آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

سفير المغرب يرد على وزير العدل البلجيكي واتهاماته

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سفير المغرب يرد على وزير العدل البلجيكي واتهاماته

سفير المغرب ببروكسيل محمد عامر
الرباط _الدار البيضاء اليوم

بروكسيل/ 09 يناير 2021 (ومع) أكد سفير المغرب ببروكسيل محمد عامر، في حوار نشر على موقع مجلة 'لوفيف'، أن الادعاءات التي أصدرها في حق المغرب وزير العدل البلجيكي، فانسون فان كويكنبورن، حول 'تدخل' المملكة المزعوم في تدبير المساجد ببلجيكا، 'لا أساس لها من الصحة، غير مفهومة وغير مقبولة'. وفي خروج إعلامي اتسم بلهجة جد عنيفة، كان وزير العدل البلجيكي قد اتهم المملكة بالتعاطي لـ 'أعمال التجسس'، لاسيما بالمسجد الكبير لبروكسيل، متحدثا عن ما أسماه بـ 'أذرع المغرب' في تدبير شؤون الدين الإسلامي ببلجيكا. وقال عامر 'لقد صدمت من معاينة سلسلة تصريحات تتسم بعدوانية قل نظيرها اتجاه بلد منخرط إلى جانب بلجيكا وأوروبا في أوراش جد إستراتيجية'، مؤكدا أنه 'لا يمكننا التماس تعاون المغرب في ملفات

حساسة، وأن ندعوه إلى مزيد من التعاون في تدبيرها، وأن نقوم في ذات الآن بإدانة ذلك علنا من خلال اتهامه ظلما بالتجسس والتدخل'. وحرص السفير على التوضيح بأن 'التدبير الديني هو شأن يعني مسلمي بلجيكا، والمغرب لم يعبر أبدا عن رغبته بالتدخل في ذلك، على اعتبار أن هذا لا يعنيه في شيء وليس لديه مصلحة في القيام بذلك'. وبخصوص موضوع المسجد الكبير لبروكسيل، أبرز السفير أنه يكتسي، بالنسبة لبلجيكا، 'أهمية كبرى اعتبارا لأسباب يمكن فهمها، وبالنسبة للمغرب، فهو مكان للعبادة كسائر الأماكن الأخرى'، لافتا إلى أنه 'في بروكسيل لوحدها، توجد العشرات من المساجد المشيدة، المسيرة، والممولة، والمرتادة بشكل رئيسي من طرف المصلين من أصل مغربي'. وقال 'لا أفهم لماذا سيجعل المغرب من هذا المكان العادي المخصص للعبادة نقطة

ارتكاز'، مضيفا 'لعلم أولئك الذين يرون اليد المغربية في كل مكان، فإن جميع المساجد ذات التبعية للمغرب، والتي تعد بالمئات في بلجيكا، هي ممولة ومسيرة بالكامل من طرف المصلين. فالمغرب لا يصرف يورو واحد، لا على البناء ولا على الأئمة'. وأوضح عامر في هذا الصدد، أن المستهدف في 'هذه الهجمات غير ذات معنى'، هو على نحو أكبر 'حضور المغاربة، ولاسيما العلاقات القائمة مع منابعهم الروحية'. واستطرد السفير قائلا 'الجالية المغربية، مثل جميع الجاليات الدينية ببلجيكا، لديها الحق في الحفاظ على الروابط مع منابعها الروحية، على غرار المسيحيين الكاثوليك، اليهود، البروتستانت، الأنجليكان، البوذيين... إلخ'، متسائلا: لماذا نسائل المغاربة حول ما هو مكتسب ومقدس بالنسبة للآخرين ؟. وسجل أن 'المغاربة المسلمين الذين يعيشون في

المغرب على غرار أولئك الذين يعيشون في الخارج هم ورثة إسلام الأنوار القادم من الأندلس، والذين كانوا الدعاة إليه: إسلام يستمع للسياق الثقافي والاجتماعي، ويتوافق مع قيم المجتمع الحديث'، لافتا إلى أن البلجيكيين الذين يزورون المغرب بكثافة يدركون  ويقدرون هذه الحقيقة الثقافية. وفي هذا السياق، أكد عامر أن 'حضور بعض المجموعات الصغيرة التي تدعو إلى إسلاموية منحرفة وخطيرة، لا ينبغي أن يؤدي إلى تشويه سمعة الغالبية العظمى من المسلمين، الذين يسعون فقط إلى العيش في سلام مع محيطهم ومنابعهم الروحية'. وقال إن 'القضايا المتعلقة بالإسلام والاندماج تكتسي حساسية كبرى وتعقيدا بالغا. ينبغي أن نتجنب جعلها موضوع جدل يطفو على السطح بين الفينة والأخرى عبر وسائل الإعلام المتضاربة'. وأضاف 'إنها مواضيع جادة تستحق

المعالجة اللائقة والنقاش الهادئ والرصين، في ظل الاحترام المتبادل والتعاون المثمر'. كما أبرز السفير أنه 'إذا كان هناك من ضغط تعاني منه الجالية المغربية بشكل دائم، ويحدث أضرارا في صفوف الأجيال الشابة، فهو الخطاب الإقصائي الذي يسعى إلى مصادرة حق الناس في إظهار انتمائهم المزدوج: افتخارهم بكونهم بلجيكيين ومتشبثين على نحو عميق بجذورهم المغربية'. ويتمثل الضغط - حسب عامر- 'أيضا في هذا الخطاب المتكرر حول فشل الاندماج، في الوقت الذي يجعل فيه مسلسل التجذر الجاري منذ أجيال من بلجيكا نموذجا ناجحا للاندماج. وتشهد على ذلك المكانة المرموقة التي يحتلها البلجيكيون من أصل مغربي في كافة مجالات الحياة بالبلاد'. وأشار إلى أن هذه الحقيقة البشرية، الثقافية والاجتماعية الراسخة، هي التي جعلت المغرب يطلق مقاربة

جديدة إزاء الجاليات المقيمة بالخارج، والتي تتلخص في 'مصاحبة التجذر من دون اقتلاع الجذور'. واعتبر السيد عامر أن التشبث بالمنابع الثقافية والروحية هو عامل للاستقرار والاندماج. وتابع السفير بالقول إن هناك اليوم مقاربتين اتجاه الجاليات من أصل أجنبي: مقاربة إقصائية وخلافية تخلط بين الاندماج والاستيعاب، والتي تتوخى تسليط الضوء على كل ما يفرق ويؤجج التوتر ويغذي الحذر والشك. هي مقاربة يسكنها هوس الاستغلال والتآمر. أما المقاربة الأخرى - يؤكد السفير- فهي أكثر واقعية، لا ترى في الأفراد أدوات يمكن التلاعب بها والتحكم فيها عن بعد، ولكن كموروث مشترك حقيقي يخدم مصالح كلا البلدين، فرصة لتعزيز الروابط القائمة بين المملكتين وبناء شراكة استثنائية. وخلص عامر إلى القول إن تاريخ العلاقات بين البلدين وروابطهما الثقافية والإنسانية والتحديات العديدة التي تواجههما، هي جميعها عناصر تمكننا من استشراف المستقبل بمزيد من الصفاء والثقة.

قد يهمك ايضا

سفير المغرب في بروكسيل يؤكد أن المملكة أصبحت بلدًا للعبور واستقبال المهاجرين

"زيروكس" تُعيّن محمد عامر مُديرًا عامًا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سفير المغرب يرد على وزير العدل البلجيكي واتهاماته سفير المغرب يرد على وزير العدل البلجيكي واتهاماته



GMT 12:47 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة وسلبية

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 16:26 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

"إليان" عطر شديد الإغراء للمرأة التي ترغب في لفت الأنظار

GMT 16:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 05:57 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يسقط أمام أتالانتا بثلاثية ويخرج مِن كأس إيطاليا

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 18:18 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

خطوات سهلة لتشقير الحواجب

GMT 21:17 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

محمد الكرتيلي يعود لرئاسة عصبة الغرب لكرة القدم

GMT 06:59 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

شركة السلام للطائرات في الرياض توفر 75 وظيفة

GMT 18:23 2013 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

منزل ريفي عتيق يحمل المعالم المعمارية في إسبانيا

GMT 00:50 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مجدي حمدان يُبيّن أخطاء مدربي التنمية البشرية وخداعهم

GMT 04:29 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

هدى مجد تخطف الأنظار بإطلالتها في مهرجان الجونة

GMT 23:15 2014 الإثنين ,11 آب / أغسطس

بوريكس الجبن اللذيذ مع صلصة الزيتون

GMT 12:18 2015 الثلاثاء ,20 كانون الثاني / يناير

السماح للأطفال باللعب قبل الغداء يحفزهم على تناول الخضروات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca