الرباط - الدار البيضاء
شنت السلطات المحلية المغربية مدعومة بالعناصر الأمنية والقوات المساعدة بسطات، مساء اليوم الجمعة حملة واسعة شملت مختلف البؤر الجماعية ب ساحة محمد الخامس أو ماتعرف بساحة الحليقية وأصحاب ” ضامة”، ناهيك عن شوارع أخرى تعرف حركة اكتظاظ غير مسبوقة وكأن فيروس كورونا في المغرب اندثر وتبخر، حيث أصبح معظم المواطنين يتجولون ويتصافحون ويتعانقون ويتبادل الحديث على كراسي المقاهي والمساحات الخضراء بكل أريحية، في تحدي مباشر مع الوباء الذي لا زال يتسلل بطفراته الجديدة، مع العلم ان المغرب قطع أشواط مهمة في مواجهة هذا الفيروس اللعين منذ الوهلة الأولى.حملة اليوم التي تعد بداية لحملات أخرى دشنتها السلطات الاقليمية بسطات، تأتي تنفيذا لتوجهات وزارة الداخلية التي ترمي إلى الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين مع الزامهم بارتداء الكمامات، وتفعيلا للتدابير والإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، كما أنها تأتي أيضا في سياق ظاهرة التراخي التي باتت ظاهرة للعيان من قبل بعض المواطنين وعدم تعاطيهم بكل جدية مع تطور الحالة الوبائية.الحملة التي ترأسها رئيس الدائرة الحضرية الاولى جمال معاوية رفقة معاونيه وبتنسيق تام مع رجال الأمن والقوات المساعدة، جابت معظم الساحات والشوارع للتحسيس بخطورة الوضع وإلزام المواطنين بضرورة ارتداء الكمامات، مع توقيف بعض المخالفين، ودعوة البعض الآخر إلى فض التجمعات التي لاتحترم قواعد التباعد الاجتماعي.
ففي ظل الوضعية الوبائية التي لازالت تلقي بظلالها بالعديد من الدول الاوروبية والافريقية، وفي ظل المجهودات المبذولة من الدولة المغربية لمحاصرة هذا الوباء اللعين عبر اطلاق حملة واسعة للتطعيم والتي لاقت استحسان المنتظم الدولي وصفقت لها منظمة الصحة العالمية، ففي ظل هذا كله، يبقى جزء كبير من المسؤولية ملقى على عاتق المواطن لينخرط بشكل ايجابي في انجاح هذا المشروع المجتمعي لتفادي السيناريوهات الأصعب، علما أن المغرب لم يحقق لحد الآن المناعة الجماعية التي من شأنها أن تساعد على العودة للحياة الطبيعية.وهي رسالة أيضا للسلطات بكافة تلويناتها للمضي قدما تنزيل التدابير الاحترازية على أرض الواقع تنزيلا سليما، لاسيما وأن العديد من الشوارع الرئيسية والساحات العامة والمنتزهات أصبحت تعرف حالة من التراخي في تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وكأن لسان حالنا يردد ” واش حنا قطعنا الواد ونشفو رجلينا” .
قد يهمك ايضا :
المغرب يتصدر دول القارة الإفريقية في التطعيم ضد فيروس "كورونا"
تأثيرات "كورونا" تدفع شباب الجنوب الشرقي في المغرب إلى ركوب "قوارب الموت"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر