الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
تستمر عائلات المغاربة المعتقلين بالسجون العراقية على خلفية الإرهاب في مطالبة السلطات المغربية بضرورة الإسراع في ترحيل الأبناء، بعد الأزمة السياسية المندلعة ببلاد الرافدين، وعودة حركية ميليشيات طائفية إلى التهديد بجر البلاد نحو المجهول.
وتتخوف عائلات المعتقلين المغاربة من انتقامات طائفية قد تطالهم بعد سقوط الحكومة، والمد الشيعي القوي خلال الأسابيع القليلة الماضية، خصوصا أن أغلب المعتقلين معروفون بانتمائهم إلى تنظيمات القاعدة والدولة الإسلامية.
وخلال شهر مارس الماضي استقبل وزير العدل عبد اللطيف وهبي نظيره العراقي سالار عبد الستار محمد حسين، متداولين وضعية عدد من المغاربة المعتقلين في العراق من الذين توبعوا على خلفية اتهامهم بالتورط في قضايا لها علاقة بالإرهاب.
ولم تبرز أي مخرجات بخصوص إمكانية العودة عقب نهاية الاجتماع، كما أنه لم ينته بوضع ترسانة قانونية تنظم أو تمهد لاستقبال المعتقلين، وهو ما دفع العائلات مرارا إلى مراسلة وزارة العدل والسفارة العراقية بحثا عن حلول تنهي الوضع الراهن.
وتشير المعطيات الأمنية المغربية إلى أنه مازال حاليا بالمنطقة ذاتها 250 مقاتلا معتقلا (232 في سوريا و12 بالعراق و6 بتركيا)، إلى جانب 138 امرأة، من بينهن 134 بالمخيمات التي تحرسها القوات الكردية، إضافة إلى حوالي 400 قاصر، من بينهم 153 فقط تأكد أنهم مزدادون بالمغرب.
عبد العزيز البقالي، رئيس التنسيقية الوطنية لعائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة في سوريا والعراق، قال إن 10 من المعتقلين يقبعون في السجون هناك دون تفاعل إلى حدود اللحظة، مبديا تخوفه من سقوط الحكومة والفوضى التي تعيشها العراق.
وأضاف البقالي، في تصريح ، أن 5 معتقلين هم في سجن الرصافات بالعاصمة بغداد، و5 آخرين في الناصرية بالجنوب، مؤكدا تخوف العائلات من هجوم الميليشيات على السجون في ظل غياب القانون، وآملا تشكلا قريبا للحكومة.
واشتكى أخ المعتقل عبد السلام البقالي (يقبع في السجون العراقية منذ 2004) من “ابتزاز العائلات ماليا من طرف الميليشيات”، ناشدا تدخل وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي من أجل إيجاد حل للمعتقلين.
عبد الفتاح الحيداوي، عضو “التنسيقية”، سجل أن العائلات استبشرت بزيارة وزير العدل العراقي للمغرب قبل شهرين، لكن بسقوط الحكومة عادت الأمور إلى نقطة الصفر، مشددا على أنه ضمن المعتقلين نساء وأطفال ومتقدمون في السن.
وأورد الحيداوي، في تصريح لهسبريس، أن “المعتقلين يعانون في السجون دون تطبيب، والسفارة لا تتواصل على الإطلاق مع العائلات”، مطالبا بضرورة توضيح وضعية المسجونين، خصوصا أمام مستجدات الساحة السياسية العراقية.
وفي سنة 2015، قدر عدد الجهاديين المغاربة في العراق وسوريا بأزيد من 1600 شخص. وقال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية الراحل عبد الحق الخيام إن “أكثر من 200 بين هؤلاء الجهاديين عادوا إلى المغرب وتمّ توقيفهم وتقديمهم للعدالة”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر