آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الدكتورة كوثر المشيشي لـ"المغرب اليوم":

يجب تكثيف الجهود من أجل التصدي لظاهرة الإدمان

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - يجب تكثيف الجهود من أجل التصدي لظاهرة الإدمان

الدكتورة كوثر المشيشي
مراكش_ثورية ايشرم

كشفت أخصائيَّة الطب النفسي وعلاج الإدمان في مستشفى محمد السادس في مراكش الدكتورة كوثر المشيشي، لـ"المغرب اليم"، أنّ "الإدمان هو حالة تعود قهري على التعامل مع مادة أو على تفرغ لا يستطيع الإنسان معها مقاومة الرغبة في استعمالها أو القيام بتصرف، أو المداومة على استعمال المخدرات بما فيها التدخين الذي يعد بوابة رئيسية لولوج عالم الإدمان لأشياء أخرى، كالحشيش والكوكايين والهروين وأقراص مهدئة ومنومات وأقراص منشطة (كلكستازي)، كما أنّ سلوك استحواذي يشمل أيضًا مجالات أخرى كإقدام المدمن على تصرفات بشغف ولساعات طوال خلال نفس اليوم أو لفترة  كمداومته على الانترنت، الألعاب الالكترونية والقمر...الخ، رغم وعيه بالعواقب السلبية، لهذا يمكن أنّ نستنتج أنّ الإدمان هو إقدام شخص ما على استعمال مادة معينة كتعويض لنقص مادي أو فزيولوجي تظهر آثاره على الجسم، فالمتعاطي للكحول مثلاً تظهر عليه بعض الأعراض والتصرفات التي تبين أنّ جسمه محتاج لتلك المادة".
وأشارت المشيشي إلى أنّ "الأسباب الحقيقية التي تدفع  لتعاطي المخدرات ترجع إلى أنّ المراهق يبقى في بحت دائم ومتواصل على تجارب ومغامرات جديدة، فحينما يكتشف نوعًا جديدًا سواء في الغناء أو أشياء أخرى، فداخليًا هو مستعد لقابلية هذا النوع وترجمته على أرض الواقع، في غياب رقابة أسريّة وتواجد أسباب رئيسية  تتعلق بالفرد نفسه وتكويناته الشخصية وبنياته النفسية، ونوعية الجينات التي يحملها. خاصة أنّ الدراسات أظهرت أنّ هناك  جينات لها قابلية الإدمان.  أما العامل الثاني المساعد على انتشار هذه الآفة فهو البيئة التي يتواجد ضمنها المدمن، فالطفل المحاط بأشخاص وبيئة ووسط تتواجد به مخدرات هو سريع التجاوب والتعاطي لها أكثر من غيره، والجانب الثالث يتعلق بالمادة المخدرة نفسها، لأن هناك مواد يسهل الإدمان عليها من أول وهلة، كالكوكايين مثلاً وهي مادة قياسية يمكن أنّ تكون هذه كلها أسباب حقيقية، لأنه في الأصل الإدمان والمخدرات، هما من الإمراض التي تعاني من مشكل (لاستيكماتيزاسيون) التي تتعلق  برفض بعض الفئات الاجتماعية التفكير والبحث والتحدث عن حل جدري لمعالجة هذا الآفة، وتعتبر المدمن من منظورها  إنسانًا لا يستحق الاهتمام والعناية لأنه اختار بنفسه أنّ يصبح مدمنًا وعليه أنّ يتحمل مسؤولية اختياره، وهذه الآراء تنصب كلها في خانة غض البصر عن هذا الآفة الاجتماعيَّة الخطيرة، وتشجيع انتشارها بسرعة بين كافة الفئات العمرية".
ولفتت إلى أنّ "الفئة الأكثر تضررًا هي فئة المراهقين والمراهقات، لأن هذه الفترة تشهد مراحل تحول فزيولوجي لديهم، وفترة تمرد على الممنوعات وتحدي لقوقعة السلطة الأبوية والأسرية، كما أنها تتسم بتطورات نفسية تسودها بعض القيم والخصائص كروح المغامرة والبحث عن تجارب جديدة والتمركز حول الذات، وحب الانتماء إلى المجموعة التي يمكنها أنّ تسهل تعاطي الشاب للمخدرات التي يعتبرها تجربة ومغامرة جديدة يشهدها تحوله المرحلي الفزيولوجي والنفسي، وقد يحدث هذا طبعًا في ظل انفلات من مراقبة أسرية بدأت تصنفه مصاف الراشدين وتقلص من حدة تربيته".
وأكّدت أنه "في بلادنا هناك التدخين الذي يحتل المراتب الأولى وبنسب عالية، حيث يضم من بين عناصره المكونة مادة النكوتين وهي مادة مولدة للإدمان، هذا زيادة على نسبة المتعاطين للحشيش، حاليًا بدأنا نشهد انتشار مخدر الكوكايين  والهروين الذي كان يقتصر تواجده على المناطق الشمالية والفئات المدمنة الميسورة بحيث أصبح تداوله بأثمنة متراجعة ورخيصة مما شجع على استهلاكه بين كافة الفئات المتعاطية للمخدرات، ناهيك عن اقتصار البعض على التعامل مع  المواد الطبية كليكستازي والقرقوبي بدون وصفة طبية وبطريقة معكوسة وارتجالية، وهناك أعراض تقتضي من الأهل التحلي بالاحتياط والحذر، أولها تعصب الشخص وتميزه بقلة النوم وممارسة تصرفات عدوانية. وثانيها نقصان متاع أو أثاث أو أموال من المنزل أو الوسط، لأن المدمن غالبًا يحتاج بصفة مستمرة للمادة، بعبارة أخرى يلاحظ أنّ سلوكات وتصرفات الطفل قد تغيرت جملةً وتفصيلاً من ناحية التركيز والتحصيل الدراسي الذي بدأ ينقص من جراء تمركز تفكيره حول التعاطي واستهلاك المخدرات".
وأوضحت أنّ "الغريب في الأمر بعد أنّ كان سن تعاطي المخدرات في المغرب يشمل الفئات العمرية المتواجدة بين 24 و25 سنة بدأنا نلاحظ  في الآونة الأخيرة تقلص هذا السن بشكل يقرع ناقوس الخطر، وإلى فئات عمرية متواجدة بين  سن عشر وإحدى عشر سنة الشئ الذي ساهم في تكاثر نسبة المدمنين، وفي حالة اكتشاف العائلة لحالة إدمان داخل أوساطها، الشئ الأهم هو اجتناب مواجهة المشكل بعنف لأن العنف يمكن أنّ يولد الانفجار عند المدمن ويقوي آليات مقاومته وتحديه واستمراريته على تعاطي المخدر بل أكثر من هذا يجب توعيته واستشارة مختصين للبحث عن مكامن التعامل والعلاج". وتابعت "عملي كطبيبة وكفاعلة جمعوية لا يبقى حبرًا على ورق، ففي مدينة مراكش نقوم بعمليات تحسيسية حيث  نزور عددًا من المدارس والثانويات والجامعات، فنقوم بتوعية الطلبة، وحتى وزارة الداخلية فقد ساهمت بمشروع هدفه هو تكتل جميع الجمعيات للتصدي لظاهرة الإدمان على المخدرات، في إطار حملات تحسيسية شملت تقريبا 30 ألف متمدرس شملت جميع أرجاء مراكش وضواحيها، نحن جد واعين بأن حل المشكل يتم بالتواصل المباشر مع المجتمع وليس بالانغلاق وإصدار القرارات من داخل المكاتب، بل أكثر من هذا هناك بعض الجمعيات التي تتحرك داخل قافلات إلى وكر تداول هذه المخدرات، قصد توعية بعض المدمنين الذين يشتغلون بدورهم على علاج أصدقائهم  وهنا يظهر أنّ دور التحسيس والتوعية دور مشترك يكمن في تضافر جهود كل فعاليات المجتمع المدني والسلطات المعنية".
واختتمت المشيشي، موضحةً أنّ "نحن في جمعية النسيم مستعدون بكل مؤهلاتنا وطاقتنا من أجل الدخول في شراكة مع جمعية أطباء من مختلف أرجاء المملكة المغربية ومن أجل تنظيم حملات توعوية داخل صفوف التلاميذ والطلبة، الشئ الذي يتطلب تكاتفًا للجهود من أجل التحسيس والتوعية، كما أنني لاحظت أنّ هناك تعاطيًا للمخدرات وغالبية التلاميذ غير واعيين بخطورة هذا الإدمان، الذي يتطلب تداخل جهود كل الفعاليات من أجل القضاء عليه، ونحن من جهتنا في جمعية النسيم مستعدون للعمل إلى جانب كل فعالية تطلب منا ذلك سواء في مدينة مراكش أو غيرها، لأن هدفنا هو الوقاية الذي هو خير من ألف علاج".

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يجب تكثيف الجهود من أجل التصدي لظاهرة الإدمان يجب تكثيف الجهود من أجل التصدي لظاهرة الإدمان



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca