الرباط - كمال العلمي
أعلن عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، أن “المصالح المختصة المكلفة بتتبع هذا الملف شرعت في تنزيل رؤية جديدة ترمي إلى محاربة جميع الظواهر الشاذة التي تشهدها الملاعب الرياضية؛ وذلك بتعزيز القدرات لتتبع مختلف المسابقات الرياضية وتنظيمها وفق ما تتطلبه مسؤولية ضمان أمن وسلامة كافة المواطنين، سواء داخل الملعب أو خارجه”.
وقال لفتيت، ضمن جواب عن سؤال كتابي بمجلس النواب، إن “اللجنة المركزية المكلفة بتتبع الموضوع، والتي تضم مختلف القطاعات المعنية، انكبت مؤخرا على دراسة مجموعة من التدابير الاستباقية الكفيلة بمنع وقوع مثل هذه الأحداث”.وأفاد لفتيت بأن من بين هذه التدابير تأهيل البنيات التحتية للملاعب الرياضية، وإشراك الأندية في التسيير الأمني للمقابلات، وتحديث نظام التذاكر، وكذا تأطير تنقلات مشجعي الفرق الزائرة بين العمالات والأقاليم خلال المقابلات.
من جانبه، قال مصطفى بنزروالة، الباحث في علم الاجتماع، إن “ما يعتمل في الملاعب المغربية من مظاهر للعنف بين الفينة والأخرى لا ترقى إلى درجة التوصيف بالظاهرة؛ بل هي أحداث متفرقة ومعزولة لا يمكن بأي حال تعميمها والتهويل منها”.وقال الباحث في علم الاجتماع إن “طبيعة الملعب باتت تتجاوز وظيفة التشجيع والترفيه إلى وظائف أخرى منها الترافع والاحتجاج والممانعة، ضدا في بعض الممارسات التي قد تكون تضييقية أو تقزيمية لدور المشجع والمناصر والمحب، الذي قد يعبر في كثير من الأحيان عن سخطه وغضبه بمسلكيات تزع إلى العنف والتخريب”.
وأكد الخبير ذاته أن “المقاربة الأمنية لوحدها لم تكن في يوم من الأيام حلا لمشكل أحداث العنف، بل وجب معالجة الإشكال في بنيويته، إذ إن عنف الملاعب يجد منابعه من ظواهر اجتماعية أخرى ولا يمكن عزله عن مظاهر الأزمات التربوية والاجتماعية البنيوية المؤثثة للمشهد الاجتماعي العام”.وشدد بنزروالة على أن “العنف في الملعب لا يشذ عن باقي أنواع العنف وأشكاله، في المدرسة كما في الشارع كما في وسائل الإعلام. لذلك، فمن زاوية المتابع والباحث أعتقد أن الإنصات لشباب الملاعب أولوية حاسمة في محاربة العنف من جذوره، الإنصات لمطالبهم وتقدير تعابيرهم وأعرافهم، واحترام مبادئهم الرمزية التي يشتغلون عليها في الملعب”.
وتابع المتحدث ذاته قائلا: “من بين الملاحظات التي يمكن تسجيلها اليوم ونحن بصدد الحديث عن المقاربة الأمنية التنويه ببعض المبادرات التي تعمد إلى ترسيخ أواصر التواصل بين القائمين على أمن الملاعب من جهة والإلترات أو المكلفين بتأطير الجماهير والمناصرين”، خالصا إلى أن “المقاربة التربوية بمداخل قيمية أخلاقية ثقافية سياسية أكثر نجاعة في مقاربة مظاهر العنف بالملاعب المغربية من المقاربة الغارقة في الضبط الأمني”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
مزارعو " القنب الهندي" ينتظرون "الاستعمالات المشروعة" لتجاوز أزمة العرض والطلب
الحكومة المغربية تستكمل الترسانة القانونية للاستعمالات المشروعة للقنب الهندي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر