آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

حقيقة تأجيل جريمة قتل "عدنان" مصادقة المغرب على إلغاء الإعدام

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - حقيقة تأجيل جريمة قتل

المجرم في قضية الطفل عدنان
الرباط - الدار البيضاء اليوم

أعادت جريمة اغتصاب وقتل الطفل عدنان بوشوف بطنجة الخطوات التي قطعها النقاش حول إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب إلى نقطة الصفر، بعد أن تعالت أصوات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، من مختلف الفئات المجتمعية، مطالبة بإعدام الجاني.موجة المطالبة بإعدام قاتل الطفل عدنان جاءت في وقت كان فيه دعاة إلغاء هذه العقوبة يتوقعون أن تمضي الدولة قدما في مسار إلغائها، بعد تنويه الملك محمد السادس بالنقاش الدائر حول عقوبة الإعدام، في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش سنة 2014.

الملك اعتبر في رسالته أن النقاش الدائر حول عقوبة الإعدام "سيمكّن من إنضاج وتعميق النظر في هذه الإشكالية"، ولاحقا صدرت إشارات تؤكد سعي المغرب إلى إلغاء هذه العقوبة، إذ سبق لمحمد أوجار، وزير العدل السابق، أن صرّح بأن المغرب يسير في الطريق نحو إلغاء عقوبة الإعدام بشكل تدريجي.وفي خضمّ موجة الأصوات المنادية بإعدام مغتصب وقاتل الطفل عدنان في طنجة، يرى حقوقيون أن حقوق الإنسان، وفي مقدمتها الحق في الحياة، كلٌّ لا يتجزّأ، مدافعين عن إلغاء عقوبة الإعدام، "باعتبارها انتهاكا لحق الإنسان في الحياة".

يقول الناشط الحقوقي عزيز إدامين إن الجريمة المرتكبة في حق الطفل عدنان "جريمة بشعة يعجز اللسان عن التعبير عنها، ولا يمكن إلا أن نواسي عائلة الطفل الذي راح ضحيتها"؛ لكنه عبّر عن اختلافه مع المطالبين بإعادة تنفيذ عقوبة الإعدام المتوقفة منذ سنة 1993.واعتبر إدامين، في تصريح لهسبريس، أن الحجج التي يستند إليها المطالبون بإحياء تنفيذ عقوبة الإعدام، من قبيل أن مرتكبي الجرائم البشعة إذا تم الاكتفاء بسجنهم فقط ليس منصفا لأهل الضحية وأنهم يصيرون عالة على الدولة بإبقائهم في السجون، "حُجج عاطفية وذاتية تُطرح داخل المجتمعات التي تمزج بين التقليدانية والحداثة".

وأوضح أن النقاش حول هذا الموضوع يقتضي العودة إلى بعض المفاهيم، خاصة مفهوم العقوبة والسجن؛ "فالسجن لم يعد فضاء الانتقام، والعقوبة لم تعد مسرحا للفرجة والاحتفالية، حسب وصف ميشيل فوكو"، مضيفا: "للأسف، هذا ما يقترحه البعض بالتعبير عن الرغبة في وضع مشانق في الساحات العمومية أو الإعدام بطريقة بشعة أو بتر وقطع بعض الأعضاء في جسم المجرم".ومنذ إعلان المديرية العامة للأمن الوطني، ليلة الجمعة السبت، عن العثور عن المكان الذي دُفن فيه الطفل عدنان بعد قتله، تمُوج مواقع التواصل الاجتماعي بمطالبَ بإعدام الجاني المفترض؛ فيما يعبّر الناشطون الحقوقيون المدافعون عن الإنسان عن رفضهم لإعادة تنفيذ عقوبة الإعدام في المغرب ويروْن أنها ليست حلّا لإنهاء الجريمة.

وفيما يظل إلغاء عقوبة الإعدام من القانون الجنائي رهينا بالمصادقة على البروتوكول الاختياري الثاني للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ينبثق من ثنايا النقاش الدائر حاليا سؤالُ مدى إمكانية إطالة تحفّظ المغرب في المصادقة على هذا البروتوكول.وفي جوابه عن هذا السؤال، قال إدامين إن الدولة "ليست مجرد مؤسسات وأجهزة، بل هي أيضا شخص معنوي، وهذا الشخص المعنوي لا يتأثر بالمشاعر اللحظية، وإنما يدبر الأمور والأزمات"، مضيفا "سلوكيات الدولة لا علاقة لها بالسلوك البشري، فهي في كنهها الفلسفي لا تنتقم ولا تقابل الهمجية بأسوأ منها، بل تقابلها بالتحضر، لكون مفهوم "الدولة" أرقى ما وصلت إليه الحضارة والعقل البشري".

وربط المتحدث سبب عدم مصادقة المغرب إلى حد الآن على البروتوكول المذكور بـ"أجندته الدولية وموقع الحقوق والحريات داخل أولوياته"، وزاد موضحا: "منذ سنوات وُضع موضوع الحقوق والحريات علي الرفّ في مقابل تقديم النماذج التنموية والأمنية كأولويات وكرهانات المرحلة".وتابع أن من بين الأسباب التي ساهمت في "جعل تيمة حقوق الإنسان في ذيل أولويات المغرب" وقوع بعض التغيير على الخريطة الجوسياسية، على الصعيد الدولي، كصعود اليمين واليمين المتطرف في أوروبا، ووصول دونالد ترامب إلى كرسي الرئاسة بالبيت الأبيض، وما يقع في الخليج، وكذا تحديات الهجرة واللجوء "التي خرقت أكبر ديمقراطيات الغرب".

واستبعد إدامين أن تؤثر "المطالب الشعبية" بإعادة تنفيذ عقوبة الإعدام على سعي الدولة إلى إلغائها، قائلا: "يصعب الحديث عن تأثير ميكانيكي في علاقة التشريعات والسياقات بالأحداث والوقائع إلا في بعض القضايا الإستراتيجية التي تم التحضير لها مسبقا، وكمثال على ذلك قانون الإرهاب الذي صدر بعيد تفجيرات 16 ماي 2003".وذهب المتحدث ذاته إلى القول إن "تعديل أو وضع قوانين لا يسقط من السماء، بل يتم التحضير المسبق لأي تعديل، فتتدخل بعض الأحداث لتسرّع من عملية المصادقة عليها ونشرها في الجريدة الرسمية".

قد يهمك أيضَا :

حقوقية مغربية تكشف إمكانية استفادة المتهم" بقتل "عدنان من ظروف التخفيف

ملكالمغرب يدخل على خط جريمة قتل الطفل عدنان في طنجة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقة تأجيل جريمة قتل عدنان مصادقة المغرب على إلغاء الإعدام حقيقة تأجيل جريمة قتل عدنان مصادقة المغرب على إلغاء الإعدام



GMT 03:48 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

منزل الممثل الأميركي مات ديمون الأغلى في بروكلين

GMT 02:24 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

أمين عطوشي يُعلن جاهزيته لحمل قميص المنتخب

GMT 18:16 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

ولادة الشهر السابع.. كل ما يخص الأم

GMT 00:32 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

المخرج علي عبد الخالق يكشف أسرار تصويره لجنازة عبد الناصر

GMT 11:38 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

النجمة دنيا بطمة تتألق بالقفطان المغربي الذهبي

GMT 12:35 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

عطر Memoir Woman by Amouage يجمع الأنوثة الراقية والمميّزة

GMT 03:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

ساعة لوتشيا الجديدة من بولغاري تكريمًا لروما القديمة

GMT 07:17 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيدة تستعيد خاتمها الألماس من مركز تدوير قمامة

GMT 19:11 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

وزير العدل يطلع على أحوال السجين المغربي الوحيد في فيينا

GMT 21:23 2014 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

طرق مبتكرة لتزيين البيض في أعياد الربيع

GMT 16:25 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المصمم Justine Carreon يطرح مجموعته الجديدة من المجوهرات الأنيقة

GMT 12:23 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عبّري عن شخصيتك مع مستحضرات كايلي لأعياد 2017

GMT 16:03 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

5 بنوك تمول إقامة محطة كهرباء في السويس

GMT 12:30 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

سانت لوسيا المكان المثالي لقضاء شهر عسل رومانسي

GMT 04:02 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أغلى منزل في العالم للبيع وقيمته تفوق الـ400 مليون دولار

GMT 00:50 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

طرق طلاء الأظافر بسهولة فى المنزل

GMT 17:13 2017 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

وفاة سائق شاحنة في الميناء الكبير في طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca