الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
قال الأستاذ الجامعي محمد الدكالي بنطلحة إن الرسالة التي وجهها الرئيس الألماني فرانك والتر شتينماير إلى الملك محمد السادس تجسد قوة الديبلوماسية المغربية، وتؤكد انتقال الجانب الألماني من التعبير عن حسن النية إلى الإشادة الصريحة بالموقف المغربي وتدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، في تصريح أن خطاب الرئيس الألماني الذي جاء بعد العديد من الإشارات الإيجابية من ألمانيا، “يؤكد مصداقية مقترح الحكم الذاتي باعتباره أساسا جيدا للتوصل إلى حل للنزاع الإقليمي، وهذا موقف إيجابي وواقعي من طرف القوة الاقتصادية الأولى بالاتحاد الأوروبي سيكون له ما بعده أوروبيا ودوليا”.
وأضاف بنطلحة أن هذا الخطاب “يشكل فرصة سانحة لإعادة تحديد الركائز والمعايير التي تؤطر العلاقات بين البلدين في إطار المساواة واحترام تام للسيادة والمصالح العليا، وفي إطار رابح-رابح”.
وشدد المتحدث على أنه بتحليل رسالة الرئيس الألماني، “يتضح أنها غنية بالإشارات الإيجابية، وأنها كتبت بناء على عديد من المعطيات الواقعية”، مضيفا أن هذا الخطاب “لم يأت صدفة وإنما إدراكا من صانع القرار الألماني أن المغرب يعتبر حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا، وقوة صاعدة في الجانب الاقتصادي والأمني، كما يعتبر منطقة استراتيجية”.
ولفت الأستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض إلى أن هذا الخطاب “يركز على الإصلاحات السياسية والاقتصادية تحت قيادة الملك، أي إن المغرب يعرف مناخا ديمقراطيا واستقرارا سياسيا وإصلاحا اقتصاديا، مما يعطي مؤشرا إيجابيا للاستثمار فيه”.
وأشار إلى أن صانع القرار الألماني الجديد يدرك مكانة المغرب من خلال تطرقه لموقعه؛ إذ يبين أن الجانب الألماني “يريد أن يجعل منه بوابة للاستثمار في إفريقيا والتطلع لشراكة استراتيجية لكون المملكة تربط بين قارتين، وبالتالي تنتصر لغة المصالح في الخطاب الألماني”.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية أن هذا الخطاب يتناول دور المملكة المغربية في حفظ السلم ومحاربة الإرهاب في المنطقة، ما يؤكد مصداقية ومكانة المغرب الدولية.
ووفق بنطلحة، فإن هذه الرسالة تأتي بعد مجموعة من المتغيرات في الآونة الأخيرة، مثل رحيل أنجيلا ميركل، وتسلم حزب جديد مقاليد الأمور، إلى جانب التحولات التي يعرفها العالم.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر