توصلت بمعطيات تفيد بأن طفلا من جماعة “بوزروال” بإقليم زاكورة تعرض لاعتداء جنسي من طرف أحد أقربائه، قبل أزيد من شهر؛ وهو الأمر الذي اكتشفته أسرة “الضحية” خلال الأسابيع الماضية، حسب ما أكدته والدة الطفل في تصريح .
وقالت المتحدثة ذاته إن طفلها، البالغ من العمر 12 سنة، يعاني من أزمة نفسية جراء تعرضه للاغتصاب لأكثر من مرة، حيث دأب “المتهم” على استدراجه وإغرائه عن طريق اقتناء الهدايا والحلويات، ليتمكن من ممارسة ميولاته البيدوفيلية عليه، إلى أن قرر الطفل الإفصاح عما يتعرض له.
وبعد معرفتها بتفاصيل الواقعة، توجهت الأم إلى عيادة طبية لعرض الطفل على مختص، فطلب منها الأخير التوجه إلى المستعجلات، للكشف عن حالته، حيث أكدت أن تشخيص الطبيب أثبت تعرضه لاعتداء.
وبعد استقباله بمخفر الدرك، تابعت المتحدثة، أخبر الطفل رجال الدرك بتفاصيل الواقعة وهوية المعتدي. وعندما قررت أسرة الضحية وضع شكاية في الموضوع، فوجئت بتدخل بعض الأطراف من “الدوار” حيث يقطن من أجل ثنيهم عن متابعة المتهم، وتقديم تنازل مقابل تكفله بمصاريف العلاج والمتابعة النفسية لفائدته ولفائدة والدته.
وترفض أسرة الطفل مساعي الصلح، وتطالب بمعاقبة المعتدي على جريمته، خاصة أن الطفل لم يعد يستطيع الخروج من المنزل، وتتكفل والدته بإيصاله إلى المؤسسة التعليمية حيث يدرس، وإعادته بعد انتهاء حصصه الدراسية.
جريمة خطيرة
دخلت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان على خط قضية طفل زاكورة؛ فقد أكد عادل تشيكيطو، رئيس العصبة، أن المكتب الإقليمي بزاكورة باشر اتصالاته مع أسرة الطفل، من أجل معرفة تفاصيل الواقعة واتخاذ التدابير الممكنة لتقديم الدعم اللازم.
وأوضح رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان أن هذه الأخيرة في حالات مماثلة تؤازر إما بالنصح والتوجيه والإرشاد القانوني، وإما بتوكيل محام متطوع داخل العصبة للدفاع عن الضحية، وفي حالات أخرى تدخل الهيئة كطرف مدني للترافع لصالح المجتمع.
وسجل عادل تشيكيطو بقلق ارتفاع عدد الأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية، خاصة خلال السنتين الأخيرتين؛ وهو ما يجعل الحكومة أمام تحدّ كبير لوضع حد لهذه الجرائم.
وطالب الفاعل المدني، في تصريح ، الحكومة بالتعامل مع هذا النوع من الجرائم بحزم؛ لأن الأمر لا يتعلق بجريمة ترتكب في حينها وفي لحظتها ثم تنسى بعد أن ينال الجاني عقابه، بل ترهن مستقبل المعتدى عليه، وعوض أن يكون إنسانا منتجا ينفع المجتمع بالضرورة سيتحول إلى إنسان آخر عالة أو ضارا بالمجتمع.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن قضايا الاغتصاب تحتاج إلى الجدية في التعامل، خاصة في ظل توفر الوسائل والطرق التي تجعل الطفل أمام تهديدات الاغتصاب، فأضحى من اللازم قطع الطريق أمام أي فرصة يمكن أن يلتقي فيها أي بيدوفيل بالأطفال.
وفي هذا السياق، دعا رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى اعتماد مناهج تعليمية جريئة توضح للصغار ضرورة تحاشي التواجد في فضاء مغلق مع أي شخص يمكن أن يهدد حياتهم وبراءتهم. كما أن الأسرة يجب أن تكون متمكنة من الآليات التربوية التي تحقق للطفل مناعة ومسافة بينه وبين أي مغتصب محتمل، من قبيل القبلات والعناق والسلوكات المشبوهة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر