الرباط - الدار البيضاء اليوم
أحدث إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الخميس، عن اعتراف بلاده بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مفاجأة في الأوساط السياسية، وبين المراقبين على المستوى الدولي.ورحبت أغلب ٱراء الأكاديميين بقرار الإدارة الأمريكية، فنبه المحلل السياسي، محمد الشرقاوي، إلى أن الإعلان يشكل هدية مسمومة. من ترامب قدمها للمغرب، فيما يخص التطبيع في المقابل مع إسرائيل.وفي مقال له، بهذا الخصوص، اعتبر الشرقاوي، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، أن هناك منطقة رمادية تنتابها الضبابية في تأويل، وليس بالضرورة تفسير، الموقف المغربي بقبول إعادة فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي في الدارالبيضاء بدء حركة الطائرات بين الدارالبيضاء، وتل أبيب.
كما أشار الشرقاوي إلى أن القيمة الحقيقية للإعلان الرئاسي Presidential Proclamation، الذي وقعه الرئيس ترامب، وما يعنيه، وضعف دلالته القانونية، والسياسية في السياق الأمريكي لسهولة إلغائه نظرا إلى كونه مجرّد “أداة عملية” في السياسة العامة، ويعدّ أمرًا رمزيا، أو احتفاليا، ولا يرقى إلى مستوى معاهدة، أو “صيغة قانونية ملزمة” يقرّها مجلس الشيوخ في الكونغرس.ونبه الشرقاوي، أيضا، إلى أن الإعلام الأمريكي، والإسرائيلي هرولا معا إلى اعتباره تطبيعا كاملا على غرار التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.
واعتبر الشرقاوي أن ما يقدمه الرئيس ترامب بمثابة ملعقة تجتمع فيها جرعتان مختلفتان: “جرعة حلوة التذوّق بعزمه فتح قنصلية أمريكية في الداخلة، قد يروّج لها مسؤولو الخارجية، والجهات المركزية بأنها فتح مبين في استمالة الموقف الأمريكي، وجرعة علقمية المذاق”، يقول الشرقاوي “تحشر مشروع التطبيع مع إسرائيل في حلق المغرب عنوة، فيما يثير ترامب لعابهم السياسي بتقديم “اعتراف” أمريكي بمغربية الصحراء في هذه المرحلة. ومما يزيد في تحلية الصفقة قبول واشنطن بدء المحادثات بشأن تزويد المغرب أربع طائرات من دون طيار”.وأضاف “لا يكمن قياس ما يعد به ترمب المغاربة بقنصلية في الداخلة، بل في ما إذا كانت واشنطن ستضع ثقلها لاستصدار قرار في مجلس الأمن في نيويورك”.
كما سجل المتحدث “ضرورة استحضار أن هذا الغزل السياسي مع الرباط لصالح نتنياهو يأتي قبل أربعين يوما من موعد تسلم بايدن الرئاسة، وتولي ليندا توماس غرينفيلد منصبها على رأس البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة، والتي ستوضح مجددا أن موقف واشنطن يدعم “مبدأ تقرير المصير”، ويحث جميع الأطراف: المغرب والبوليساريو والجزائر على التفاوض بحسن نية ودون شروط” .لكن أمّ المفارقات، يقول الشرقاوي، أن تنشر صحيفة هاآرتس مقالة تحليلية بعنوان “السلام مقابل السلام؟ صفقة إسرائيل المغرب هي “احتلال مقابل احتلال”.
ونبه الشرقاوي إلى “المعنى المقصود بموازنة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مع ما تعتبره الصحيفة “الاحتلال” المغربي للأراضي الصحراوية، مشيرا إلى ما كتبته هاأرتس من أن “احتمال أن يهتم أي شخص في إسرائيل بحق الصحراويين في تقرير المصير بالطبع أقل من الصفر.” لكن المسألة ليست الصحراويين كما تقول الصحيفة، “ولكن حقيقة أن إسرائيل، الدولة الفتية التي تأسست على أساس الاعتراف الدولي بحقها في تقرير المصير ، تنضم مرة أخرى إلى الحركة التاريخية لأولئك الذين يرغبون في تخريب وتفكيك النظام متعدد الأطراف.”وخلص الشرقاوي إلى القول “ربما فكّر المسؤولون في الرباط مليّا في ما كانوا سيقدمون عليه مع ترامب ونتنياهو خلال العامين الأخيرين بمنطق الصفقات والمكاسب مقابل التنازلات. لكن ما لم يمر في خلدهم على ما يبدو أن يذهب الخطاب الإسرائيلي إلى حدّ اعتبار الوجود المغربي في الصحراء مساويا للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين”.
قد يهمك ايضا
أول رد فعل لـ"البوليساريو" بعد القرار الأميركي بشأن الصحراء المغربية
المغرب يُطبّع مع إسرائيل وواشنطن تعترف بسيادته على الصحراء
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر