الرباط - الدار البيضاء
على عكس مليلية، تشرع مدينة سبتة المحتلة، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، في تدريس الدين الإسلامي لتلاميذ المدارس الثانوية، بعدما ظلت المسيحية (الكاثوليكية) المادة التعليمية الدينية الوحيدة في المستوى الثانوي لسنوات؛ وهو ما دفع اللجنة الإسلامية في مليلية المحتلة إلى استنكار حرمان التلاميذ المسلمين من هذا الحق ضدا على اتفاقية التعاون الموقعة بين اللجنة الإسلامية لإسبانيا(CIM) والسلطة التنفيذية الإسبانية.
وتؤكد اتفاقية التعاون، التي تم توقيعها سنة 1992 ووُجهت في مناسبات عديدة بانتقادات واسعة بسبب بقاء مجموعة من بنودها “حبرا على ورق”، أن الحكومة الإسبانية المركزية “يجب أن تضمن للتلاميذ المسلمين وأولياء أمورهم وأفراد أسرهم ممارسة حقهم في تلقي التربية الإسلامية في المراكز التعليمية العامة والخاصة”.ويتم بالفعل منذ 1998 تدريس مادة الإسلاميات في المدارس الابتدائية بمدينة مليلية المحتلة، حيث يُتاح للتلاميذ الاختيار بين مواد الدين الكاثوليكي أو الإسلامي أو “القيم الأخلاقية”؛ غير أنه تتم، في المراحل التعليمية الموالية، إزالة مادة الدين الإسلامي من قائمة الاختيارات.
في هذا السياق، أكد عبد الوهاب معنان، الممثل القانوني للجنة الإسلامية في مليلية، في حديثه إلى صحيفة “إلفارو دي مليلية” المحلية، أن الدولة لا تلتزم بالاتفاقية المذكورة، حيث المجتمع المسلم لا يتمتع بالحقوق نفسها على الرغم من أنهم مواطنون شرعيون ينتمون إلى الدولة نفسها.وأشار معنان إلى أن المجتمع المسلم في مليلية المحتلة يمثل 50 في المائة –على الأقل- من السكان؛ لكنه يتعرض للتهميش والتمييز، متسائلا عن السبب الذي يجعل السلطة المركزية تمنح حق تكوين أبناء الديانات الأخرى في أديانهم بينما يُحرم أبناء المجتمع المسلم.
وأكد ممثل اللجنة الإسلامية في مليلية أن اللجنة عملت على مراسلة مختلف الإدارات من أجل بدء إجراءات إدراج مادة التربية الإسلامية في المؤسسات الثانوية؛ غير أنه لم يتم التوصل، إلى الآن، بأي رد أو إشارة إلى إمكانية ذلك في القريب، معبرا عن أمله في تحقيق ذلك في المستقبل.وأبرزت “إلفارو دي مليلية”، التي أثارت الموضوع، أن مجموعة من الفعاليات المعنية بحقل التعليم التي تحدثت إليها دافعت عن حق المسلمين في تلقي أبنائهم دروسا في الدين الإسلامي في التعليم الثانوي؛ من بينها اتحاد جمعيات أمهات وآباء الطلاب في مليلية، ومندوبة الأبرشية المسيحية للتربية.
وكان محمد الوادي، الكاتب العام للمكتب النقابي للأطر الإدارية والتربوية لمؤسسة مقر الطلبة المسلمين بمليلية المحتلة، أكد، في تصريح سابق لهسبريس، أن تدريس مادة الإسلامية يبقى حصرا في المدارس الابتدائية والمقر سالف ذكره وبعض الجمعيات التي تنشط في المساجد أو في مقراتها.وفي السياق ذاته، أشار الوادي إلى أن هناك معهدا إسلاميا في طور البناء، من المرتقب أن يؤدي نفس وظائف المعاهد الإسلامية الموجودة بمجموعة من الدول الأوروبية.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر