دمشق ـ وكالات
حذر حسن نصر الله من أن الصراع في سوريا سيطول إذا لم يتفق السوريون على حل سياسي، متهما عددا من الدول بتسليح وتمويل المعارضة. فيما تتواصل الاشتباكات والمعارك في مناطق سورية متفرقة حاصدة أرواح 160 شخصا، وفق المرصد السوري.
قال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في خطاب ألقاه اليوم (الخميس 3 يناير/ كانون الثاني 2013)، إن "الصراع في سوريا سيطول إذا لم يتفق السوريون على حل سياسي". وقال إن "السعودية وقطر وتركيا تسلح وتمول المعارضين المسلحين في سوريا". ويعتبر حزب الله من المؤيدين لنظام الأسد.
وحذر نصر الله، من خلال شاشة عملاقة في مدينة بعلبك، بوادي البقاع شرق لبنان، أمام الآلاف من المشاركين في أربعينية الإمام الحسين، من أن واقع التقسيم يهدد عددا من الدول العربية، بحيث قال: "نعيش واقعا تقسيميا للمنطقة ونحن نؤكد موقفنا المبدئي والعقائدي ونرفض أي موقف من مواقف التقسيم في أي بلد عربي أو إسلامي ونصر على الحفاظ على وحدة أي بلد مهما كانت المطالب محقة". وأضاف أن "واقع التقسيم يهدد أكثر من بلد عربي من العراق ومصر وليبيا وسوريا وحتى السعودية"، لافتا إلى أنه "في كل بلد يستطيع أهل البلد أن يتفاهموا على مستقبل البلد من دون الاندفاع إلى التقسيم".
ودعا اللبنانيين في هذا السياق إلى "المحافظة على وحدة وطنهم ومؤسساته". وأضاف قائلا: "يجب أن نعترف بأن لبنان هو أكثر بلد يتأثر بما يجري حوله خصوصا بما يجري في سوريا، وذلك بسبب التنوع الطائفي والسياسي وتعارض المصالح (...)، ويتأثر بما يجري في سوريا بسبب الحدود الطويلة". واعتبر أن قضية النازحين السوريين إلى لبنان هي " حالة إنسانية كبيرة جدا يجب عدم تسييسها "، قائلا "لا نستطيع إغلاق الحدود مع سوريا ". وأضاف أن حل قضية النازحين السوريين إلى لبنان يكون بتسوية سياسية في سوريا توقف الحرب ونزيف الدماء حتى يعودوا إلى بلدهم."
ودائما في الشأن السوري، حيث قال مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة الذي تولت بلاده رئاسة مجلس الأمن في مطلع كانون ثان/ يناير الحالي إن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي سيواصل محادثاته الأسبوع القادم مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في محاولة للتوصل إلى خطة عمل لإنهاء الصراع الدائر في سوريا.
ميدانيا، تواصلت الغارات الجوية وعمليات القصف والمعارك بين القوات الحكومية وقوات المعارضة في مختلف أنحاء سوريا وأسفرت اليوم الخميس عن مقتل 160 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له. وتوزع قتلى الخميس بحسب حصيلة المرصد على 72 مدنيا، بينهم 31 امرأة وطفلا، و49 مقاتلا معارضا و39 جنديا نظاميا. يضاف إلى هؤلاء 20 شخصا عثر على جثثهم.
وأفاد المرصد في بيان له، مساء اليوم الخميس، استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام ولواء داود والطليعة الإسلامية في محيط مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا. وفي محافظة حلب، نفذ الطيران الحربي قصفا على بلدة حيان، كما وقعت اشتباكات صباحا في محيط مطار حلب الدولي.
وفي محافظة دير الزور (شرق) اشتبكت القوات النظامية مع قوات المعارضة في محيط مطار دير الزور العسكري. كما قتل مدنيون في قصف بالطائرات الحربية على مدينة دير الزور.
وفي محافظة حمص (وسط) قتل خمسة مقاتلين معارضين في اشتباكات مع القوات النظامية ومسلحين تابعين لها في محيط مدينة الرستن، وتجدد القصف على بلدة تلبيسة. وتعتبر الرستن والقصير وتلبيسة معاقل لمقاتلي المعارضة في منطقة حمص، وهي محاصرة من القوات النظامية منذ أشهر.
وفي ريف دمشق قصف الجيش النظامي مدن وبلدات دوما وعربين والزبداني ويبرود وسقبا وشبعا وداريا وبانا. كما تعرضت مناطق في مدينتي داريا ومعضمية الشام ومحيطهما للقصف من القوات النظامية السورية بالطائرات الحربية وراجمات الصواريخ. وتحاول قوات النظام منذ أسابيع فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة، بحسب ما يقول المرصد السوري.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر