آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

السفير اليمني يناقش العلاقة بين "الحرب الروسية" وإعادة الخريطة العالمية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - السفير اليمني يناقش العلاقة بين

الحرب الروسية
الرباط - الدار البيضاء

قال عز الدين سعيد الأصبحي، سفير اليمن بالرباط، إن “ما يجرى من مواجهات عالمية في أوروبا لن يكون أثره حكرا على تلك الرقعة الجغرافية المحدودة، بل ستتجاوز الآثار جليد روسيا وأوكرانيا إلى وضع توازن آخر للصراعات الدولية؛ بل وربما إعادة صياغة العالم”.وأضاف المسؤول الدبلوماسي اليمني، في مقال له بعنوان: “نحن وإعادة صياغة العالم”، أنه ” مع موسكو الجديدة اليوم اختلف الوضع، فالاتحاد الروسي يعود على ما يبدو، والنظرة تتجاوز مجرد الأمن الإقليمي، إلى إعادة النظر في خريطة النفوذ الدولي، وإعادة ترتيب موازين القوى عالميا”، متسائلا في السياق ذاته: “أين نحن من خريطة الصراع؟ وأين قضايانا مما يجري؟”.وأشار عز الدين سعيد الأصبحي إلى أن “ما يجري هو إعادة رسم خريطة النفوذ وتقاسم القوى، وليس مجرد صدام عابر؛ حتى إذا توقفت المواجهات العسكرية الواسعة فإن العالم بحاجة إلى توضيح حقيقة شكل التحكم المباشر فيه، هل عودة إلى القطب الأوحد؟ أم ترسيخ لأقطاب متعددة؟”، مضيفا: “علينا أن نكون جزءا من هذا الأمر لا متفرجين في كوكب النسيان”.


وهذا نص المقال:

ما يجرى من مواجهات عالمية في أوروبا لن يكون أثره حكرا على تلك الرقعة الجغرافيا المحدودة، بل ستتجاوز الآثار جليد روسيا وأوكرانيا إلى وضع توازن آخر للصراعات الدولية، بل وربما إعادة صياغة العالم؛ ذلك العالم الذي تغير ثلاث مرات على الأقل منذ الحرب العالمية الثانية، وظهور القطبين، ثم الحرب الباردة، ثم الصراعات المختلفة، لتكون هناك الآن إعادة صياغة لعالم جديد. ومع تصاعد المواجهات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، سيبقى السؤال إلى أين ستقود هذه الحرب العالم؟.

الحرب عمليا بدأت منذ أشهر، عبر كل المواجهات السياسية والاقتصادية والنفسية والإعلامية. وكان هناك إعلان متواصل عن بدء مواجهة عسكرية قادمة، لكن بقي العالم ينتظر تلك الشرارة التي ستشعل السهل الأوروبي كله على ما يبدو، فالمواجهة ذاهبة إلى أن تكون مع معظم أوروبا وليس فقط في جغرافيا شرق أوكرانيا أو محيط روسيا. وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لم يكن في محك اختبار جدي منذ سبعين عامًا كما هو عليه اليوم.هذا الحلف الذي ينهي في الرابع من أبريل المقبل عامه الثالث والسبعين متوقع أن لا تطغى عليه علامة الشيخوخة المدمرة فقط، بل بداية موت جدي أو حياة أخرى، فلا موقف رمادي متاح الآن على ما يبدو!. منذ تأسيس حلف شمال الأطلسي المعروف اختصارا بالناتو، في 4 أبريل 1949، وهو لم يتعرض لتهديد جدى كما هو عليه هذا الأسبوع. بدأ الحلف الذي أنشئ لمواجهة الاتحاد السوفياتي آنذاك باثني عشر عضوا، وصار الآن يضم ثلاثين دولة؛ لكنه لم يخض حرب تحد واسعة، وتدخله من أجل البوسنة في 1992 أو تفكيك يوغوسلافيا في 1999كان تدخلا عابرا لإنهاءتوازن قوى عسكرية محدودة. وتدخله في ليبيا 2011 تدخل عابر لم يكن محل رضا قوى دولية مهمة.

اليوم مع موسكو الجديدة اختلف الوضع، فالاتحاد الروسي يعود على ما يبدو، والنظرة تتجاوز مجرد الأمن الإقليمي إلى إعادة النظر في خريطة النفوذ الدولي، وإعادة ترتيب موازين القوى عالميا. ما يهم الآن بالنسبة إلي هو أين نحن من خريطة الصراع؟ وأين قضايانا مما يجري؟.على صعيد القضايا العربية، لم تذكر المنطقة إلا من باب كيف لها أن تغطي عجزا سيحدث بإمدادات الطاقة من الغاز والبترول، أو بمدى تأثرنا من نفاد مخزون القمح! ومع توجه كل الاهتمام العالمي سياسيا وإعلاميا إلى ما يجرى في روسيا وأوكرانيا لم تعد أخبار المعارك في اليمن، أو الأزمة في لبنان، أو الخلاف في العراق أو ليبيا؛ ناهيك عن القضية الفلسطينية، تثير اهتمام العالم ووسائل إعلامه. سينشغل العالم كلية بترتيب موازين القوى وكيف ستستفيد الصين وأمريكا، وكيف ستعمل معظم أوروبا لإنقاذ نفسها من نيران المعارك وصقيع الشتاء بسبب فقدان مصادر مهمة للطاقة.

نحن سنبقى في رف النسيان إلى حين، وسيكون لزاما على صوت العقل الذي يصرخ في واد ليس ذي زرع أن يعيد الكرة مرتين في المناداة لوضع حد أدنى من التضامن العربي والتقارب الإقليمي المحيط بنا، لأجل تنسيق مواقف تعمل على وقف النزيف في مختلف مناطقنا، وبالذات في اليمن، والعمل على وضع رؤية لحوار وتقارب لا يعمل فقط على تجنيب المنطقة أن تكون ميدان صراع محتدم من الواضح أن آثاره المختلفة اقتصاديا وسياسيا بل وأمنيا ستطول، ولكن أيضا إيجاد صيغ حوار وتقارب تجعل من المنطقة قوة ترجيح إيجابية لمصلحة شعوبها في ظل استقطاب عالمي حاد قادم لا محالة. هذا طرح ليس خياليا ولكنه من واقع منظور وواضح.

المنطقة العربية ومحيطها من إيران إلى تركيا ليست هامشا لا قيمة له، بل هي قلب الأحداث الذي يمكنه أن يكون صانع ألعاب خطيرة في تحقيق أي أهداف مرجوة لأي قوى دولية. ويبقى سؤال يثير لدي غصة، هل من الممكن أن يحدث تحرك عربي عاجل لتسوية ملفات الصراعات القائمة في مختلف الساحات العربية، وبلورة رؤية واضحة تحمي هذه الجغرافيا، وتبدأ الإسهام بجدية في المشاركة في صياغة رؤى وتقاطع المصالح الدولية؟. الأمر ليس خيالا، فما يجري هو إعادة رسم خريطة النفوذ وتقاسم القوى، وليس مجرد صدام عابر.

وحتى إذا توقفت المواجهات العسكرية الواسعة فإن العالم بحاجة إلى توضيح حقيقة شكل التحكم المباشر فيه، هل عودة إلى القطب الأوحد، أم ترسيخ لأقطاب متعددة؟ وهنا علينا أن نكون جزءا من هذا الأمر لا متفرجين في كوكب النسيان. نحن بحاجة إلى مبادرات شجاعة ترسخ السلام في المنطقة، ورؤى أكثر شجاعة تدعو إلى الاستفادة من تكامل أدوار لدول هذه المنطقة العربية التي فيها كل عوامل التوحد والاندماج والنجاح عدا الإرادة والإدارة!.

قد يهمك ايضاً

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ترفع أسعار الذهب في المغرب

فلاديمير بوتين يستعد لنشر دبابات روبوتية يمكنها تسلق الجدران

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفير اليمني يناقش العلاقة بين الحرب الروسية وإعادة الخريطة العالمية السفير اليمني يناقش العلاقة بين الحرب الروسية وإعادة الخريطة العالمية



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca