آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

هزائم تنظيم "داعش" تغذّي "الإرهاب العشوائيّ" في بلدان أوروبية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - هزائم تنظيم

تنظيم "داعش"
باريس _ الدار البيضاء اليوم

دلالات عديدة تحملها العمليّتان الإرهابيَّتَان الأخيرتان في كل من فرنسا والنمسا، وفق ورقة بحثيّة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدّمة حول المسارات المحتملة لنشاط تنظيم "داعش" الإرهابي، والعلاقة بينه وبين العناصر التي قامت بتنفيذهما، وأسباب ارتباط بعضهم بخلفيات جنائية سابقة بالتوازي مع ضعف التكوين الفقهي والفكري لديهم، حَسَبَ ما كشفت عنه التحقيقات الأولية التي أجريت حول العمليتين.

وسجّلت الورقة أنّ مثل هذه العمليات الإرهابية الأخيرة في دول أوروبية تكشف تصاعد ما يمكن تسميته بـ"الإرهاب العشوائي" التابع لتنظيم "داعش" داخل القارة الأوروبية، وهو "خيار ربما تلجأ إليه تنظيمات إرهابية أخرى خلال المرحلة القادمة، على ضوء تراجع قدراتها على تنفيذ عمليات إرهابية نوعية، بسبب الضربات الأمنية القوية التي تعرضت لها والهزائم التي منيت بها في الفترة الماضية".

وأوردت الورقة أنّ تتبع مسار العمليتين الإرهابيتين اللتين وقعتا في فرنسا والنمسا يبين أنّ هناك "ارتباطاً واضحاً بين منفِّذَيهِما وتنظيم داعش"، موضّحة أن "العملية الإرهابية التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية في 29 أكتوبر الماضي، وقعت بعد ساعات من بيان التنظيم الذي نشر عبر جريدة النبأ الداعشية في اليوم نفسه، وهو ما يطرح دلالتين رئيسيتين، أولاهما أن هذا البيان ربما كان إشارة للعناصر الإرهابية لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة في بعض الدول الأوروبية، في ظل اتجاه إلى محاولة رفع مستوى وعدد تلك العمليات خلال المرحلة القادمة، لتأكيد قدرته على البقاء والاستمرار".

وذكرت الورقة أنّ ثاني الدّلالات ما تبديه هاتان العمليّتَان حول احتمال عودة ظاهرة "الذئاب المنفردة" لتشكل تهديداً للأمن والاستقرار في العديد من الدول، ولا سيما في ظل قدرة بعض العناصر على تجاوز الحدود القائمة فيما بينها، والالتفاف على الإجراءات الأمنية المتّبَعة فيها، مما يعني أنّ هذا التنظيم الإرهابيّ "ربما يبدأ في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية خلال المرحلة المقبلة، اعتماداً على ما يسمى بالمتعاطفين معه، عبر استهداف مدنيين من خلال أدوات بسيطة مثل السكين".

وأبرزت ورقة مركز المستقبل أنّ التنظيمات الإرهابية قد اعتمدت بشكل لافت "على آلية استقطاب بعض العناصر الجنائية للانضمام إليها، عبر عملية مكثفة لتجنيدهم، من خلال استغلال وجود بعضهم في السجون وأماكن الاحتجاز"، واستثمارهم "كمورد بشري جديد لتعويض الخسائر (...) بسبب المواجهات التي تنخرط فيها مع قوات الأمن والجيش في العديد من دول العالم"، متَّبِعَة في هذا السياق، "ما يسمى بمفهوم "الاستتابة" القائم على تلقين التوجهات الفكرية التي تتبناها هذه التنظيمات إلى العناصر الجنائية التي يتم تجنيدها.

واسترسلت الورقة موضّحة الوجه اللافت لهذه المستجدّات، قائلة: "اللافت خلال الفترة الأخيرة هو حرص داعش على عدم التركيز على هذا المفهوم، بما يعني أنه بات يمنح الأولوية لتجنيد هذه العناصر، بصرف النظر عن مدى اعتناقها لأفكاره وتوجهاته، مع استغلال حالة الاستياء التي تبدو عليهم، نتيجة لاعتبارات عديدة على غرار أوضاعهم المعيشية، من أجل دفعهم إلى تنفيذ عمليات إرهابية تحسب للتنظيم وتؤكد قدرته على تجاوز الإجراءات الأمنية التي تتخذ لمنعه من تصعيد نشاطه مجدداً".

وزادت الورقة: "يبدو أن داعش قد بدأ في الاعتماد على هذه الآلية بشكل أكبر في مرحلة ما بعد سقوط الباغوز في مارس 2019، وهو ما كشفت عنه العملية الإرهابية التي وقعت في مدينة نيس الفرنسية في 29 أكتوبر الماضي، حيث قال نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية التونسية، محسن الدالي، إنّ إبراهيم العيساوي، المشتبه فيه، ليس مصنفاً إرهابياً لدى السلطات التونسية وغادر البلاد بطريقة غير قانونية في 14 سبتمبر الماضي ولديه سوابق قضائية في أعمال عنف ومخدرات".

هذا الوضع، تضيف الورقة، سيدفع فرنسا إلى "توسيع نطاق التنسيق الأمني مع تونس خلال المرحلة القادمة، من أجل احتواء ظاهرة الهجرة غير الشرعية وإجراء مباحثات حول ملف ترحيل الأجانب المتهمين في عمليات إرهابية"، وهو ما تُقدِّرُ أنّه قد "بدأت مؤشراته في الظهور بعد الإعلان عن زيارة سيقوم بها وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إلى تونس في نهاية الأسبوع الحالي".

وقد يهمك ايضا:

"داعش" يتبنى الهجوم الانتحاري في كابل

إيقاف شاب رفع راية "داعش" على بناية في إقليم اشتوكة آيت باها

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هزائم تنظيم داعش تغذّي الإرهاب العشوائيّ في بلدان أوروبية هزائم تنظيم داعش تغذّي الإرهاب العشوائيّ في بلدان أوروبية



GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:56 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:15 2020 السبت ,16 أيار / مايو

بريشة : هارون

GMT 22:06 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 00:54 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم"يكشف تفاصيل أزمة محمد رشاد ومي حلمي كاملة

GMT 20:23 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مسرحية "ولاد البلد" تعرض في جامعة بني سويف

GMT 22:59 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت تزيين الطاولة للمزيد لتلبية رغبات ضيوفك

GMT 16:49 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

العراق يستلم من إيطاليا تمثال "الثور المجنح" بعد ترميمه رسميًا

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 02:07 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

كواليس عودة " عالم سمسم" على الشاشة في رمضان

GMT 06:59 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة ندا موسى تكشف عن كواليس "ياباني أصلي"

GMT 03:39 2016 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصور بريطاني يكشف مأساة النسور بكاميرته

GMT 20:47 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار إدريسي أفضل حارس في الدوري الفرنسي لكرة اليد
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca