آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تساؤلات حول قيام الدول الغربية بشن حربًا ضد الصين بسبب"كورونا"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تساؤلات حول قيام الدول الغربية بشن حربًا ضد الصين بسبب

فيروس كورونا
بكين ـ الدار البيضاء اليوم

صعدت الدول الغربية من لهجة انتقاداتها واتهاماتها للصين، بالمسؤولية وراء انتشار فيروس “كورونا” الذي تعاني من تأثيراته جل دول العالم، خاصة الدول الأوروبية والولايات المتحدة الامريكية، التي أصبحت أكثر المتضررين حتى الآن بأكبر حصيلة للوفيات والإصابات حول العالم، الاتهامات بعضها يمكن التجاوز عنه من حيث انعدام الشفافية أو إخفاء بعض المعلومات، أو حتى التضليل بعدم الإعلان عن الفيروس في الوقت الذي كانت فيه السيطرة عليه متاحة وبأقل حصيلة ضحايا ممكنة.

لكن أخطر تلك الاتهامات هو اتهام يصل إلى مرتبة الخيانة، بالحديث عن خروج الفيروس من مختبر “ووهان” الصينية، سواء أكان بفعل فاعل أو حتى بمحض الصدفة، اتهامات قد تودي إلى ما لا يحمد عقباه على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري وربما عمل عسكري ضد الصين، بعد نهاية الجائحة.

ويرى مراقبون، أن اتهامات الدول الغربية التي تطال الصين، مرده إلى سياسة التعتيم الذي تنتهجها سلطات بكين، في التعامل مع ردود الأفعال الدولية، وأن أي تطورات أذ لم تتعاون الصين مع المجتمع الدولي بالكشف عن ما تخفيه عن “كورونا”، قد يؤدي إلى عمل عسكري ضدها.

والجمعة 17 أبريل الجاري، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهامات جديدة إلى الصين، معتبرا أن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد “أعلى بكثير” مما أعلنته السلطات الصينية.

 

وراجعت الصين الجمعة أرقامها فأعلنت زيادة في عدد الوفيات نتيجة فيروس كورونا المستجد على أراضيها، بعد تعرضها لاتهامات من قادة غربيين يشككون في شفافيتها بشأن منشأ الوباء وحصيلته.

وانتقل الفيروس منذ ظهوره في نهاية 2019 في مدينة ووهان بوسط الصين، إلى أكثر من مليوني شخص عبر العالم. ومع تفشيه، فرض الحجر المنزلي على ما يزيد عن 4,4 مليار شخص، فيما طالت البطالة الجزئية أو التامة عشرات ملايين الأشخاص، بينهم 22 مليونا في الولايات المتحدة وحدها.

وأعلنت الصين نحو 1300 وفاة إضافية بكوفيد-19 في ووهان، ما يرفع عدد الوفيات في البلد الأكبر في العالم من حيث عدد السكان إلى 4632، وهو رقم يبقى أدنى بكثير من بعض التقديرات.

غير أن الرئيس الأميركي كتب عبر تويتر: “أعلنت الصين للتو مضاعفة عدد الوفيات من العدو غير المرئي. إنها أعلى بكثير من ذلك وأعلى بكثير من (وفيات) الولايات المتحدة، ليست بأي حال قريبة منها!”.

كما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجه بدوره أصابع الاتهام الخميس إلى بكين. وقال لصحيفة “فاينانشل تايمز” البريطانية “من الواضح أن هناك أشياء حدثت ولا نعرفها”، مشككا في حصيلة الضحايا التي أعلنتها الصين.

وفي لندن، أعلن وزير الخارجية دومينيك راب كذلك أن على بكين الرد على “أسئلة صعبة حول ظهور الفيروس ولماذا لم يكن بالإمكان وقفه في وقت أبكر”.

لكن الاتهامات التي تطال الصين بالتسبب في كارثة وبائية عالمية، لم تقف عند السياسيين فقط، بعدما أصبحت أصوات علمية، توجه بدورها اتهامات مباشرة إلى سلطات بكين، وآخرها الفرضية التي طرحها البروفيسور الفرنسي لوك مونتانييه أحد مكتشفي فيروس الإيدز، مفادها أن فيروس كورونا خرج في الواقع بالخطأ من مختبر صيني خلال البحث عن لقاح ضد فيروس الإيدز أو السيدا، وأن الفيروس الجديد انتشر بسبب انعدام الاحتياطات الصحية اللازمة.

وقال مونتانييه الفائز بجائزة نوبل للطب وهو محط جدل متزايد في الأوساط العملية، إن “مختبر مدينة ووهان الصينية، التي انطلق منها وباء كورونا، تخصص في هذه الفيروسات التاجية منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولديهم خبرة في هذا المجال”.

 

لكن كل هذه اتهامات الدول الغربية للصين، يعتبرها خالد الشكراوي، المتخصص في العلاقات الدولية، سببا لمقاومة الحضور الصيني، الذي يشهد توسعا كبيرا في بعض المناطق، وهو ما يقلق الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية.

وقال الشكراوي “أنه في الحقيقة هم يبحثون عن سبب لمقاومة الحضور الصيني، لكن المعروف هو أن مختبرات مدينة ووهان الصينية، هي تشتغل بشراكة مع مختبرات فرنسية ، وعدد كبير من المختبرات في الصين تشتغل بدورها أيضا مع مختبرات دولية، وبالأساس المختبرات الأوروبية والغربية، وبالتالي هناك شراكات، يعني المشكل هم يبحثون عن بعض المسببات فقط لا غير، خاصة أن المشكل تبين أن لا نتحدث ولا ندعم فكرة التآمر أو المؤامرة بأنه تم تسريب التقرير الذي تحدث عن فيروس كورونا من مختبرات ووهان، من لدن قوى غربية خصوصا من لدن الولايات المتحدة الأمريكية، الكل له مقوماته ومرتكزاته”.

وأضاف المحلل السياسي، “أنه في هذا الإطار الذي يجب أن نفهمه أن جميع المختبرات الكبرى تشتغل على الفيروسات، لكن فيروس كورونا لم يختلق لكنه تم تحويله، ثم هناك مشكل آخر، أن المشتغلين في ميدان المختبرات، بينهم صراعات قوية، الدليل على ذلك ما حصل في فرنسا مؤخرا”.

وأوضح أنه “بالتالي المسألة يجب في نظري ألا نأخذها فقط من منحاها العلمي والتقني، لكن هناك مجموعة من المقتضيات السياسية التي تدخل في هذا الإطار، لكن المؤكد هو أن الغرب لا يريد ان يخرج منهزما، من معركة فيروس “كورونا”، والتي خرجت منها الصين منتصرة، إن على مستوى المقاومة أو التعتيم الاخباري أو على مستوى أنها أظهرت للعالم ما تريد وأوقفت ما أرادات، حتى على مستوى التجربة التي راكمتها في مقاومة الفيروس، لم تمرر كل شيء للغرب، لذلك ما سقطت فيه إيطاليا وفرنسا، ناجم عن عدم تتبعها لما وقع في الصين”.

واعتبر الشكراوي، أن “الصين لديها نظام خاص، لا يعترف، ومشكل المختبر وهذا معروف وليس بمسألة حديثة، (المختبر) الذي كان يشتغل على فيروس كورونا، شركاءه فرنسيون، وبالتالي المسألة فيها القيل والقال، المهم الآن ظهر أن الغرب هو الذي يدفع الثمن الأكبر.

 

وكانت الإدارة الأميركية تتهم الصين منذ أسابيع بـ”إخفاء” خطورة الفيروس، وأعلنت الخميس فتح “تحقيق شامل” حول أصول وباء كوفيد-19، مشيرة إلى فرضية أن يكون مصدره مختبر في ووهان يعمل على دراسة فيروسات كورونا وقد “تسرب” منه.

وفي مواجهة هذه الاتهامات، أكد متحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان الجمعة أنه “لم يكن هناك أي تستر (على المعلومات) ولن نسمح بأي إخفاء”، ولو أنه اعترف بحصول “تأخير” و”إغفال” في تسجيل الوفيات.

ويعتقد عموما أن فيروس كورونا المستجد ظهر في سوق في ووهان تباع فيها حيوانات برية حية بهدف استهلاكها، وأن الفيروس انتقل في هذه السوق من حيوانات إلى الإنسان وتحول.

لكن وسائل إعلام أميركية طرحت نظرية أخرى، فأوردت صحيفة “واشنطن بوست” أن السفارة الأميركية في بكين أبلغت واشنطن قبل سنتين بشأن تدابير أمنية غير كافية في مختبر محلي يدرس فيروسات كورونا لدى الخفافيش، فيما ذكرت شبكة “فوكس نيوز” أن فيروس كورونا المستجد مصدره هذا المختبر بالذات وإن كان فيروسا طبيعيا غير مرك ب، وأنه قد يكون “تسر ب” عرضا نتيجة تدابير وقائية غير سليمة.

قد يهمك أيضًا:

كورونا" يواصل الانتشار ويصيب مليون و700 ألف والوفيات تتجاوز الـ100 ألف

المالكي يؤكّد أنّ "كورونا" سيفرض نفسه على الدورة التشريعية للبرلمان

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات حول قيام الدول الغربية بشن حربًا ضد الصين بسببكورونا تساؤلات حول قيام الدول الغربية بشن حربًا ضد الصين بسببكورونا



GMT 09:38 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

«بوليساريو» الداخل..!

GMT 09:46 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

برودكوم تعرض الاستحواذ على كوالكوم مقابل 130 مليار دولار

GMT 01:09 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

Poison Girl Unexpected الجديد من "ديور" للمرأة المفعمة بالأنوثة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 18:18 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

تامرعبد المنعم يصالح محمد فؤاد في حفلة زفاف

GMT 21:31 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة تاوريرت تستقبل حافلتين من اليهود

GMT 04:47 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقيف أحد مهربي المواد المخدّرة في مدينة بركان

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 21:14 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

فوائد عصير البطيخ المر في القضاء على الخلايا السرطانية

GMT 19:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دار "LAVINTAGE" تغازل الباحثات عن الأناقة في مجوهرات 2018
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca