آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

سلطات مغربية تستخرج جثة سيدة لسماع "أصوات" تخرج من قبرها

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سلطات مغربية تستخرج جثة سيدة لسماع

السلطات المحلية في مدينة ابن احمد بنواحي سطات المغربية
الرباط - المغرب اليوم

أقدمت السلطات المحلية في مدينة ابن احمد بنواحي سطات المغربية، على استخراج جثة سيدة دُفنت منذ أسبوع، للتحقق من وفاتها بعد بلاغ قدمه أحد الأشخاص بسماع أصوات صادرة من قبرها، إلا أن اتشريح الطبي أثبت وفاة المرأة. وأثار قرار استخراج الجثة جدلا كون السيدة مدفونة منذ أسبوع ما اعتبره بعض الباحثين في العلوم الإنسانية هيمنة للخوارق في المجتمع المغربي، لأن الواقعة تتناقض مع العلم الدقيق بالمطلق.

والخطير في الحادث هو أن سلطات الدولة، التي يفترض فيها أن تتعامل مع المسألة بجدية، انساقت وراء الخرافة التي انتشرت وسط أبناء المدينة؛ وهو ما دفع البعض إلى التساؤل بخصوص الدوافع التي استندت عليها في قرار نبش القبر، لا سيما أن التشريح الطبي أثبت أن المرأة توفيت بالفعل.

في هذا السياق، يقول محسن بنزاكور، الباحث في علم النفس الاجتماعي، إن "هنالك فرقا كبيرا بين مفهوم إنقاذ الحياة والرجوع إلى الحياة الذي تم تداوله على نطاق واسع؛ ذلك أن المصطلح الأول مقبول، لأنه يدخل في إطار قانون، يفيد بضرورة إغاثة الإنسان في حالة الخطر، بينما كلمة الرجوع إلى الحياة تجعلنا نضع تساؤلات كبرى بخصوص الإيمان بالخرافة في القرن الحادي والعشرين".

ويضيف بنزاكور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بالقول" "من غير المعقول التصديق بوجود شخص دفن تحت التراب لمدة سبعة أيام على قيد الحياة"، مشيرا إلى أن "التناقض يتمثل في الإيمان بالخوارق، بينما نجح العلم في تفكيك أدق الظواهر، لكن الخرافة مازالت تعشش داخل عقول المغاربة".

ويرى أستاذ التعليم العالي أن "المثير في الواقعة هو الحجج التي استندت عليها السلطات المحلية في اتخاذ قرار إخراج الجثة من القبر"، متسائلا: "هل شهادة الشاهد بخصوص سماعه للأصوات كافية لاتخاذ القرار؟ لماذا لم تسبق التحريات القضائية القرار للتأكد من صحة الواقعة؟ هل السرعة في اتخاذ القرار تعني الإيمان بالخرافة أم الاستجابة لحالة طارئة؟"، مضيفا أن "الواقع قد أثبت العكس، لأن التشريح أكد وفاة المرأة".

وتابع: "إن انتشار الخرافة في المجتمع يرجع إلى عدة دوافع مختلفة؛ من بينها استمرار الاستغلال السيئ للدين من قبل بعض المؤسسات المغربية، لكونها لا تروج للمفهوم العقلاني للدين بقدر ما تروج للمفهوم الخرافي للدين، وهو ما يسهم في استمرار الخرافة بشكل مباشر، ومن ثمة ينعكس ذلك على التمثلات الفردية، من قبيل مفهوم التواكل الذي يعاكس المفهوم الحقيقي الموجود في الدين".

وأبرز المتحدث أن "تلك السلوكيات مازالت قائمة بالمغرب، من قبيل زيارة الأضرحة ومواسم الأضرحة، وكذلك الزوايا الخرافية والإيمان بقدرات الشيخ، وغيرها من الأمور التي لا يقبلها حتى العقل الطفولي"، موضحا أن "السلوكيات سالفة الذكر تزكي هذه القرارات التي نشهدها على أرض الواقع"، منبها إلى "تراجع الاستناد إلى العلم في بعض القرارات الاجتماعية والسياسية في المحافل الرسمية".

وختم بنزاكور تصريحه بالقول: "نلاحظ استعمال مفاهيم الاتكال على الخوارق في المحافل الرسمية، على سبيل المثال "البركة"؛ وهي مفاهيم يتم الاستناد إليها حتى في القرارات المبنية على الإحصاءات والدراسات العلمية، لكن تُعطى لها الأولوية بشكل ضخم، لتُعشش بذلك داخل عقول المغاربة الذين يؤمنون بالعلم والخرافة معاً، وهي مسألة مستحيلة منطقياً".

قد يهمك ايضا :

السلطات المحلية تحجز كميات كبيرة من الحلويات المنتهية الصلاحية في تطوان

السلطات المحلية في الناظور تواصل تحريرها للملك العمومي

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطات مغربية تستخرج جثة سيدة لسماع أصوات تخرج من قبرها سلطات مغربية تستخرج جثة سيدة لسماع أصوات تخرج من قبرها



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 09:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيقاف وسيط في تجارة الممنوعات بالقصر الكبير

GMT 04:03 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب تربوي جديد للدكتور جميل حمداوي

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca