مون الذي غادر غوما بعد ظهر الخميس متوجها الى كيغالي "نظرا لما رأيته، اعتقد انه علينا تسريع الانتشار لتكون القوات قادرة على العمل في اسرع وقت ممكن".
وكانت سفارة فرنسا في كينشاسا دعت في بيان الاربعاء الى "نشر (القوة) في اقرب وقت ممكن".
ويفترض ان تعزز هذه الكتيبة بعثة الامم المتحدة لاحلال الاستقرار في الكونغون الديموقراطية وستضم 17 الف رجل وتكلف حماية المدنيين.
وسيكون على هذه القوة التي تملك تفويضا يخولها الهجوم، مكافحة المجموعات المسلحة في الكونغو الديموقراطية وعلى رأسها متمردو حركة ام23.
وقالت مديرة اتحاد المنظمات اوكسفام في الكونغو الديموقراطية جوانا تريفور في بيان الخميس ان "كتيبة التدخل يمكن ان تجلب بعض الامن لكنها ليست قادرة وحدها على تسوية الاسباب الرئيسية للعنف في الكونغو الديموقراطية".
واضافت انه يجب بناء قوات امنية "قوية وقابلة للاستمرار" وسلطة "في خدمة الشعب" ونظام قضائي يحاسب الذين يرتكبون انتهاكات لحقوق الانسان.
ووصل بان كي مون صباح الخميس الى غوما حيث زار مستشفى هيل افريكا الذي يتكفل خصوصا بضحايا الاعتداءات الجنسية.
وقال وليام بوناني الطبيب في المستشفى ان هذه الهيئة احصت 6500 حالة اغتصاب خلال 2012 و2500 خلال الاشهر الثلاثة الاولى من2013.
ولاحظ مراسل فرانس برس امام المستشفى تظاهرة صغيرة رفعت لافتات كتب عليها "لا لكمبالا" و"نرفض اي مفاوضات" و"الى متى التفاوض"، في اشارة الى المباحثات حول تسوية الازمة الجارية حاليا في كمبالا.
ووصل بان كي مون الاربعاء الى كينشاسا حيث التقى الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا وذلك في اطار جولة في منطقة البحيرات الكبيرة يزور خلالها غوما ثم كيغالي وعنتيبي (اوغندا) واديس ابابا حيث مقر الاتحاد الافريقي.
واعرب بان كي مون الاربعاء عن القلق من استئناف المعارك ودعا "الطرفين الى تسوية خلافاتهما سلميا" مؤكدا "حان وقت السلام والتنمية لشعب جمهورية الكونغو وشعوب المنطقة".
ويرافق بان كي مون رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم وممثلته الخاصة في المنطقة ماري روبنسون وكذلك ارفيه لادسو رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة.
واعلن جيم يونغ كيم الاربعاء منح دول البحريات الكبيرة بما فيها جمهورية الكونغو الديمقراطية مساعدة قدرها مليار دولار، تخصص لمشاريع في مجالات الطاقة والزراعة والتجارة عبر الحدود والصحة والتوظيف.
واندلعت المواجهات مجددا بين الجيش وحركة ام 23 اللذان يتبادلان التهم بالتسبب فيها، عندما بدأ انتشار كتيبة تدخل جديدة في غوما تابعة للامم المتحدة مؤلفة من ثلاثة الاف جندي تنزاني ومالاوي وجنوب افريقي ومهمتهم نزع اسلحة المجموعات المسلحة.
ويكافح الجيش حركة ام23 منذ ايار/مايو 2012 في شمال كيفو، ويطالب المتمردون بتطبيق اتفاق 23 اذار/مارس 2009 الذي ينص على ادماجهم في الجيش وافاد خبراء الامم المتحدة ان رواندا واوغندا تدعمان الحركة لكن البلدين الجارية ينفيان ذلك.
وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر احتلت حركة ام23 غوما عشرة ايام قبل ان تنسحب منها مقابل وعد حوار حول تسوية الازمة مع كينشاسا لكنها علقت في مطلع ايار/مايو مشاركته في مفاوضات متعثرة وطالبت من الحكومة وقف اطلاق النار.
وبرر رئيس الحركة برتران بيسيموا ذلك بانتقاد "التصعيد العسكري على الجبهة" الذي ينذر بهجوم ورد عليه اللفتنانت كولونيل هامولي باتهام المتمردين "بالبحث عن ذريعة" لاخفاء "ارادتهم في الهجوم على مدينة غوما".
وردا على سؤال لفرانس برس نفت حركة ام23 نيتها الاستيلاء على المدينة مجددا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر