آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

البابا فرانسيس يدعو الى السلام ورفض البربرية واحترام حق الاختلاف

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - البابا فرانسيس يدعو الى السلام ورفض البربرية واحترام حق الاختلاف

البابا فرانسيس
القاهرة - مينا سامي

أكد البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، أنه لشرف عظيم أن أبدأ زيارتي إلى مصر، وأشكر أخي الكبير الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب، لأنه فكر ونظم لهذا المؤتمر ولأنه دعاني إليه. وقال خلال كلمته أمام "المؤتمر العالمي للسلام"، الذي ينظمه الأزهر الشريف: "أود أن أتوجه إليكم ببعض الأفكار التي استقيتها من التاريخ، باعتباري موجودًا في أرض التاريخ، أرض الحضارة، فمنذ فجر التاريخ، كانت زهرة التاريخ على ضفاف نهر النيل، وقد ظهر جليا دور الحضارة في مصر، مما وضعت مثالا يقدره جميع البشرية في مجالات الفيزياء والعمارة والهندسة والبحث عن المعرفة".

وتابع البابا فرنسيس: "هي علوم مهمة للمستقبل وللبحث عن السلام، لأنه لن يكون هناك سلام دون تعليم للأجيال الشابة، فلن يكون هناك تقدم نحو السلام دون تعليم يحتاجه أبناء مصر"، لافتاً إلى أن تغيير الهوية والسعي دائما لإيجاد الآخر والاعتماد على الهوية غير المنغلقة والمنفتحة عن الجميع والعزيزة في نفس الوقت، التي تسعى لإقامة حوار مع الحاضر، دون محاولات إعلاء قيمة الذات، والالتزام بالمشاركة. وأوضح أننا من الماضي استمدينا حكمة أن العنف يؤدي إلى العنف والشر يؤدي إلى الشر، وهذه الحكمة من خلال الرسائل الإلهية تحترم كرامة الذات العزيزة على الله من خلال حب التعارف.

وحول الحوار وخاصة مجال الحوار الديني قال البابا: "نحن مدعوون إلى السير جميعا معنا، باعتبار أن مستقبلنا جميعا يعتمد على الحوار بين الثقافات، وهناك ثلاثة نقاط أساسية يقوم عليها الحوار: الواجب والشجاعة والإخلاص. وأشار إلى أن النقطة الأولى تتمثل في القدرة على الحوار والثانية الشجاعة في الاختلاف وعدم وجود عداوة دينية، فنحن مقتنعون بأن الخير للجميع هو نفس الخير لجميع الأطراف، ثم النقطة الثالثة هي الإخلاص، حيث أنه لابد من الاعتماد على استراتيجية كاملة لتحويل التنافسية إلى تعاون وتعليم الاحترام المتبادل والحوار المخلص مع الآخر مع الاعتراف بحقوقه وحرياته، وبخاصة حريته الدينية، والتي تشكل الطريق الأمثل نحو الحضارة، حيث لا يوجد أي بديل عن اللقاء وعدم الاعتراف بمدنية الصدام.

واستطرد: "لابد من رفض البربرية التي تدعو إلى العنف وتنشئة الأجيال التي تستغيث بالمنطق، وكذلك زيادة الخير، فشباب مثل أغصان الأشجار ينمون ويتعاونون مع الآخر، وبالتالي يتمكنون من تغيير الهواء الملوث بالكراهية إلى أكسجين نقي بالأخوة". وتابع: "أننا مدعوون مسلمين ومسيحيين للمساهمة في ذلك الأمر، نحن نعيش على أرض نفس الإله، ولذلك يمكن أن نسمي أنفسنا أخوة وأخوات، لأننا بدون إله سنكون كالسماء بلا شمس، ونتمنى من الله أن تشرق شمس أخوة جديدة على أرض الله..على هذه الأرض التي تمثل مهد الحضارة والسلام".

وقال البابا فرنسيس: "وأذكر في هذا الاتجاه القديس فرنسيس الأسيزي، الذي أتى إلى هذه الأرض باعتبارها أرض التآلف والتآخي.. ففي مصر لم تشرق فقط شمس المعرفة، بل أيضا شمس الدين أشرقت على هذه الأرض.. فقد أثرت الأحداث الدينية تاريخ هذه البلاد، وقد امتزجت الثقافات المختلفة وأكدت أهمية الاعتراف بالخير المشترك، وهذا التآلف والتآخي الذي أصبح ضرورة لابد منها في يومنا هذا".

وأضاف: "وهناك جبلٌ يرمز لهذا التآخي والتآلف في سيناء، وإن البشرية لا يمكن أن تصل للسلام دون الاعتراف بدور الدين في هذه العملية، ولابد لأجل ذلك السعي للوصول إلى الله، ولابد اليوم من مواجهة التناقض الخطير الذي يسعى إلى تحديد دور الدين ويبعده عن الدور المدني، ولابد أيضاً من الحديث عن قيمة التمييز بين الدين والسياسة".

وواصل: "نؤكد أن الدين ليس مشكلة ولم يكن أبدًا كذلك، ولكنه جزء من حل المشكلة.. وفي حياة تبدأ وتنتهي لابد أن نتعلم كيف نبني حضارة الإنسان، والعنف هو إنكار لأي دين حقيقي". وأكد أننا مسؤولون عن كشف العنف الذي يظهر ويقدم نفسه للتعصب القائم، ولابد أن نكشف حقيقته التي تبنى على الأنانية وليس على حب الآخر، ونحن مدعوون لرفض الكراهية، وأن نكشف كل صورة من صور الكراهية التي تعارض كل الأديان.

وشدد قائلاً: "إنه إله السلام، إن الله يدعو للسلام ، ولذلك لا يمكن تبعية أي شكل من أشكال العنف باسم الله.. نعم ومن هذه الأرض التي تمثل لقاء السماء والأرض، لابد أن نكرر رفضنا الواضح لأي شكل من أشكال العنف والانتقام والكراهية التي ترتكب باسم الدين وباسم الله". واستطرد: "نعم نؤكد أن هناك عدم توافق بين العنف والإيمان.. إن الإيمان الذي لا ينشد من قلب خالص ومن حب حقيقي تجاه الله، هو عبارة عن محاولة لتدمير الإنسان، فكلما ينمو الإنسان في حب ربه، ينمو في حب الآخر، فالدين يدعو لنشد السلام، ولابد أن نطلب من الله أن يهبنا السلام، والوئام والتعاون والصداقة".

وأوضح قائلاً: "لابد أن يتصرف الإنسان كإنسان نحو أخيه الآخر، لأننا أخوة جميعا، وجميعنا شركاء في مكافحة الشر الذي يهدد العالم، حتى تستطيع كل الجهود أن تحقق الإخاء العالمي.. ولا يمكن زيادة التسليح لحماية أنفسنا، واليوم لابد أن نكون صانعي سلام، فنحن في حاجة ماسة لصنع السلام، لا إثارة النزاعات، ولابد أن نكون دعاة تصالح لا ناشري دمار".

وأضاف بابا الفاتيكان: "لا يساعد الحث على العنف على نشر السلام، فالدعوة للعنف عامل يساعد على دعوات العنف، وللوقاية من النزاعات وصناعة السلامة، فإنه من الأساسي التعاون لإنهاء حالات الفقر والاستغلال حيث تسهل نمو الأصولية، وتدفق السلام نحو ناشري العنف، ولابد من مقاومة انتشار الأسلحة، التي إذا ما صنعت وبيعت، يومٌ ما سيتم استخدامها، فيجب نشر العوامل التي لا تساعد على نشر سرطان الحرب، ونحن في هذا الالتزام مسؤولون، وكذلك مسؤولي المؤسسات الثقافية والإعلامية، الذين يدعون كل منا في مجال عملية السلام، ولابد من نشر الأخوة والسلام بين البشر". وختم قائلاً : "أدعو الله أن يستجيب لدعوتنا إلى الحضارة والأخوة وأن يساعدنا على المساهمة في صنع السلام من أجل هذا الشعب الطيب ومن أجل منطقة الشرق الأوسط".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البابا فرانسيس يدعو الى السلام ورفض البربرية واحترام حق الاختلاف البابا فرانسيس يدعو الى السلام ورفض البربرية واحترام حق الاختلاف



GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 20:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض الجيل الثاني من "رينو كابتشر" في معرض فرانكفورت

GMT 07:04 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

اوتلاندر PHEV 2019 تتمتع بانخفاض الضرائب

GMT 05:07 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتداء بيجامات النوم خارج المنزل أكثر صيحات الموضة تنافسية

GMT 06:57 2016 الثلاثاء ,19 إبريل / نيسان

أهم 5 ألوان للشعر في موضة صيف و ربيع 2016

GMT 08:05 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"الجينز المطاطي" يعود من جديد بعد اختفائه عن عالم الموضة

GMT 05:08 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حذاء المحارب الرانجر ""Combat Shoes يُسيطر على موضة الخريف

GMT 19:21 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عاصى الحلانى يحيى ذكرى رحيل وديع الصافى بكلمات مؤثرة

GMT 17:47 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة غنوة سليمان إثر حادث سير

GMT 18:26 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط شخصين حاول اغتصاب قاصر في جبل تاييرت

GMT 05:29 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

منتجع "Mukul" جوهرة مخبأة على شواطئ نيكاراغوا

GMT 09:11 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

جواز الخدمة يدُخل كل مغربي هذه البلد دون تأشيرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca