آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد تونس أمام منعطف جديد

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد تونس أمام منعطف جديد

دمشق ـ وكالات

مازال الاحتقان يسيطر على الشارع التونسي بعد يوم من اغتيال المعارض شكري بلعيد. وقد يزيد ضغط المعارضة من حدة هذا الاحتقان خاصة بعد رفض حركة النهضة مقترح رئيس الوزراء حمادي الجبالي تأسيس حكومة تكنوقراط. فإلى أين تتجه تونس؟لا تكاد تونس تخرج من أزمة سياسية حتى تجد نفسها قد دخلت أخرى. فبعد الإعلان عن التوصل لصيغة توافقية لتسوية الخلاف بين الأحزاب المٌشكِّلة للائتلاف الحاكم بسبب التعديل الحكومي الذي كاد يعصف بالائتلاف، استفاقت تونس يوم أمس الأربعاء (السادس من شباط/ فبراير) على وقع جريمة اغتيال شكري بلعيد أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين المنتمي لتحالف الجبهة الشعبية اليسارية. والذي قضى على يد مجهولين بعد إصابته بطلقات نارية في أول اغتيال سياسي تشهده البلاد. الحبيب عمار، وهو منسق جهوي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد في جهة قفصة وعضو في اللجنة المركزية للحزب، يقرأ في هذا الاغتيال رسالة مفادها أن "تونس لا تتسع لمن لا يتفق مع برنامج حزب النهضة" الذي يحمله مسؤولية اغتيال شكري بلعيد باعتباره الحزب الأكبر الذي يقود التحالف الحكومي. ويقول الحبيب عمار في حوار مع DW عربية "نحن نعتقد ونؤمن أن من يحكم البلاد هو المسؤول على أمن المواطنين، كما هو جار به العمل في كل دول العالم. الحكومة بقيادة حركة النهضة، الحزب الأكبر في الحكومة، هي المسؤولة" عن هذا الاغتيال. أعلن رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي عزمه تشكيل حكومة كفاءات وطنية، لكن حركة النهضة التي ينتمي إليها رفضت مقترحهومن جهته، يرى لوتس روغلر، الباحث الألماني المتخصص في قضايا الإسلام السياسي في مصر والمغرب العربي، أن اغتيال شكري بلعيد هو "نتيجة لحدة الاستقطاب السياسي الذي تشهده تونس" منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الأخيرة، معتبرا أن هذا الحادث بمثابة صورة للأزمة السياسية التي تمر منها البلاد منذ عدة أشهر. وتوقع روغلر أن يكون لهذا الحادث تأثيرات سلبية على عملية الانتقال الديمقراطي ستزيد من الصعوبات السياسية، إلا أنه أشار أيضا إلى أن حدث الاغتيال يمكن أن يكون بداية البحث عن توافق جديد بين القوى السياسية المتعارضة في تونس. وفي أول رد فعل ذي طابع إجرائي على مقتل شكري بلعيد، أعلن رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي عزمه تشكيل حكومة كفاءات وطنية لا تنتمي لأي حزب سياسي في مهمة محدودة، وهي تسيير شؤون البلاد حتى تحديد موعد للاستحقاقات الانتخابية، وذلك بهدف إنقاذ البلاد من الفوضى ووقف مسار الانتقال الديمقراطي. وهذا مطلب كان قد دعا إليه المعارض المغتال شكري بلعيد في المؤتمر الوطني للحوار الذي انعقد في 16 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.وفي تقييم لمبادرة الجبالي، قال لوتس روغلر، في حواره مع DW عربية إن"هذا الإجراء جاء، من جهة، استجابة لمطالب قوى المعارضة. ومن جهة أخرى يعتبر رد فعل لتجنب الصعوبات السياسية التي منعت تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في تونس لحد الآن". في حين اعتبر الحبيب عمار ما أقدم عليه الجبالي من الدعوة لحكومة تكنوقراط التفاف جديد على مطلب اعتبره وطنيا. ونبه عمار إلى أن الجبالي قال "لم أستشر أحدا وإنما استشرت ضميري فقط". واستطرد قائلا " الجبالي ليس هو ضمير الأمة وليس مؤهلا لأن يحدد خيارات تونس، فتونس يحدد خياراتها كافة أبنائها بكل أطيافهم السياسية". وشدد على أن حكومة الكفاءات الوطنية يجب أن تُكون باتفاق وطني، وليس الجبالي من له الحق في تكوينها بمفرده".مظاهرات في قفصة احتجاجا على اغتيال المعارض شكري بلعيد على يد مسلحين مجهولينوفي تطور جديد، أعلنت حركة النهضة التونسية رفضها لخطة رئيس الحكومة حمادي الجبالي بتشكيل حكومة غير سياسية، مشيرة على لسان نائب رئيسها  إلى أن الجبالي تسرع في قراره، مما من شأنه أن  يدخل الحركة في حالة انقسام شديد بعيد اغتيال المعارض بلعيد. وكان هذا الإعلان متوقعا خاصة وأن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كان قد دعا إلى عكس ما ذهب إليه حمادي الجبالي، حيث اقترح تشكيل حكومة وطنية تجمع كل الأحزاب السياسية. ويرى الحبيب عمار أن طريق الخروج من الأزمة يمر عبر "إسقاط الحكومة الحالية، وتكليف المجلس التأسيسي بتأليف حكومة كفاءات وطنية" تحظى بإجماع كافة القوى السياسية. ومن بين الحلول التي يقترحها عمار أيضا لاحتواء الأزمة "إنهاء إجراءات وضع الدستور الجديد من طرف المجلس التأسيسي في أسرع وقت ممكن، ووضع هيئة عليا للانتخابات وهيئة عليا لقضاء مستقل وأخرى للإعلام". ثم إجراء انتخابات تنقل تونس من مرحلتها الانتقالية إلى وضع مستقر.وعلى ضوء المعطيات الجديدة التي تنذر باستمرار الخلاف بين قوى المعارضة والحكومة من جهة، وبين قيادات حركة النهضة فيما بينهم بخصوص تشكيل حكومة غير سياسية من جهة أخرى، يبدو أن أياما عصيبة تنتظر تونس مهد ثورات الربيع العربي. ولعل استمرار الغليان والاحتقان الذي يعرفه الشارع التونسي، خاصة بعد اغتيال شكري بلعيد قد يكون مؤشرا على أن الأزمة قد أخذت منعطفا جديدا.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد تونس أمام منعطف جديد بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد تونس أمام منعطف جديد



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca