الرباط-الدار البيضاء اليوم
على الرغم من كل ما خلفه من أضرار على العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين، لا زالت أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، تدافع عن قرار استقبال زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي، باعتباره “قرارا سياسيا” نابعا من “تقليد إنساني لإسبانيا”، مخلية عنها مسؤولية تدهور العلاقات بين البلدين.وفي حوار حديث لها أجرته مع “كادينا سير”، قالت لايا، التي تم التحقيق معها قضائيا في قضية غالي، إنه خلال فترة وجودها في الوزارة، لم يتوقف “التواصل” مع المغرب أبدا، وولدى سؤالها بخصوص إخراجها من حكومة بيدرو سانشيز واستبدالها بخوسيه مانويل ألباريس، قالت غونزاليس لايا، بأن الإجابة عن هذا السؤال ليست من اختصاصها، وقالت لمحاورها “أنت تعلم عندما تشتغل في السياسة، فإن المنصب يبدأ ويمكن أن ينتهي. على المرء أن يتقبله بهدوء”. إضافة إلى ذلك، أشارت إلى أن عملها كوزيرة كان “فرصة عظيمة” تعلمت منها “الكثير”، مضيفة، “أحتفظ بكل ما تعلمته ونسيت البقية بالفعل”.ولأول مرة منذ بداية الأزمة، بعثت لايا رسالة مغازلة للمغرب، وقالت “لدي احترام كبير للمغرب. وهذا لم يتغير”، نافية أن يكون قرار إدخال غالي قد تم بسوء نية “بلدنا لديه تقليد إنساني لا يريد التخلي عنه، ولا يحمل أي ضغينة “.رسالة المهادنة التي حملتها تصريحات أرانشا غونزاليس لايا، تأتي مباشرة بعد ما نشرت وسائل إعلام إسبانية، معطيات تفيد بتورط حكومة بلادها في عرقلة التحقيقات في قضية دخول زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي لإسبانيا، بهوية مزورة.وقالت صحيفة “إلموندو”، إن المدعي العام الإسباني برر أمام القاضي الذي يحقق في وصول إبراهيم غالي إلى إسبانيا، ما حدث، بأنه مرتبط بالاستثناءات من القواعد العامة التي اتخذتها الحكومة، لأن هذه القرارات، كما قال، كانت “قانونية ومعقولة ومتناسبة”.مديرية الخدمات القانونية للدولة، التابعة لوزارة العدل، حسب المصدر ذاته، طالبت بإنهاء التحقيقات في قضية غالي، تحت ذريعة حماية مصالح إسبانيا ضد دول أخرى، في إشارة إلى المغرب.ودافعت الهيئة عن القرار الذي سبق واتخذته وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أرانشا غونزاليس لايا، وإدارتها لقضية إدخال غالي سرا لإسبانيا ودون مراقبة لجواز سفره، معتبرة أن “السرية والتقدير” اللذين نظمت بهما غونزاليس لايا، دخول غالي “كانت قانونية” لحماية إسبانيا من رد فعل “الدول الثالثة”.هذه المعطيات الجديدة، كشفت عنها وسائل الإعلام، في الوقت الذي تحاول الحكومة الإسبانية استعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع المغرب، بعدما دخلت في أزمة خانقة منذ ما يقارب السنة بسبب قضية إبراهيم غالي.وجمع لقاء هو الأول من نوعه، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، الأسبوع الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل على هامش قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي؛ إلا أن اللقاء لم تعقبه أي تصريحات جديدة، باستثناء التأكيد الإسباني على أهمية العلاقات مع المغرب، فيما لم تصدر تصريحات تذكر عن الجانب المغربي بهذا الخصوص.لقاء سانشيز وبوريطة، حضرته كذلك سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، والتي غادرت إسبانيا قبل أشهر على خلفية الأزمة، ووجه وزير الخارجية الإسباني خوييه مانويل ألباريس دعوة رسمية للمغرب، من أجل إعادتها لممارسة مهامها في مدريد، وهي الدعوة التي لم تتفاعل الرباط معها.إن “قنوات الاتصال بين البلدين ظلت مفتوحة” ومتواصلة.
قد يهمك ايضا :
مهنيو قطاع الدواجن في المغرب يكشفون أسباب ارتفاع أسعارها
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر