غزة ـ محمد حبيب
أكد عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" صالح زيدان، أن المصالحة الفلسطينية عادت إلى نقطة الصفر من جديد بسبب العراقيل التي تضعها بعض الأطراف المستفيدة من استمرار الانقسام.
واعتبر زيدان في حديث خاص لـ"العرب اليوم" أن مراهنة بعض الأطراف على التطورات الإقليمية الحاصلة أو على المفاوضات مع الاحتلال هي مراهنات خاسرة ، مشيراً إلى أن الموقف المصري هو موقف داعم للمصالحة الفلسطينية ويرفض أن ترمى غزة في حضن مصر كما ويرفض أن تقام دولة فلسطينية على حدود قطاع غزة .
وانتقد زيدان تعليق حركة "حماس" لعمل لجنة الانتخابات مجدداً في قطاع غزة رافضاً المبررات التي ساقتها الحركة واصفاً إياها بالمبررات الواهية.
وأوضح زيدان أن اللجنة عندما جلست مع رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية لم يكن هناك أي اعتراض على بدء عملها في القطاع وكانت كافة الظروف واضحة أمام الحكومة في القطاع وإنما صدر قرار التعليق فجأة قبل يوم واحد من بدء تسجيل الناخبين في القطاع دون ذكر مبررات مقنعة ـ على حد قول زيدان .
وأشار زيدان إلى أن الاعتقالات السياسية في الضفة كانت موجودة حينما تم الاتفاق بين حركتي "فتح" و"حماس" في أيار/ مايو الماضي، في إشارة منه إلى عدم تطور الأحداث في الآونة الأخيرة تستدعي تعليق المصالحة،معرباً عن رفض حركته القاطع لتلك الاعتقالات ومطالباً في الوقت ذاته حركة حماس بالتراجع عن قرارها والسماح للجنة الانتخابات بالعمل في القطاع تمهيداً لاستكمال باقي خطوات المصالحة .
وكشف زيدان عن تنظيم مؤتمر شعبي ضاغط خلال الأسابيع المقبلة في الضفة وغزة والشتات بشكل متزامن لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة. وأوضح زيدان ان المؤتمر سيخرج بـ"وثيقة" تمثل خارطة طريق لما تم الاتفاق عليه، بمشاركة جميع الفصائل الوطنية والفعاليات الشعبية لضمان التنفيذ دون مماطلة لطي صفحة الانقسام السوداء.
وفي موضوع المفاوضات مع الاحتلال حذر زيدان مع العودة مجدداً إلى المفاوضات عبر لقاءات تعقد هنا وهناك معتبراً ان تقرير ما يسمى بلجنة ليفي والذي أعطى الاستيطان في الأراضي الفلسطينية صفة القانوني وأنه لا يتعارض مع القانون الدولي ب"المهزلة القانونية الإسرائيلية الجديدة، واستهزاء و تحد سافر بالمجتمع الدولي وقرارات مؤسساته المختلفة وقرار المحكمة الدولية في لاهاي عام 2005، مشددة على أن الاستيطان برمته في الأراضي الفلسطينية غير شرعي ومخالف للقانون الدولي".
وأضاف زيدان أن "هذا التقرير يؤكد ضرورة وجود موقف دولي حازم تجاه سياسة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية التي تدمر أي فرصة للسلام في المنطقة وتقضي بشكل تام على حل الدولتين".وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن البديل للمفاوضات هو الدخول في عصيان وطني شامل ضد الاحتلال الإسرائيلي لا ينتهي إلا بتدخل دولي لفكه وصولا إلى تحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال. كما ودعا القيادي في الجبهة الديمقراطية إلى مواصلة الخطوة الفلسطينية بالتوجه لمجلس الأمن والأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية لنيل الاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة، ووضع ملف الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في أروقة الأمم المتحدة كخطوة نحو انجاز الحرية والعودة والاستقلال.
مؤكداً أن البديل السياسي يتطلب ضرورة استكمال التحرك الفلسطيني بالتوجه للأمم المتحدة لكسب الاعتراف ونيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين بحدود 1967 وعاصمتها القدس، لمجابهة حالة الجمود في ملف المفاوضات وانغلاق أفقها بسبب التعنت "الإسرائيلي" ورفضه وقف الاستيطان في الضفة والقدس المحتلة.
وحول التطورات الحاصلة على الساحة المصرية ومدى تأثيرها على الوضع الفلسطيني أعرب زيدان عن أمله في أن يكون هناك مزيدًا من الدعم المصري للمصالحة الفلسطينية وفق دعم الثوابت الفلسطينية ،بالإضافة إلى المساهمة في اعمار قطاع غزة وفك الحصار المفروض عليه.
كما أعرب زيدان عن تمنياته أن يحقق فوز مرشح حزب "الحرية والعادلة" الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر، آمال الشعب الفلسطيني وطموحاته بالتحرير.
وطالب عضو المكتب السياسي للجبهة الرئيس المصري الجديد أن يقوم بخطوات عملية لرفع الحصار عن قطاع غزة ودعم حرية الشعب الفلسطيني وأن ينتصر له من ظلم الاحتلال الإسرائيلي الظالم. وأشار إلى أنه يتوقع أن يحدث تحول إيجابي في مسار القضية الفلسطينية عقب فوز مرسي، داعياً الرئاسة المصرية الجديدة إلى القيام بجمع شمل القيادة الفلسطينية كخطوة أولى في طريق دعم الشعب الفلسطيني.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر