الرباط _الدار البيضاء اليوم
مع كل إعلان لضبط مجموعة إرهابية تتعالى، أصوات تتهم المؤسسة الأمنية بالتلاعب وبعرض تمثيليات مفضوحة، و "الأذكياء" الذين من المفترض أن يفضحوا هذه "التمثيليات"، استنتجوا حكمهم من بدائية المواد المضبوطة في حوزة المجموعة الإرهابية! وكأنه من الصعب صياغة تمثيلية بمواد أكثر احترافية!؟ ما يهمني أكثر هو إدراك أن أخطر المواد المضبوطة في حوزة الإرهابيين هو ذلك الكتاب وسط المحجوزات في الصورة المرفقة : كتاب " العمدة في إعداد العدة "مؤلفه : سيد إمام الشريف.. مصري..من شيوخ بن لادن.. ومؤلفي الموجة الثانية للاسلام السياسي بعد سيد قطب.. يقدم نفسه حاليا كمتنور، لكنه لم يعتذر ولا يعمل في الاتجاه المضاد للتطرف الذي كان يتبناه. الكتاب مكتوب بلغة سهلة وحماسية ومحشوة برسائل تبجيل القارئ المسلم
البسيط الثقافة.. دون مبالغة، يمكن للكتاب أن يحول شابا مابين 16 و 30 عاما لم ينشأ ذهنه على التفكير النقدي، أن يحوله إلى إرهابي بسرعة جنونية! وذلك لثلاثة أسباب قوية: : ألف الكتاب وقت الحرب في أفغانستان لتحفيز المقاتلين العرب ومن المغاربة، وكتب بلغة حماسية تصلح في أي توتر مماثل لتلك الظروف، أو ليست مماثلة سوى داخل نفسية شاب يحس الفقر أوالتهميش ومعمي بالجهل أو مثقف يعاني النرجسية. : يوهم الكتاب أنه يحتوى على كل ما يؤطر الجهادي الذي يفكر في القتال، فيكتسب منه ثقة عمياء لساوك قرار عملي في القتال؟! : يقدم الكتاب نفسه كمحتوى مليء بالأفكار التي تفحم الخصوم الفكريين والعقديين، فيمنح ضحيته الاعتداد المريض والاجرامي بالنفس و التوجه بقوة نحو التنفيذ الاجرامي. هذا الكتاب هو بمثابة خارطة
طريق، وقد ينافس ويهزم من حيث التأثير، بقوة كتاب الرؤية الاستراتيجية للتربية التي أصدرها المجلس الأعلى للتربية والتعليم، ذلك أن لديه نفس الهدف لنتيجة مأساوية. أعد الكتاب لخلق وإعداد وتوجيه شاب إرهابي سريعا، حيث يشتغل في بابه الأول على خلق تراكم وجداني متين في نفسية القارئ لجعل فكرة العنف أهم ما يجب التعبد به، وقد تكفل بهذه المهمة باب سماه المؤلف ب "تذكرة في الإخلاص والاحتساب" والمؤلف هو أحد شيوخ أسامة بن لادن ورفاقه في التنظيم. اختص الباب الثاني من الكتاب المعنون ب «حكم التدريب العسكري للمسلمين» بالتركيز في جعل الشاب الجهادي يحمل ثقة المجرم المحترف، فقد أغرق هذا الباب بنصوص وشواهد تجعل الشاب ينظر لنفسه كبطل يعجب بي الله وتراقبه الملائكة بحماس شديد!
وبعد الإعداد النفسي الكافي لخلق الإحساس بالتميز والتقدير في البابين السابقين، سيطلب المؤلف مقابل ذلك التقدير ، أن يخضع الجهادي الشاب، و يشترط الانتساب لهذا التميز بالخضوغ لمبدأ الإمارة، وهذا موجود في الباب الثالث المعنون ب "الإمارة". بعد ذلك يكون الجهادي مهيئا لقراءة الباب الرابع: "واجبات الأمير" حيث يضع ذهن الشاب مواليا لفكرة العنف أكثر من موالاة أي تنظيم، ويختم الكتاب على قلب المغفل في الباب الخامس "واجبات الأعضاء" ويجد فيه تتميما كافيا للإحساس بالانتماء المتميز، خصوصا إذا كان الشاب يعاني صعوبات الاندماج في وسطه الأسري والمدرسي.
قد يهمك ايضا
المغرب يتمكّن من تفكيك خلية موالية لـ"داعش" كانت تُحضّر لتنفيذ مشاريع متطرّفة
تفكيك خلية "موالية" لتنظيم "داعش" في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر