آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تأثيرات كورونا تدفع شباب الجنوب الشرقي المغربي إلى ركوب "قوارب الموت"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تأثيرات كورونا تدفع شباب الجنوب الشرقي المغربي إلى ركوب

الهجرة السرية
الرباط - الدار البيضاء

بخلاف المعتاد، أصبحت الهجرة غير النظامية ف المغرب  منتشرة على نطاق واسع بمناطق الجنوب الشرقي للمملكة، حيث تضاعفت أعداد “المهاجرين السريين في المغرب ” طيلة الفترة السابقة التي تزامنت مع جائحة “كورونا” نظرا إلى فقدان كثيرين مناصب الشغل التي كانت تضمن لهم العيش اليومي.وتعمل شرائح كبيرة من سكان درعة-تافيلالت في القطاع غير المهيكل، خاصة ما يرتبط بالسياحة والمعادن والسينما والبناء، لكن إجراءات “الحجر الصحي” تسببت في التوقف الكلي لأغلب تلك المهن، ما دفع البعض إلى اختيار الهجرة بشكل طوعي للهروب من “جحيم البطالة”. 

وتداول العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة مرئية توثق لحظات عبور “قارب الموت” الذي يقل شباب درعة للبحر الأبيض المتوسط، وسط مخاوف بادية على ملامح “الحراڭة” وهم يترقبون ظهور معالم اليابسة الإسبانية، في وقت تندد فيه بلدان الضفة الشمالية بارتفاع “موجات الهجرة” خلال السنة الماضية.

وفي هذا الصدد، قال رضوان جخا، باحث في علم الاجتماع، إن “ظاهرة الهجرة غير نظامية تشكل تحديا كبيرا ببلادنا، الأمر الذي أكد عليه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لمّا رفض قيام المغرب بدور دركي الهجرة قصد حماية الحدود الأوروبية؛ وهنا نتحدث عن الهجرة بالنسبة لمواطني دول غرب إفريقيا والساحل”.

وأضاف جخا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “شباب الجنوب الشرقي يقبلون بكثرة على قوارب الموت، مثلما وثقت ذلك بعض الأشرطة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، معتبرا أن “الظاهرة نتيجة حتمية لإشكال بنيوي مرتبط أساسا بعاملين جوهريين؛ الأول والأساسي يتعلق باستفحال نسب البطالة وعدم إيجاد فرص الشغل المحدودة أصلا”. 

وأوضح الباحث في السياسات الاجتماعية أن “العامل الثاني يرتبط بالتكوين والتأطير؛ فإذا لم يوفق هؤلاء الشباب في المسار التعليمي بإمكانهم النجاح في مسار التأهيل المهني، لكن للأسف لا يتم ذلك بالطريقة الناجعة في كثير من الأحايين”، كاشفا أن “بعض مسببات هذه الوضعية المعقدة ترجع إلى المحيط الأسري والمجتمعي”.

وتابع بأنه “لكي نكون واقعيين كذلك، فإن تنامي الهجرة غير النظامية مرده إلى البعد السيكولوجي اللاشعوري (أوروبا جنة فوق الأرض)، فضلا عن بعد آخر متعلق بالاستراتيجيات القطاعية التي تضعها الوزارات المعنية، بالإضافة إلى مسؤولية الجماعات الترابية والجهات في ما يتعلق بجذب الاستثمار، دون إغفال دور الفعاليات المدنية في المرافعة والتأطير”.

وأوضح المتحدث لهسبريس أن “بداية حلحلة هذا الملف المعقد تنطلق من التنزيل السليم لاستراتيجية وطنية واضحة المعالم بخصوص جوانب تشغيل وفق أهداف مسطرة زمانيا، يتم خلالها تحفيز الاستثمار الوطني والدولي، مع ضرورة إشراك الفاعل الترابي الجهوي بالخصوص، لأن كل جهة تتميز بخصوصيات طبيعية وسوسيو-اقتصادية”.

وبخصوص جهة درعة تافيلالت التي يهاجر شبابها بطريقة سرية إلى الخارج، أبرز الباحث أنها “مشتل للسياحة والسينما والطاقات المتجددة والمعادن؛ ومن ثمّ، لا يمكن لنموذجها الاقتصادي أن يخرج على نطاق هذه الأبعاد الكبرى. كما أن ورش الحماية الاجتماعية الذي وضع ملامحه الكبرى الملك محمد السادس سيساهم في الحد من أعداد المهاجرين غير النظاميين”، ليخلص إلى أن “ميكانيزمات حلحلة هذا التحدي الكبير تتطلب تلاقح الجوانب الاجتماعية والاقتصادية”.

قد يهمك ايضا

شاطئ سبتة يلفظ جثة شاب مغربي كان ضمن المهاجرين

المكسيك تبحث خطة للتعامل مع المهاجرين العالقين بسبب سياسات ترامب

       
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثيرات كورونا تدفع شباب الجنوب الشرقي المغربي إلى ركوب قوارب الموت تأثيرات كورونا تدفع شباب الجنوب الشرقي المغربي إلى ركوب قوارب الموت



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca