الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
يعيش عشرات من الضحايا الذين تعرضوا للنصب من طرف موثق بمدينة مراكش يدعى (س. س)، منهم مغاربة وأجانب، وسط قلق وخوف متناميين مع مرور كل يوم دون إلقاء القبض عليه؛ إذ يوجد في حالة فرار وصدرت في حق مذكرة بحث على الصعيد الوطني.
وبلغ حجم المبالغ المالية التي تم النصب فيها على بعض الضحايا 600 مليون سنتيم، بحسب مضمون الشكايات التي رفعها الضحايا إلى وكيل الملك بمراكش، بينما تعرض ضحايا آخرون للنصب في مبالغ مالية تراوحت ما بين 20 و400 مليون.
وتتم عملية النصب بمنتهى السهولة؛ إذ يوهم الموثق المذكور الضحايا بأن مسطرة إبرام عقود بيع عقاراتهم تسير على ما يرام، ثم يبدأ مسلسل التماطل حين يطالبون بأموالهم المستحقة دون أن يظهر هو في الواجهة، لأنه يعين من ينوب عنه في التعامل مع زبائنه داخل المكتب.
وأفاد أحد الضحايا بأنه قصد مكتب (س. س) لبيع عقار بناء على توصية من صديقه، في صيف سنة 2021، واضعا فيه ثقته التامة، قبل أن يكتشف أنه ضحية نصب، حيث ظل ينتظر لمدة أسبوعين أن يُصرف له مبلغ الشيك الذي باع به عقاره، وعندما اتصل بالمكتب أُخبر بأن الموثق مريض، وتكرر العذر نفسه مرات، حتى استفسر محاميا في الموضوع، فأخبره هذا الأخير بأن الأمر قد ينطوي على عملية نصب.
وتابع المتحدث بأنه اكتشف أنه تعرض فعلا للنصب بعدما توجه إلى الشرطة لوضع شكاية في الموضوع، حيث التقى مع أشخاص آخرين تعرضوا للمصير ذاته، ليشكلوا مجموعة على إحدى منصات التراسل الفوري تضم إلى حد الآن ثلاثين ضحية، منهم مغاربة مقيمون في المغرب وفي الخارج وأجانب.
ومن بين الضحايا سيدة فرنسية متقاعدة أعجبت بالمغرب وكانت تعتزم الاستقرار في مدينة مراكش، تعرضت بدورها للنصب في عملية لشراء رياض في المدينة الحمراء، لتجد نفسها قد فقدت كل ما ادخرت من مال.
وتقطر الشكايات التي رفعها الضحايا إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمراكش مأساة؛ إذ جاء في إحداها أن أصحابها كلفوا الموثق المشتكى به ببيع عقار لفائدة مُشترٍ أجنبي، وتم البيع وفقا للشروط القانونية الجاري بها العمل مقابل مبلغ يزيد على نصف مليار سنتيم، أداه الطرف المشتري أمام الموثق على أن يتم دفعه للبائعين بعد استيفاء الإجراءات القانونية.
وأضافت الشكاية أن المشتكى به “رفض الوفاء بالتزاماته وأصبح يتقاعس عن القيام بالمطلوب، وفي كل مرة يقوم العارضون بالاتصال به بمكتبه لأجل استيفاء مستحقاتهم يشعرون من طرف مستخدميه بأنه في حالة مرض ولا يستطيع مقابلتهم، كما أنه قطع عليهم هاتفه النقال واستحال عليهم الاتصال به بعد أن كان من قبل يحدد لهم في كل مرة موعدا للأداء لكن بدون جدوى”.
هذا المعطى أكده الضحية بقوله إنه كان يُخبر من طرف كاتبات الموثق المشتكى به كلما توجه إلى مكتبه بأنه يتعذر عليه الحضور إلى المكتب بداعي أنه يعاني من مشكل في الكلى ويخضع لتصفية الدم.
وأضاف أن الضحايا يعانون من أمراض نفسية وجسدية بعد أن ضاعت الأموال التي كافحوا في سبيلها وأفنوا سنوات طوالا من أعمارهم من أجل كسبها، لا سيما مع طول مدة انتظارهم أن يتم القبض على المشتكى به، الذي يقول الضحايا إنه يوجد في المغرب وفي انتظار أن تثمر مذكرة التوقيف الصادرة في حق المشتكى به، لا يجد الضحايا من وسيلة للتخفيف عن أنفسهم سوى مواساة بعضهم البعض عبر منصة التراسل الفوري التي أنشؤوها، والدعاء لأنفسهم بـ”الصبر والثبات”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر