الرباط _ الدار البيضاء اليوم
تنافس دولي ممزوج بالصراع السياسي بين الأقطاب الكبرى لإيجاد لقاح مضاد لـ"كوفيد-19" قصد إنهاء الأزمة الصحية، التي تواصل حصد المزيد من الأرواح، حيث طرحت شركات الأدوية العالمية لقاحات عديدة ما زالت قيد التجارب السريرية، وهي تسابق الزمن من أجل اكتشاف علاج فعال يكبح جماح انتشار فيروس "كورونا".
وفي هذا الصدد، قال البروفيسور مصطفى الناجي، مدير مختبر الأوبئة بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء، إن "هناك ما يفوق 140 تجربة عبر العالم بخصوص اللقاح المرتقب، وتوجد 10 تجارب في طور متقدم، مما دفع المغرب إلى إبرام اتفاقيات مع شركات أدوية عديدة للظفر باللقاح الناجع".
وأضاف الناجي، خلال حلوله ضيفا على الندوة الافتراضية التي نظمتها جريدة هسبريس الإلكترونية، مساء الأحد، بشأن تطورات الجائحة وعلاقتها بسباق اللقاحات، أن "المغرب وقع اتفاقية شراكة مع إحدى الشركات الصينية قصد إنتاج اللقاح، وأبرم اتفاقية أخرى مع شركة بريطانية وروسية، ولن نفاجأ باقتناء الدواء من شركات أخرى، ضمنها اللقاح الأمريكي".
وأوضح عالم الفيروسات المغربي أن التعددية التي نهجتها الرباط مردها "إشكال النجاعة المطروح لدى شركات الأدوية، حيث ارتأى المغرب تعدد الشركات من أجل الظفر باللقاح المعلن عنه، مما يعكس بعد الرؤية لدى أصحاب القرار السياسي، لأن التخوف الكائن حاليا لدى الأوساط الطبية هو غياب النجاعة المطلوبة حول لقاح معين".
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أنه شارك في أبحاث عدة قامت بها وزارة الصحة بأمريكا الشمالية، واكتشف بأن المانحين الماليين لدعم الأبحاث العلمية ينخرطون بدورهم في النقاش السياسي، حتى ينالوا الأرباح المالية المرتقبة من الأدوية، مفسرا بذلك التسابق السياسي حول لقاح "كورونا"، غير أنه شدد على "غياب لقاح جاهز للتصنيع".
وأضاف الناجي "توجد كفاءات مغربية تكونت عبر مختلف بلدان العالم، إذ استطاعت فرض نفسها حينما مُنحت لها فرصة تدبير الجائحة، لكن يجب تدارك النقص الحاصل على الصعيد الصحي، حيث تخصص بلدان آسيوية قرابة 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام، بينما لا يتعدى ذلك 0.7 في المائة بالمملكة".
لذلك دعا عالم الفيروسات المغربي إلى "الثقة في الكفاءات الوطنية مستقبلا، لأننا سنخرج من الجائحة، لكن علينا الاستعداد للأوبئة التي قد تعود مجددا"، مضيفا "يجب إنشاء معهد عالٍ يضم مختلف الكفاءات، ويتخصص في إجراء الأبحاث العلمية، لاسيما ذات الصلة بالفيروسات"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر