الرباط - الدار البيضاء
أوضح عبد الرحمان علال، الحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون العام من كلية الحقوق جامعة محمد الأول بوجدة، أن “النتائج التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية برسم انتخابات 8 شتنبر 2021 كشفت أن حلقة الإدماج السياسي حزب العدالة والتنمية قد وصلت إلى منتهاها، وهو أمرٌ يجعل الحزب في مواجهة ثلاثة تحديات؛ يرتبط الأول منها بالجانب الإيديولوجي، فيما يتصل الثاني بالمعطى السياسي، أما الثالث فينصرف إلى المستوى التنظيمي”.وأضاف في بحث نشره المعهد المغربي لتحليل السياسات بعنوان “حزب من رمـاد: محاولة لتفسير نتائج حزب العدالة والتنمية في انتخابات 8 شتنبر 2021″، أن “حزب العدالة والتنمية منذ 2011 تبنى أطروحة سياسية غايتها محاربة الفساد والاستبداد، وفي قلبها أطروحة المؤتمر الوطني السابع التي اختار لها عنوان: شراكة فعالة في البناء الديمقراطي، وقبلها أطروحة النضال الديمقراطي، لكن اتضح أن الأطروحة السياسية للحزب قد استنفذت أغراضها على إثر نتائج انتخابات 8 شتنبر 2021”.
وتابع المركز الذي نُشر يوم 30 أكتوبر 2021، قبل انتخاب عبد الإله بنكيران أمينا عاما، أن “الحزب أضحى في حاجة إلى هيكلة تصوره النظري على ضوء حصيلة تدبير الشأن العام حكوميا وترابيا، واستخلاص الدروس من المشاركة الانتخابية منذ 2011، والبحث عن أطروحة سياسية بديلة تقدّم أجوبة خلاقة وصريحة عن التحديات التي يواجهها الحزب”.
وأكد أن “غياب أطروحة سياسية متماسكة تقدّم أجوبة على مختلف الأسئلة المطروحة سيكون له انعكاس مباشر على العمل البرلـماني لحزب العدالة والتنمية، من منطلق أن المؤسسة التشريعية تشكل منصة لا غنى عنها لتصريف مواقف الحزب وتصوراته، وبالتالي فإن تقلص عدد أعضاء الحزب بالمؤسسة التشريعية سيؤثر بلا شك على نهوض الحزب بأدواره المرتبطة بممارسة المعارضة”.
وأورد المصدر ذاته، أنه “على المستوى التنظيمي، فالملاحظ أن الحماس قد انطفأ لدى جزء معتبر من قواعد حزب العدالة والتنمية وقيادته على السواء، وهو الحزب الذي يدفع بأن أعضاءه تؤطرهم المرجعية الإسلامية وتؤلف بينهم مقتضيات الفكرة الإصلاحية”.
ولفت إلى أنه “إذا كان الحماس أشد ما يظهر خلال الحملات الانتخابية، بوصفها المناسبة الـمثلى لترويج الخطاب السياسي للحزب، فقد لُوحظ خفوت لدى جزء غير يسير من أعضاء الحزب خلال الحملة الانتخابية لاستحقاقات 8 شتنبر 2021، وقد كان من أبرز تجلياته رفض عبد الإله ابن كيران الترشح في مدينة سلا التي تعتبر معقلا انتخابيا للحزب”.وأكد أن “حزب العدالة والتنمية رجع إلى نقطة الصفر وكأنه بالكاد يخطو خطواته الأولى في مرحلة التأسيس، وهو ما سيتطلب من الحزب مجهودا فكريا وسياسيا لتقييم مرحلة كاملة، تنطلق من بدايات تأسيسه إلى حدود لحظة انتخابات 8 شتنبر 2021، واستخلاص الدروس على ضوئها لبعث حزب من رماد”.
قد يهمك ايضا:
حزب العدالة والتنمية يتكبد "هزيمة قاسية" في انتخابات المغرب
عزيز رباح يؤكد أن حزب العدالة والتنمية سيواصل إصلاحاتة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر