آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

استجابة لحالة الطوارئ الصحية المعلنة من قبل الحكومة

سائقو الشاحنات يواصلون السير عبر مدن أشباح وطرق مهجورة في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سائقو الشاحنات يواصلون السير عبر مدن أشباح وطرق مهجورة في المغرب

سائقو الشاحنات
الرباط - الدار البيضاء

رغم التأثيرات السلبية لانتشار وباء فيروس كورونا المستجد على نشاطهم، يواصل سائقو الشاحنات السير عبر مدن أشباح، وعبر طرقات مهجورة، ليوصلوا، بشجاعة، البضائع إلى وجهتها النهائية، فبعد إغلاق المقاهي والمطاعم والمساجد، حتى بباحات الاستراحة، استجابة لحالة الطوارئ الصحية المعلنة من قبل الحكومة، ليس من خيار أمام هؤلاء السائقين إلا التأقلم مع هذا الوضع الاستثنائي، والتكيف مع ظروف عمل أقل ما يمكن أن قال عنها إنها قاسية أكثر من أي وقت مضى، والتخلي عن كل عاداتهم الصغيرة.

التوقف بعد ساعات من السياقة على الطريق لطلب كأس شاي أو قهوة أو وجبة طعام عادات صارت من الماضي، لا شيء متاح في "زمن الكورونا"، ليجد السائقون أنفسهم مجبرين على أن يأخذوا معهم ما يحتاجونه، وسرقة بضع دقائق لتحضير طعامهم؛ ولمواجهة هذه الوضعية الخاصة، قاموا بتجهيز شاحناتهم بالمعدات الضرورية، وبعضهم فكر في إعداد مكان للنوم داخل الشاحنة، وآخر للطبخ، في احترام تام لكل شروط الأمن والسلامة الصحية.
يقول "محمد.ه"، سائق شاحنة قادم من مدينة أكادير، في تصريح صحافي: "بذلنا كل الجهد للتأقلم مع هذه الوضعية الجديدة، لنستطيع مواصلة نشاطنا بشكل طبيعي، والاستجابة لطلبات زبائننا بنقل بضائعهم نحو مدن أخرى".
فهذا السائق الأربعيني، الذي أبان عن وعي كبير بالمخاطر التي تتهدده بالخروج من المنزل خلال فترة الحجر الصحي، مقتنع بأنه، مع ذلك، ما من خيار سوى الخروج ومواصلة العمل ليعول أسرته، وأضاف أنه "منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية، يوم الجمعة 20 مارس الجاري، وقع تغيير كبير في ظروف العمل"، وزاد موضحا: "بداية، أصبحت أخصص حيزا كبيرا من الوقت لتحضير الوجبات التي سآخذها معي، ولا أتوقف عن تعقيم الشاحنة عند كل توقف"، ليتابع: "المشكلة الوحيدة التي نعاني منها حاليا هي إغلاق محلات تصليح السيارات، مادام أن الشاحنة تحتاج للصيانة على الدوام".
ورغم أن سائقي الشاحنات أحسنوا تدبير هذه الأزمة الصحية، وتعاملوا معها بروح من التفاؤل، غير أن تداعياتها أثقلت كاهلهم بفعل تراجع المداخيل، وبالتالي كان لها تأثيرها على قدرتهم الشرائية، مادامت غالبية السائقين تمتح من جرابها.
وهو الأمر الذي يعانيه أيضا "مولود. ب"، سائق آخر من مدينة أكادير، أقر بأن المداخيل في هذه الفترة بالكاد تكفي لتغطية مصاريف الوقود، موردا: "هذه الظرفية صعبة شيئا ما، فقد أصبحت أنقل البضائع بمعدل رحلة واحدة في الأسبوع"، وأردف، بنبرة استسلام: "أحيانا أمكث حتى خمسة أيام، ويمكن أكثر، بالدار البيضاء، في انتظار زبون لرحلة العودة.. يومياتي تغيرت بالكامل، سواء على المستوى المهني أو الشخصي".
وفي ما يتعلق بالمراقبة على الطرق، أعرب السائق ذاته عن اطمئنانه لما يلحظه من تعبئة قوية في صفوف القوات العمومية لتأمين السير الجيد لحالة الطوارئ الصحية، وبالنسبة إليه، فهو لم يصادف أي مشكلة على الحواجز، مادام يتوفر على الرخصة الاستثنائية للتنقل التي قام بإلصاقها على الزجاج الأمامي للشاحنة.
وأمام هذه الوضعية، يجد السائقون أنفسهم يعيشون معاناة مزدوجة، تتمثل في عزل أفراد عائلاتهم بسبب الخوف على صحتهم، وفي ركود النشاط الاقتصادي؛ وهو ما يؤكده "محمد.إ"، ناقل بضائع من الدار البيضاء، بقوله: "المداخيل ضعيفة مقارنة مع الفترة العادية، فعوض القيام برحلتين أو ثلاث في الأسبوع كما في السابق، أنا مجبر اليوم على الانتظار عشرة أيام، بل أكثر، ونحن مكتوفي الأيدي".
واستطرد محمد بأن "هذه المهنة تتطلب الخروج من البيت، وإن أصبح الزبناء عملة نادرة هذه الأيام، مادام أن العديد من الشركات لا تتوفر على وسائل نقل خاصة بها، وبائعو الجملة بدرب عمر أغلقوا محلاتهم إلى غاية نهاية الحجر الصحي".
وفي انتظار الأفضل في الأيام القادمة، سيغير هذا السائق نشاطه للقيام بتوزيع صناديق الخضر والفواكه المقتناة من سوق الجملة من قبل تجار التقسيط بأحياء بنجدية ولاجيروند.
والأمر الأكيد أنه لمواجهة هذه الإكراهات والتحديات التي ما تنفك تتزايد بسبب ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد بالمغرب، لا يدخر سائقو الشاحنات أي جهد لمواصلة نشاطهم خدمة للمواطن؛ هي تضحية أخرى تنضاف لسجل تضحياتهم.

وقد يهمك أيضا :

استمرار حالة الطوارئ الصحية في المغرب منذ إقرارها 20 آذار الماضي
البرلمان المغربي يقلّص عدد النواب المسموح لهم بحضور الجلسات

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سائقو الشاحنات يواصلون السير عبر مدن أشباح وطرق مهجورة في المغرب سائقو الشاحنات يواصلون السير عبر مدن أشباح وطرق مهجورة في المغرب



GMT 14:23 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عبدالرحيم الوزاني يطالب لقجع بجلب مقر "الكاف" إلى المغرب

GMT 19:03 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

فيلم «نائب».. عبقرية الكوميديا السوداء

GMT 21:54 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

أفضل زيوت تدليك الجسم و المساج

GMT 09:41 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

عماد متعب ويارا نعوم يكشفان أسرار حياتهما في "كل يوم"

GMT 21:47 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف وضع على عراس في "تيفلت 2"

GMT 09:56 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الجزائرية الصادرة الأربعاء

GMT 14:26 2017 الإثنين ,12 حزيران / يونيو

التدليك الحل السحري للتخلص من المشكلات الصحية

GMT 02:23 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كولم كيليهر يؤكد أنّ المملكة السعودية سوق جاذبة للاستثمار

GMT 08:30 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

حملة أمنية على محلات درب عمر بسبب الدمى الجنسية

GMT 00:14 2015 السبت ,28 شباط / فبراير

استخدمي طرقًا بسيطة للحصول على فضيات مميزة

GMT 15:48 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

الزواج المبكر فى مصر يتراوح بين 13-15%
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca