آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تركيا تستعد لمرحلة ما بعد الموصل عبر تصعيد خطابها حيال العراق

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تركيا تستعد لمرحلة ما بعد الموصل عبر تصعيد خطابها حيال العراق

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
أنقرة - المغرب اليوم

يعكس الخطاب التصعيدي لتركيا حيال العراق مع اقتراب موعد الهجوم على مدينة الموصل لطرد تنظيم الدولة الاسلامية، خشية انقرة من ان يتسع نفوذ خصومها وخصوصا الاكراد في منطقة تعتبرها حصنا حيويا.

فبعدما ارسلت منذ كانون الاول/ديسمبر 2015 مئات العسكريين الى قاعدة بعشيقة في منطقة الموصل بهدف تدريب متطوعين سنة استعدادا لمعركة استعادة المعقل العراقي لتنظيم الدولة الاسلامية، بدا ان انقرة باتت على الهامش فيما تتسارع وتيرة التحضيرات للمعركة.

وتصاعد استياء المسؤولين الاتراك وفي مقدمهم الرئيس رجب طيب اردوغان حين رفض العراق في بداية تشرين الاول/اكتوبر تمديد البرلمان التركي لمهمة هؤلاء العسكريين معتبرا انهم "قوة احتلال".

ولم يتردد اردوغان في التهجم شخصيا على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي داعيا اياه الى ان "يعرف حجمه اولا".

والجمعة، توعد اردوغان باللجوء الى خطة بديلة لم يحدد مضمونها في حال لم يتم اشراك الجيش التركي في هجوم الموصل.

وقال "لقد دعوتمونا الى بعشيقة، واليوم تطلبون منا الرحيل؟ آسف، لكن مواطني موجودون هنا: اخواني التركمان والعرب والاكراد موجودون هنا. وهم يقولون لنا +تعالوا+ و+ساعدونا+".

الى ذلك، ترى السلطات العراقية التي يهيمن عليها الشيعة ان تركيا تتدخل في شكل مرفوض حين تحذر تكرارا من اي مشاركة في معركة الموصل لميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية او لمقاتلين اكراد متحالفين مع حزب العمال الكردستاني، عدو انقرة اللدود.

ويرى اردوغان ان تحرير الموصل ينبغي ان يتم فقط بايدي قوات تربطها صلات اتنية ودينية بالمدينة، في اشارة الى ان معظم سكانها الذين يناهز عددهم مليونا هم من السنة، علما بان شمال العراق يضم اكثر من مليون ونصف مليون تركماني وقد ظل جزءا من السلطنة العثمانية لاربعة قرون.

- "ما بعد الموصل" -

يعتبر محللون ان ما يقلق اردوغان ليس مجريات معركة الموصل بل توازن القوى الجديد الذي سينتج منها.

ويقول ايكان اردمير من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية، مقرها واشنطن، "انه قلق حيال التكوين الاتني والطائفي العتيد في الموصل ويريد التاكد من عدم هيمنة الاكراد والشيعة".

ويضيف "لا تريد انقرة البقاء خارج اللعبة في العراق، ويريد اردوغان ان تكون له كلمته في التطورات في الموصل والعراق. انه يخشى سيطرة الميليشيات الشيعية بعدما درب ميليشيات سنية في محافظة نينوى".

وفي راي سونر كغبتاي مدير برنامج الابحاث التركية في معهد واشنطن ان الخطاب الشديد اللهجة للمسؤولين الاتراك يظهر انهم "في صدد التحضير لمرحلة ما بعد الموصل".

ويقول "تدرك انقرة ان العراق سيبقى دولة ضعيفة وتريد منطقة نفوذ لها في شمال العراق لحماية نفسها من الاخطار الناجمة عن انعدام الاستقرار في هذا البلد" الذي تربطه حدود بتركيا بطول يناهز 350 كلم.

ويوضح انه لتحقيق هذا الغرض "تريد تركيا ان يكون لها اكبر وجود عسكري ممكن في العراق وهذا ما توفره لها (قاعدة) بعشيقة".

واذ يذكر بوجود حزب العمال الكردستاني في اقليم كردستان العراق المجاور للموصل، يلاحظ كغبتاي ان انقرة تسعى بكل ما اوتيت الى منع هؤلاء المتمردين "من السيطرة على مناطق" بعد الحاق الهزيمة بالجهاديين.

ويلفت ايضا الى ان انقرة تخشى تنامي نفوذ ايران في منطقة الموصل عبر مشاركة محتملة للميليشيات الشيعية التي تدعمها طهران، مضيفا "يعلم اردوغان بانه لا يمكنه ان يتفق مع ايران" حول الملف العراقي.

اما واشنطن التي تقود التحالف الدولي الذي سيدعم القوات العراقية في هجوم الموصل، فنأت بنفسها من السجال بين انقرة وبغداد.

لكن الخارجية الاميركية والبنتاغون ذكرا اخيرا بوجوب ان تتم كل الجهود العسكرية لتحرير الموصل "بالتنسيق والتوافق مع الحكومة العراقية"، الامر الذي فسرته انقرة انحيازا لموقف بغداد.

وفي هذا السياق، كتب برهان الدين دوران من مؤسسة الابحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية القريبة من السلطات التركية ان "الولايات المتحدة التي ارادت في مرحلة اولى ان تشارك تركيا في عملية الموصل، تنحاز راهنا للعراق وتاليا لايران".

واعتبر ان "استبعاد تركيا من الملف العراقي او اسناد دور ثانوي لها بضغط من ايران لن يساهم في قيام عراق جديد يسوده السلم".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا تستعد لمرحلة ما بعد الموصل عبر تصعيد خطابها حيال العراق تركيا تستعد لمرحلة ما بعد الموصل عبر تصعيد خطابها حيال العراق



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca