الرباط - الدار البيضاء اليوم
بعد مرور الجولة الأولى من التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، تستعد دول العالم لدخول حرب جديدة للحصول على حقن إضافية تؤمن بها السوق الداخلية، وهو ما سيشكل ضغطا على المغرب الذي استطاع تأمين المرحلة الأولى وتحقيق نتائج مبهرة في سباق اللقاحات، حيث يحتل مرتبة متقدمة في التصنيف العالمي للدول الملقحة.
واستطاع المغرب التواجد في قائمة الدول العشر التي أكملت الجولة الأولى من التلقيح بنجاح، حيث تلقى أكثر من 4 ملايين مواطن الحقنة الأولى، بينما يصل عدد الملقحين الذين استفادوا من الحقنة الثانية حوالي نصف مليون شخص.وبسبب الضغط الكبير على لقاح “الخلاص”، فإن تحديات كبيرة تنتظر دبلوماسية المملكة لتأمين حاجيات البلاد.
سمير مشهور، نائب الرئيس العام لمجموعة سامسونغ بيولوجيكس الكورية الجنوبية، قال عبر حسابه على “فيسبوك” إن “الأسابيع والأشهر القادمة ستكون صعبة للغاية”، مضيفا: “ربحنا بعض المعارك الصغيرة. معًا، سنفوز بالمعركة الكبرى عندما يتم تطعيم أكثر من 70٪ من سكاننا، أو عندما يتم تطعيم كل من يحتاج إلى التطعيم”.
وأوضح مشهور، الذي يشتغل في مجموعة سامسونغ بيولوجيكس التي تعد واحدة من أهم الشركات في مجال التكنولوجيا الحيوية، أن “اللقاح وحده لم ولن يكون الطريقة الوحيدة للعودة إلى الحياة الطبيعية يوما ما”، مبرزا أن “سلسلة توريد اللقاح تشهد تقلبات كثيرة وتغيرات في أي وقت، وهو ما يشكل تحديا للحصول على الحقن الإضافية”.
وأورد مشهور أن “السباق بين الدول بدأ في سياق تطوير اللقاحات، لكنه تحول الآن إلى سباق على الإمدادات، بغض النظر عن التكلفة ومهما كانت العواقب”، مشيرا إلى أن “193 دولة طلبت أكثر من 20 مليار جرعة للتسليم بحلول نهاية عام 2021. الغالبية العظمى من هذه الطلبات، أكثر من 83٪، تأتي من البلدان المتقدمة”.
وزاد المتحدث قائلا: “نحتاج جميعا إلى التحلي بالصبر، والاستمرار في حماية أنفسنا والآخرين، من خلال ارتداء القناع، والحفاظ على المسافة الصحيحة بيننا والاستعداد للتكيف مع التغييرات القادمة”.
وأبرز العالم المغربي الذي اختير واحدا من أهم خمسين رائدا عالميا في مجال الرعاية والطب الذكي في عام 2018، أنه سيتم إنتاج 5.3 مليارات حقنة مقررة في نهاية عام 2021 من لقاحات “AstraZeneca” و”Pfizer” و”Moderna”، بينما سيتم إنتاج مليار حقنة من “Sinopharm”، و200 مليون حقنة من لقاح “CanSino”، و500 مليون حقنة من لقاح “Sputnik”.
واعتبر المتحدث أن “النصف الآخر من الكوكب سيتعين عليه الانتظار حتى عام 2023 ليتم تحصينه بالكامل، وستحتاج البلدان إلى إعطاء الأولوية في عام 2021 لأولئك الذين يجب تطعيمهم بسبب أمراض مزمنة يعانون منها على أولئك الذين يمكنهم الانتظار حتى عام 2023”.
واستطرد الخبير ذاته بأن تطوير اللقاح ضد “كوفيد-19” استغرق أقل من عام، ومن المرجح أن يستغرق حصول الجميع على اللقاح ما بين سنتين وثلاث سنوات، بينما يتم تصنيع اللقاحات الجديدة لتلبية الزيادة في الطلب، وقال: “بالنظر إلى اللعبة السياسية على الساحة الدولية، فسوف تفهم أن بلدنا محظوظ جدا لأنه تمكن من تلقيح أكثر من 10٪ من سكاننا، متقدما بفارق كبير عن العديد من البلدان المتقدمة الأخرى”.
اقرأ أيضا
منظمة الصحة العالمية تشيد بنجاح المغرب في حملة التلقيح ضد “كوفيد-َ19”
المغرب يتقدم عالميا من حيث عدد الملقحين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر