الرباط - الدار البيضاء اليوم
ارتفعت حصيلة ضحايا انهيار منزل مكون من ثلاثة طوابق بحي درب مولاي الشريف بالدار البيضاء إلى ثلاثة قتلى من أسرة واحدة بعد انتشال فرق الإنقاذ في حدود الساعة التاسعة ليلا من يوم أمس الجمعة لجثتي أم وطفلها البالغ من العمر خمس سنوات. جثة الزوج والذي كان يعمل قيد حياته في إصلاح الدراجات الهوائية، كانت انتشلتها فرق الإنقاذ في الفترة الزوالية، حسب صديق مقرب من الضحية، ما جعل العائلة تفقد الآمال في بقاء الزوجة والإبن على قيد الحياة.
زوج الضحية المسماة سميرة، كان اتصل بعائلته ما بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحا طلبا للاستغاثة بعدما غطاه الردم غير أن قدره المحتوم لم يمهله في البقاء على قيد الحياة.
صديقه ورفيق دربه نعاه بعبارات مؤثرة وهو يحمّل المسؤولية للمسؤولين على الشأن المحلي بالحي موقع الفاجعة، قبل أن يذرف الدموع ويستحضر اللحظات الأخيرة بينه وبين الراحل ولم يكن يعلم أنّ الشخص المشهود له بدماثة أخلاقه ستكون نهايته مأساوية بتلك الطريقة وردما تحت الأنقاض.
“السّيكليس” كما يقول له أهل الحي وبعدما أنقذ والدته المسنة وشقيقه من ذوي الاحتياجات الخاصة وطفليه، عاد لإنقاذ زوجته وطفله وجلْب بعض الأغراض قبل أن يغمره حطام المنزل ويعلق تحت الأنقاض.
والده الرجل المسنّ، كان يأمل بأن تحدث معجزة إلا أنّ توالي الساعات أجهض أمله بعدما شعر بأنّ ساعة الوداع حلّت ولا مردّ لقضاء الله ولم يكن من خيار آخر أمامه سوى الرضى الممزوج بطعم الحسرة.
إلقاء نظرة الوداع الأخيرة، كان كل ما تبقى للوالد المكلوم على فلذة كبده بعد انتشال جثة ابنه من تحت الأنقاض، غير أنّ رسالته كانت قوية وهو يوجّه اللوم والعتاب للمسؤولين بقوله: “لن أسامحهم ما حييت”، بينما تقاسم الجيران والمقربين من الضحية، أسفهم لما جرى بعدما حلّ عامل عمالة الحي المحمدي عين السبع بعين المكان للوقوف عند حيثيات الواقعة وتفاصيلها في مشهد أدمى القلوب قبل الأعين، خاصة وأنّ بنايتين مجاورتين للمنزل المنهار، انهارتا ليهرول الجميع خوفا من وقوع الكارثة.
قد يهمك ايضا
مسؤولو البيضاء يحبسون أنفاسهم بعد زيارة ملكية مفاجئة للمشاريع المتعثرة
انهيار منزل في الدار البيضاء من دون خسائر بشرية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر