المحمدية - الدار البيضاء اليوم
قلب الأم وحدسها في أغلب الأحيان لا يخطئان، هذا ما وقع للسيدة حياة العلمي القاطنة بالمحمدية التي لم تستسغ اختفاء ابنها في ظروف غامضة ، والمسمى قيد حياته بناني التهامي البالغ من العمر آنداك 17 سنة.
فقد تحولت هذه الأم المفجوعة في فلدة كبدها، إلى محققة خاصة بعد أن شعرت أن الجميع يخدلها ، حيت شرعت في القيام بمجموعة من التحريات والتحقيقات، للكشف عن لغز اختفاء ابنها الذي اختفى بتاريخ 14 نيسان 2007، فقد طرقت أبواب الإدارات والسجون والمستشفيات، وناشدت زملائه وأهلهم مرات متعددة من أجل الكشف عن الحقيقة ، لكنها كانت تعود دائما وهي تجر أديال الخيبة، بل الغريب في الأمر أن البعض كان يتصل بها من أجل تزويدها بأخبار مغلوطة حول اختفاء ابنها، وهو ما كان يزيد في إصرارها وعزمها لمعرفة الحقيقة والتي وصلت إليها بعد مرور 12 سنة على اختفاء ابنها .
حسب تصريحات الأم ،ففي ذلك اليوم المشؤوم غادر ابنها المنزل رفقة بعض زملائه في الدراسة على مثن سيارة أحدهما، لكنه لم يعد في المساء لتتصل الأم ببعضهم، وكانت مفاجأتها كبيرة حين أخبروها أنهم لا يعلمون شيئا عنه، وهو مازاد في شكوكها خصوصا أنه شاهدته وهو يمتطي سيارة أحدهما، لجأت إلى المصالح الأمنية لتسجيل شكاية في الموضوع، وبالفعل فقد تم استدعاء كل من ذكرت اسمائهم لكن الجميع تشبثوا بالإنكار ليتم حفظ الملف ، وحين قامت الأم باستخراج نسخة من محضر الضابطة القضائية ، ستتفاجئ بأن تصريحات أحدهم والتي تلاها عليها أحد المحققين داخل مصلحة الشرطة القضائية قد تم تغييرها ، مع العلم أن الأم تأكدت بوسائلها الخاصة أن ابنها وزملائه في الدراسة لم يلتحقوا جميعا طوال ذلك اليوم بمؤسستهم التعليمية.
وأكدت مصادر إعلامية ، أن الأم تمكنت بطريقتها الخاصة من استدراج فتاة علمت أنها كانت مع ابنها وزملائه، والتي تعاني من مرض السرطان، وأقنعتها بالكشف عن حقيقة ما جرى لإبنها ، حيت كشفت لها الفتاة عن حقائق صادمة ،مما جعلها ترفع شكاية للوكيل العام للملك الذي أحالها على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي فتحت تحقيقا في الموضوع أفضى خلال الأسبوع الماضي إلى اعتقال زملائه الذين كانوا معه يوم اختفائه، ليتم إيداعهم سجن عكاشة ومتابعتهم بمجموعة من التهم من بينها عدم التبليغ ،التستر عن جريمة، القتل الغير العمد، فيما أخلي سبيل الفتاة التي تتابع في حالة سراح .
التحقيقات التي باشرتها مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ، كشفت أن الشاب بناني التهامي كان في ذلك اليوم على موعد مع زملائه ومن بينهم الفتاة المريضة من أجل الأحتفال بعيد ميلادها ، والدي تم داخل محل اصطيافي بشاطى ” بالوما ” بعين حرودة، وأن الحفل لم يخل من تناول بعض المشروبات الروحية وتناول بعض المخدرات من طرف بعضهم ، ليتفاجئ الجميع بعد لحظات من المرح واللهو بسقوط الشاب بناني التهامي أرضا، بسبب أزمة قلبية ويلفظ أنفاسه أمام ذهول زملائه، وأمام هول هذا المصاب وقلة التفكير بالنسبة لقاصرين، الذين فكر أغلبهم في العقوبات التي تنظرهم من طرف أولياء أمورهم ، في حالة الأتصال بهم للكشف عن الكارثة التي وقعت لهم خصوصا أن رائحة الخمر ما زالت تفوح بأفواه بعضهم، وكذلك غيابهم الغير مبررطوال اليوم عن الدراسة، دون التفكير في العقوبات الجنائية التي قد تعصف بحياتهم، لدى هداهم التفكير إلى نقل الجثة إلى منطقة بنواحي الدارالبيضاء ودفنها في أحد الحقول، والأتفاق على كثم هذا السر الرهيب ليعود الجميع إلى مدينة المحمدية وكأن شيئا لم يقع .
لكن كما يقول المثل ” الروح عزيزة عند الله ، فبعد مرور حوالي عشرين يوما على دفن الجثة ، وحين شرع أحد الفلاحين في حرث أرضه الفلاحية ، تفاجئ بالجثة التي لم تكن مدفونة بعمق في الأرض، ليتم نقلها غلى مصلحة الطب الشرعي للكشف عن أسباب الوفاة، حيت خلص التشريح أن الوفاة ناجمة عن جرعة زائدة من المخدرات ، ولكون الجثة لم تكن تحمل أية وثائق ثبوتية فقد تم تسجيلها تحت ( X بن X )، وبعد مرور عدة سنوات تم استخراج الجثة من مستودع الأموات ودفنها بمقبرة بأدن وكيل الملك، بعد الأحتفاض بصور للجثة وملابس الضحية ، وحين وصلت عناصر الفرقة الوطنية لهذه المعطيات تم خلال الأسبوع الماضي استدعاء الأم التي تعرفت على ملابس ابنها، كما تعرفت على صورته ولو بدون اضهار الوجه، وهو ما جعلها تشك في كون ابنها قد تعرض للضرب من طرف أحد زملائه، خصوصا أن بعض الأخبار وهي غير رسمية تشير بكون الأبن قد كسرت أحد أسنانه الأمامية، وقد يكون ذلك ناجم عن تحرشه بالفتاة وهو الشيئ الذي لم يستسغه صديقها ليدخل معه في شجار.
وقد أفضت التحقيقات التي باشرتها الفرقة الوطنية إلى اعتقال ثلاثة من زملائه الذين كانو حاضرين معه وقت الحادث، وايداعهم سجن عكاشة فيما تم إخلاء سبيل الفتاة التي تتابع في حالة سراح .
من خلال المعطيات الواردة أعلاه، يتبن أن التحقيقات الأمنية التي أجريت في تلك السنة لم تأخد مسارها الطبيعي، ربما بسبب مناصب أولياء زملاء الضحية وبعضهم أشهر من نار بالمحمدية، لتتناسل مجموعة من الأسئلة حول السبب في حفض ملف القضية، الذي قد يكون سببه ضبابية تصريحات الأطراف المتورطة في الملف، وهل تم تعميم برقية بحث على الصعيد الوطني حول اختفاء الضحية ؟ وأين يكمن التقصير؟، هل في أمن المحمدية أم الدرك الملكي ببوسكورة ، اد أنه من المعروف أن المصالح الأمنية بمجرد العثور على أية جثة ،تعود للبحث في أرشيفات المختفين، وتقارنها مع المعلومات التي تتوفر عليها من أجل استدعاء عائلات الضحايا للتعرف عليها، وفي هذا الصدد علم لدى موقعنا أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد فتحت تحقيقا في هذا المجال مع رئيس سابق لمصلحة الشرطة القضائية وكذلك بعض محرري المحاضر وأنه من الأكيد أن هذه التحقيقات ستعصف ببعض الرؤوس .
قد يهمك ايضا:
العثور على جثة ضابط شرطة بغابة المعمورة في الرباط المغربية
تفاصيل جديدة عن مقتل شرطي لزوجته بالرصاص في سلا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر