مدريد ـ الدار البيضاء
فجر قرار المديرية العامة للأمن الوطني بإسقاط صفة “الحدودية” على المراكز الأمنية المتواجدة بالقرب من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، في غضب الحكومة الإسبانية، وسط تلويحها بتجميد تجديد الاتفاقيات التي تجمعها بالمغرب، وسط حديثها عن “برود” اتصالاتها مع الحكومة المغربية.وقالت صحيفة “الإسبانيول” اليوم الخميس، أن القرار المغربي الأخير بسحب صفة “الحدودية” على المناطق المتاخمة للثغرين المحتلين، مثل رسالة إلى اسبانيا، مفادها عدم الاعتراف المغربي بسيادتها على سبتة ومليلية.
ونقلت ذات الصحيفة، تأكيدات من الخارجية الإسبانية، مفادها أن “عمليات التعاون مع المغرب انقطعت في الآونة الأخيرة”، كما أن “الاتصال المعتاد الذي كان يجمع وزير الخارجية الاسباني خوسية ألباريس بنظيره المغربي ناصر بوريطة “قد تأثر بالأحداث الأخيرة”، في الوقت الذي كان الوزيران يتواصلات بشكل متواصل وأسبوعي، في محادثات كانت قد مكنت من “التحسن في المناخ بين مدريد والرباط منذ يونيو الماضي” حسب ذات المصدر.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد شرعت مؤخرا في إحداث تغييرات هامة على مستوى المراكز الأمنية المتواجدة بالقرب من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك من خلال إسقاط صفة الحدودية عنها من اللوحات التعريفية للمراكز الأمنية”.و وجهت المديرية برقية للمراكز الأمنية بمعبري باب مليلية وسبتة المحتلتين، لإعادة صياغة التسميات وحذف كلمة “الحدودية”، لتتحول تسمية هذه المراكز من المفوضية الحدودية للمفوضية الأمنية فقط دون المصطلح الدال على كونها مركز حدودي”، وفق ذات المصدر.
وكان العاهل الإسباني، فيليبي السادس، قد تدخل على خط الأزمة بين البلدين، ودافع في خطاب حديث له عن حاجة بلاده، والمغرب إلى بدء “السير معا”، من أجل “تجسيد” العلاقة الثنائية الجديدة، التي تقول الحكومتان إنهما تعملان من أجلها لترك الأزمة الدبلوماسية الحالية وراءهما.وبعد التأكيد على “الطبيعة الاستراتيجية” للعلاقة مع المغرب العربي بالنسبة إلى إسبانيا، و”الاعتماد المتبادل”، الموجود في هذه البلدان، أشار الملك إلى أن كلا الحكومتين “اتفقتا على إعادة تحديد العلاقة بشكل مشترك للقرن الحادي والعشرين، على أعمدة أقوى، وأكثر صلابة”.
وشدد الملك على أن “كلا البلدين يجب أن يسيرا معا للبدء في تجسيد هذه العلاقة الجديدة”، مشددا على أن “الأمر يتعلق بإيجاد حلول للمشاكل التي تهم شعبينا”.خطاب الملك الإسباني يأتي بعدما تحدث الملك محمد السادس في خطابه، شهر غشت الماضي، عن الأزمة مع إسبانيا، وقال إن المغرب حريص على تعزيز العلاقات مع إسبانيا، و”يحرص على إقامة علاقات قوية، وبناءة، ومتوازنة، خصوصا مع دول الجوار”، مضيفا “أنه هو نفس المنطق، الذي يحكم توجه المملكة اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا”.
وكان المغرب قد استدعى سفيرته في مدريد، في ظل توتر كبير شهدته العلاقة بين البلدين، بسبب استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية للاستشفاء، حيث تم إدخاله بهوية مزورة لتمكينه من التهرب من المتابعة القضائية على خلفية شكايات قدمت ضده، تتعلق بالتعذيب في حق محتجزين في تندوف.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر