آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

احتراف رثاء الموتى مهنة مربحة في تايوان

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - احتراف رثاء الموتى مهنة مربحة في تايوان

تايوان ـ وكالات

ليس البكاء على الموتى بالمهمة السهلة لذا يستأجر العديد من الناس النادبة ليو-جون لين لاداء هذه المهمة اثناء مراسم تشييع اناس لم تعرف عنهم شيئا على الاطلاق. وتعتبر ليو اشهر نادبات تايوان، اذ تحترف مهنة ندب الموتى بغية الحصول على سبل الرزق التي تكفل لها الحياة على الرغم من كونها مهنة مثار جدل لأنها تمثل الاتجار بالحزن والتكسب منه.ولكن امتهان النواح له تاريخ طويل في تايوان، اذ تقول التقاليد السائدة في البلاد ان المتوفى يحتاج الى البكاء بصوت عال بغية العبور بيسر الى العالم الاخر. وتقول ليو "عندما يتوفى احد الاحباء، يبكي محبوه كثيرا حتى تحين لحظة مراسم التشييع، فتعجز العيون عن البكاء."هنا يأتي دور ليو التي تساعد في تحفيز عملية البكاء بنبرة صوت حادة وحزينة.وتضيف ليو انه قديما كانت البنات يتركن مدنهن في سبيل العمل في مدن اخرى، ومع محدودية وسائل المواصلات، كان يصعب عليهن العودة الى مدنهن حال وفاة قريب لهن للمشاركة في تشييعه، لذا كانت تعمد الاسرة الى استئجار ما يطلق عليه "ابنة فرعية" (بديلة) تشارك الاسرة خلال مراسم الحداد.وتتميز مراسم التشييع التايوانية التقليدية بطقوس حداد تمزج بين حالة الحزن المهيب والبكاء على المتوفى بصوت عال لإلهاب مشاعر الحزن والاسى.وتقول ليو البالغة من العمر 30 عاما وفرقتها من إن هناك جانبا ترفيهيا يتمثل في ارتداء ازياء زاهية واداء رقصات اشبه بالحركات البهلوانية.وتبدل ليو ملابسها لترتدي عباءة بيضاء اللون ذات قلنسوة رأس لتبدأ في الزحف على يديها وركبتيها باتجاه نعش المتوفى الى ان يأتي دور شقيقها جي، الذي يؤدي بعض الاغنيات، فتبدأ ليو في البكاء بصوت عال.وتستخدم ليو نبرة صوتية طويلة مصحوبة بالبكاء والغناء.وقالت ليو، ردا على سؤال لمراسلة بي بي سي بشأن كيفية اصطناعها للدموع، ان دموعها حقيقة، مشيرة الى انها في "كل جنازة تشعر بان هذة العائلة هى عائلتها لذا تكون مشاعرها حقيقية وينتابها الحزن العميق لرؤية هؤلاء المكلومين."وتبدو ليو اصغر سنا بكثير من سن الثلاثين، فهي ترتدي بدلة رياضية برتقالية اللون فضلا عن وضعها ملمع اظافر براق على نحو جعل مراسلة بي بي سي تعتقد انها مدرسة في احدى مدارس رياض الاطفال اكثر من كونها نادبة محترفة في جنازات الموتى .و يؤكد لين شينشانغ ، متعهد جنازات يعمل مع ليو لسنوات، ان هذا يمثل جانبا كبيرا من جاذبيتها.واضاف "دأبنا على الاعتقاد في ان هذه المهنة تمتهنها كبيرات السن من النساء، غير ان الوضع يختلف مع جون-لين، فهي شابة وجميلة، وهذا التناقض يثير الفضول لدى الناس."ذكر ان جدة ليو وامها كانتا تعملان كنادبتين محترفتين، وكانت ليو تلعب خارج المنازل التي تشهد مراسم تشييع اثناء عمل امها وجدتها، وعندما كانت تعود الى المنزل كانت تعمد الى تقليد امها مع شقيقتها الكبرى.توفي والدا ليو وهي طفلة صغيرة، فتكفلت الجدة بتربية الاطفال الثلاثة، وكان هذا العبء ثقيلا على كاهلها، فلم تجد سوى دفع ليو وشقيقها الى مهنة الاسرة وهي بعد في الحادية عشرة من عمرها.واعتادت ليو الاستيقاظ فجرا لاداء تدريبات على المهنة، وكانت عادة تتخلف عن الذهاب الى مدرستها من اجل العمل. وكانت الاطفال يسخرون من ليو عندما تذهب الى المدرسة بسبب عملها و ملابسها الغريبة وهو ما جعلها تشعر بانها غريبة و غير محبوبة من جانب الاطفال الاخرين. وبعد احتراف العمل اصبح لليو والاشقاء منزلهم الخاص، وانتشلتهم المهنة من الفقر، واصبح لفرقتها دخل يصل الى 600 دولار خلال مراسم التشييع الواحدة. لكن الوضع تأثر في ظل التراجع الاقتصادي العالمي الذي دفع الناس الى البساطة والبعد عن مظاهر الترف، وهو ما ادى الى تراجع عمل فرقة ليو حاليا. وتؤكد ليو "هذا شئ كافحت جدتي من اجله، ليس من السهل علي ترك المهنة، بل يتعين علي تعليم الاخرين ماتعلمته، كما ينبغي لي ان احافظ على هذه التقاليد."

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتراف رثاء الموتى مهنة مربحة في تايوان احتراف رثاء الموتى مهنة مربحة في تايوان



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca