آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أظهر لـ"المغرب اليوم" كرهه عبارة "سنِّ اليأس"

جمال حافظ يجزم بأن الاكتئاب وخوفَ المستقبلِ أبرز أمراض العصر

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - جمال حافظ يجزم بأن الاكتئاب وخوفَ المستقبلِ أبرز أمراض العصر

الدكتور جمال حافظ
بيروت غنوة دريان

ازداد تردد الناس في كل أنحاء الوطن العربي خلال السنوات الماضية على العيادات النفسية والعصبية خصوصا في لبنان طالبين المساعدة والمشورة، ويعد الدكتور جمال حافظ من أكثر الأطباء الذين يتردد على عياداتهم أشخاص يطلبون منه المساعدة لحل مشاكلهم النفسية والعصبية.

وأشار جمال لـ"المغرب اليوم" إلى عدم تردُّد اللبنانيين فقط عليه بل يزوره المرضى من شتى بقاع الوطن العربي؛ فيأتي إلى عيادته العديد من الأشخاص من جنسيات مختلفة والمرض المسيطر هو الاكتئاب بشتى درجاته، والخوف من المستقبل؛ وهذا شيء طبيعي. مضيفا أن لكن الاكتئاب ينتشر بين الناس اليوم بصورة كبيرة والمعدلات العمرية بدأت بالانخفاض، ففي الماضي كان الاكتئاب يبدأ مع بلوغ المرأة سن اليأس كما هو متعارف عليه (مع أنني لا أحب هذه العبارة)، وعند الرجل عندما يبلغ سن التقاعد فيشعر أن وظيفته انتهت في الحياة، وطبعا هذا أيضا مفهوم خطأ، أما اليوم فإن المصابين بالاكتئاب الذين يترددون إلى عيادتي في العشرينات والثلاثينات ويشعر البعض منهم بأعراض الاكتئاب التي تتفاوت من شخص لآخر، ومرض الاكتئاب أكثر من الشعور بوعكة أو حزن شديد. الاكتئاب مرض منتشر خطير معقد، وحسب الإحصاءات يصيب أكثر من 121 مليون شخص حول العالم . ويصاب به 15%-25% من النساء و10%-15% من الرجال. ومن ناحية النظرة الجديدة والمعاصرة فإن الاكتئاب يعد ناتجا عن نقص أو عدم توازن في المواد الكيميائية الموجودة في المخ والجسم. هذه المواد تسمى "نويروترانسميترات" (ناقلات كيماوية بين عصبية مثل سرطونين، نورابنفرين ودوبامين).

وأضاف أن هذا المرض يصيب الجسم كله  فهو يسهم في رفع نسبة التعرض لمرض القلب، ويخل بعمل جهاز المناعة وأمور أخرى، بالإضافة إلى أنه كلما بقي الشخص المصاب بالاكتئاب فترة أكبر دون علاج، زاد وضعه سوءًا وقل احتمال تخلصه من المرض نهائيا، وقد تتفاقم الأمور وتؤدي إلى مشاكل عائلية وأسرية (غالب المشاكل في الحياة الزوجية)، ومشاكل في العمل، ومع الأسف فإن البقاء دون علاج قد يؤدي إلى التفكير في الانتحار .

وبخصوص أعراض الاكتئاب بيَّن أن الشعور العميق بالفراغ والحزن يرافق الاكتئاب بجانب بعض المؤشرات الجسمانية مثل آلام في الظهر أو إرهاق دائم، ومعظم الناس الذين يعانون من حالة الاكتئاب يشكون من العصبية والتوتر، وهذا المزاج السيئ لا يبقى في مستوى الألم النفسي وإنما منهم من يصرح عن حالة جسدية سيئة بشكل عام، ومن المتوقع أن حالة الاكتئاب قد تؤثر سلبًا على كل الأجهزة في الجسم؛ فإذا كنت تعاني من أحد هذه الأعراض في فترة ما بين أسبوعين أو أكثر، مما يشوش نمط حياتك بوضوح، فمن الممكن أن تكون مصابًا بالاكتئاب.

أما عن العلاج فقد أوضح أن الحل الوحيد هو التعامل بواقعية وعدم تهويل الأمور وتكريس الجهد في أداء الواجبات اليومية, وفي حالة استمرار الحالة ينبغي معاودة أخصائي نفسي للوقوف على تفاصيل أكثر قد تتعلق بمستوى معين من الأفكار التسلطية التي تسبب حالة من الوسواس القهري؛ وهذا سيتم التخلص منه من خلال الخطة العلاجية التي ستتحدد بعد التأكد من التشخيص وذلك بالتأكيد بمساعدة الطبيب النفسي، لكن الطبيب النفسي لا يمكن أن ينجح في مهمته إلا إذا كانت هناك إرادة من جهة المريض على تجاوز تلك المرحلة الحرجة، والمريض دائما مهما كان يملك إردادة للشفاء لكنه في بعض الأحيان يحاول التذاكي على الطبيب أو إعطائه فكرة بأنه أتى إلى عيادته من باب الفضول لا أكثر، ولكن مع القليل من المحادثة يشعر المريض بالارتياح فيبدأ بالكلام ومن خلال كلامه أستطيع اكتشاف إذا كان يملك ميولا انتحارية مثل بعض المحاولات السابقة الفاشلة أو التحدث عن الانتحار وكأنه حل لجميع مشاكله، وهناك بعض المرضى الذين أنقذوا من محاولة الانتحار وهم الآن مقبلون على الحياة بدرجة كبيرة.

وحوا أكثر الأمراض انتشارا بعد الاكتئاب قال الدكتور جمال إن النفس البشرية معقدة للغاية ولكل إنسان نقاط ضعف وقوة، فهناك أحداث تمر في حياة أحدهم مرور الكرام وآخرون تشكل بالنسبة لهم عقدة علينا حلها فكل إنسان له محيطه وظروفه ولا يمكن أن ننسى دور الأهل والأصدقاء في مساعدة المريض على تجاوز محنته. النسبة لي على الأقل لم تواجهني حالة يأست من شفائها "فكما خُلق الداء خُلق الدواء" والطبيب عليه أن يحاول بكل ما أوتي من خبرة ومعرفة مساعدة مريضه، والحمد الله أن الكثير من مرضاي تحولوا إلى أصدقاء.
 

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمال حافظ يجزم بأن الاكتئاب وخوفَ المستقبلِ أبرز أمراض العصر جمال حافظ يجزم بأن الاكتئاب وخوفَ المستقبلِ أبرز أمراض العصر



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca