الرباط - الدار البيضاء
تختلف الحملة الانتخابية الحالية في جهة الدار البيضاء – سطات، بشكل تام، عن سابقاتها وذلك لتأثرها بشدة بالأزمة الصحية الحالية التي اجتاحت العالم برمته بسبب انتشار فيروس كورونا في المغرب المستجد الذي أرخى بظلاله وفرض عنوة قواعده الجديدة.وفي الواقع، اضطرت الأحزاب السياسية إلى تعديل استراتيجيات تواصلها من أجل إقناع الناخبين بالمشاركة في انتخابات أعضاء مجلس النواب، ومجالس الجماعات والجهات، التي ستجرى يوم غد الأربعاء، من ناحية، والتأكيد على أفضلية برامجها الخاصة للظفر بأكبر نسبة من الأصوات.
وعلى عكس الحملات الانتخابية السابقة بالعاصمة الاقتصادية، حيث كانت تحركات وجولات المرشحين تتواصل وتمتد إلى ساعات متأخرة من الليل، تظل هذه الحملة الانتخابية محتشمة للغاية، رغم أن وكلاء اللوائح الانتخابية يبذلون في الواقع قصارى جهدهم، كل حسب إمكانياته الخاصة، لإقناع الناخبين بجدية برامجهم أملا في الظفر بأصوات إضافية وحاسمة.وهكذا كثفت الأحزاب السياسية المتنافسة على مستوى جهة الدار البيضاء سطات رسائلها في الأيام الأخيرة، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية المختلفة، في ظل هذا الوضع الاستثنائي محاولة منها لكسب ثقة الناخبين وضمان التصويت لصالح مرشحيها.
فاستغلال هذه الوسائط الرقمية من فيسبوك وتويتر وانستغرام وندوات عبر الأنترنت وغيرها، كلها باتت آليات جيدة ومفضلة لدى المرشحين من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المصوتين، في ظل منع التجمعات الجماهيرية بسبب الجائحة وما نتج عنها من إجراءات احترازية، خاصة خلال التجمهرات الكبرى أمام مئات أو حتى آلاف من الناخبين، كما كان يقام في الانتخابات السالفة قبل انتشار الوباء.ففي المحاولات الأخيرة لإقناع الناخبين، وخاصة الشباب منهم، تضاعف الأحزاب السياسية من وعودها سواء تعلق الأمر بمحاربة البطالة، أو تحسين الظروف المعيشية، والسكن اللائق، والصحة للجميع، وتشجيع الاستثمار وخلق الثروة.
وفي ظل هذا الوضع الاستثنائي، يبدو جليا أن الوضع الصحي أثر بشكل كبير على حملة الدعاية الانتخابية بسبب الامتثال للقيود والتدابير الصحية التي فرضتها الجائحة.وانطلقت الحملة الانتخابية لاستحقاقات ثامن شتنبر في منتصف ليل يوم 26 غشت الماضي، إيذانا ببدء خطوة مهمة على طريق ترسيخ الممارسة الديمقراطية في المغرب.
وهذه الحملة التي ستنتهي في الساعة الثانية عشرة (12) ليلا من اليوم الثلاثاء 7 شتنبر 2021، تشكل فرصة للأحزاب السياسية المتنافسة لتقديم برامجها والدفاع عنها أمام الناخبين.وفرضت السلطات المختصة خلال هذه الحملة الانتخابية مجموعة من التدابير والإجراءات الصحية والوقائية مراعاة للوضع الراهن الذي تخيم عليه الجائحة.
وتوصي هذه الإجراءات الاحترازية بعدم تجاوز 25 شخصا في التجمعات العامة بالأماكن المغلقة والمفتوحة، وتجنب تنظيم الاجتماعات في الفضاءات المفتوحة لتفادي الازدحام، فضلا عن منع نصب الخيام في الأماكن العامة.كما أن الأمر يتعلق بعدم تجاوز 10 أشخاص كحد أقصى خلال الجولات الانتخابية وتجنب توزيع المنشورات على الناخبين في الأماكن العمومية أو في منازلهم
قد يهمك ايضا
حزب "أخنوش" يستعد لاقتحام جهة الرباط والسيطرة عليها انتخابيًا
أخنوش يدعو الشباب المغربي للتسجيل في اللوائح الانتخابية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر