الرباط - المغرب اليوم
نشرت شبكة “سي أن أن” الأميركية تحقيقًا استقصائيًا صادمًا عن تجارة الرق في ليبيا والمعاناة الإنسانية التي يعيشها المهاجرون العالقون، بعد فشلهم في العبور إلى أوروبا، واعتمد التقرير على مقاطع مصورة بطريقة سرية، أظهرت سوقًا لبيع البشر عبر مزاد علني لبيع المهاجرين، لاستخدامهم كعمال أو مزارعين، والصدمة كانت بيع شخصان خلال دقائق قليلة، بألف ومئتي دينار ليبي، أي أقل من ثلاثمائة دولار، ويتم هذا وسط أجواء طبيعية وكأن سكان هذه المنطقة اعتادوا هذا المشهد المروع.
ويعبر عشرات آلاف المهاجرين سنويًا الحدود من دول جنوب الصحراء إلى ليبيا، لينطلقوا منها عبر القوارب إلى السواحل الإيطالية، لكن الحملة الأخيرة لخفر السواحل الليبي بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، اعترضت عمليات المهربين. وبينما تقلص عدد القوارب في المتوسط، زاد عدد المهاجرين في مخازن المهربين، ليبدأ هؤلاء معاملة المهاجرين كسلع تباع وتشترى، بعد أن فشلوا في التربح منهم كركاب على قوارب الموت.
وسلط التحقيق الضوء على فيكتوري، وهو شاب نيجيري يبلغ من العمر 21 عامًا، قال إنه هرب من الفساد في نيجيريا، واقترضت أمه الأموال ليسافر إلى أوروبا لتحقيق حلمه، ولكن في ظل محاربة الاتحاد الأوروبي للهجرة غير القانونية وإعادة المهاجرين إلى ليبيا، وجد نفسه عالقًا في أحد مراكز الاحتجاز وسط ظروف إنسانية قاتمة، مؤكدا أن معظم المهاجرين في ليبيا يتعرضون من قبل مهربي البشر لكافة أشكال التعذيب الجسدي والنفسي. ويبقى مصير هؤلاء المهاجرين مجهولًا، فإما أن يموت المهاجر مرة في عرض البحر، أو يموت أكثر من مرة على الأراضي الليبية.
وذكرت “سي أن أن” أنها سلمت الأدلة التي صورتها إلى السلطات الليبية التي وعدت بالتحقيق في الأمر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر