كوالالامبور – أ.ف.ب
بدا رئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق الإثنين ولاية ثانية بعد فوز الإئتلاف الحاكم الممسك بالسلطة منذ 56 عاما في الإنتخابات التي رفضتها المعارضة وقالت انها شهدت عمليات تزوير.
ودعا زعيم المعارضة انور ابراهيم الى التظاهر بعد يومين للاحتجاج على الفوز الذي قال انه تحقق في "اسوأ تزوير انتخابي في تاريخنا" وجاء بمعسكر الحزب الحاكم باقلية الاصوات.
وتغلبت الجبهة الوطنية التي ينتمي اليها نجيب والحاكمة منذ الاستقلال عام 1957 على المعارضة وحافظت على غالبية قوية في البرلمان.
غير ان المعارضة دعت الى التظاهر الاربعاء في استاد قرب كوالالمبور للتنديد بما وصفته بعمليات بتزوير.
وقال انور في بيان "ادعو اكبر عدد من الماليزيين ان يتحدوا في التعبير عن رفضنا وامتعاضنا للتزوير الانتخابي الذي لا سابق له وقام به نجيب رزاق واللجنة الانتخابية".
وكان انور البالغ من العمر 65 عاما قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في وقت سابق ان عملية الانتخابات كانت "جريمة" بحق الماليزيين وان "الحكومة فقدت شرعيتها".
وساد شعور بالمرارة والسخط بين انصار "الميثاق الشعبي" ائتلاف المعارضة الذي يضم ثلاثة احزاب بعد الانتخابات التي املوا منها احداث تغيير حكومي تاريخي.
وفازت الجبهة الوطنية ب133 مقعدا في البرلمان المؤلف من222 مقعدا، اي اقل بمقعدين عن البرلمان القديم. وفاز ائتلاف المعارضة ب98 مقعدا، اي بزيادة 14 مقعدا، على حساب مرشحين غير حزبيين.
غير ان الائتلاف الحاكم فاز ب48 بالمئة فقط من الاصوات مقارنة ب52% تقريبا للمعارضة.
وهذا يجعل نجيب اول زعيم في اربعة عقود يفوز باقلية الاصوات، بحسب وسائل الاعلام الماليزية. ويقول المنتقدون ان الارقام تثبت ان النظام الانتخابي يميل لصالح الحكومة.
وبعيد فوزه اقر نجيب ان الانتخابات التي اظهرت ان ذوي الاصول الصينية يستمرون في ترك الجبهة الوطنية، ابرزت انقسامات عرقية عميقة في الامة التي يشكل "المالاي" غالبية سكانها.
وقال "ان النتائج بشكل عام تظهر نمطا من الاستقطاب الذي يقلق الحكومة. وهذه المسالة يمكن ان تخلق توترا او انقساما في البلاد ما لم يتم التعامل معها".
وقال انور ان المعارضة ستنظر في اتهامات بعمليات تزوير في عشرات الدوائر الانتخابية وتقرر "ما اذا ستقدم عرائض او الذهاب للمحاكم".
وقال عزيز الدين ساني الخبير السياسي في جامعة اوتارا ماليزيا انه سيكون "من الصعب جدا" الطعن في النتيجة. واضاف "يمكن لانور الاعتراض لكن لا اعتقد ان ذلك سيغير النتائج".
وحقق الميثاق الشعبي مكاسب كبرى في السنوات القليلة الماضية بقيادة انور -- احد القياديين السابقين في الجبهة الوطنية الذي اطاح به النظام واودعه السجن في صراع على السلطة في 1998-- مستفيدا من الاستياء الشعبي من الفساد والتسلط.
ولجأ الناخبون الغاضبون الى الانترنت يتشكون ان الحبر الذي قال نجيب انه ضمانة لمنع التصويت المتكرر، يمكن غسله سريعا بالمياه.
وفاض الانترنت باشرطة الفيديو والصور وتقارير مواطنين غاضبين عن مواجهة ناخبين "اجانب" في مراكز انتخاب.
وكان انور قال ان هناك خطة لنقل عشرات الاف الناخبين "المشكوك بهم" وربما اجانب جوا للتاثير على نتيجة الانتخابات في دوائر رئيسية.
وقال المحللون ان نجيب كان يمكن ان يواجه طعنا حزبيا داخليا في "المنظمة الوطنية لاتحاد المالاي" التي تستاثر بالسلطة في الائتلاف الحاكم، لو خسر قاعدة اكبر لكن هذا الخطر ربما انقضى.
وقال خبير الاستطلاعات ابراهيم سفيان "تمكن من صد اقوى معارضة في التاريخ الحديث ونجا. وهذا يعني شيئا مهما في الحزب".
ونجيب الذي تبوأ السلطة في 2009 واجه مطالبات شعبية متزايدة لتطبيق اصلاحات.
ورد على ذلك باجراءات تحرير محدودة رفضها المنتقدون بوصفها خطوات تجميلية تتجنب التغييرات العميقة لمنع ازعاج نخبة حاكمة من المالاي.
واثارت نتيجة الانتخابات احتمال نهاية للمستقبل السياسي لانور الذي كان تعهد التنحي كزعيم للمعارضة اذا ما فشل "الميثاق الشعبي" في ازاحة الحكومة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر