الرباط _ الدار البيضاء اليوم
أوضح عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن المجلس لا يتحمل أية مسؤولية في تأخر تفعيل المقتضى الدستوري المتعلق بتمثيلية المغاربة المقيمين بالخارج في البرلمان المغربي، مؤكدا أن الجهة المنوط إليها تفعيل هذا الحق هي الحكومةوقال بوصوف، في لقاء بثته قناة “Awacertv” بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس مجلس الجالية المغربية بالخارج: “لا أقول إن هناك تقاعسا في تفعيل حق تمثيلية المغاربة المقيمين بالخارج؛ ولكن هناك عدم تعاطٍ بجدية مع هذا الحق”.
وأضاف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن على “مغاربة العالم” “أن يضعوا يدا في يد من أجل الضغط على الحكومة لتحقيق هذا الهدف خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خاصة أن الأحزاب السياسية تقول إنها مع المشاركة السياسية للجالية”.
بوصوف انتقد كذلك تعاطي الحكومة مع استقطاب الكفاءات المغربية بالخارج، معتبرا أن اهتمامها بهذه الكفاءات “سطحي”، على الرغم من كل ما تتمتع به من قدرة على المساهمة في تنمية مختلف الأوراش المفتوحة في البلد.
وتابع المتحدث في اللقاء سالف الذكر أن مجلس الجالية المغربية بالخارج سبق أن أنجز دراسات أثبتت استعداد الكفاءات المغربية بالخارج للمساهمة في تنمية بلدها الأصلي، مجددا الدعوة إلى إنشاء وكالة لتدبير ملف هذه الكفاءات، على غرار ما فعلت دول أخرى مثل الصين والهند.
وفي هذا السياق، أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج علاقة “مغاربة العالم” بوطنهم الأم وطيدة؛ لكنه استدرك بأن ثمة حاجة إلى الاشتغال على سياسات عمومية لتقوية هذا الانتماء، وفي مقدمتها توفير عرض سياحي يلبي حاجيات الشباب الذي أصبح منفحتا على وجهات سياحية عالمية أخرى.
ويرى بوصوف أن الحكومة مدعوة إلى بلورة سياسة سياحية موجهة إلى الجالية المغربية بالخارج، بتقديم عروض سياحية جذابة تتضمن برامج ثقافية واستكشافية بمقابل معقول، لافتا إلى أن كلفة الإقامة في الفنادق المغربية تكون في أحيان أعلى من نظيرتها في بلدان أخرى، “والجالية لا تفهم هذا”، يؤكد المتحدث.
وأردف أن المغرب يتوفر على مؤهلات سياحية مهمة، كما يزخر بتنوع كبير سواء على مستوى الجغرافيا أو الثقافة، أو المآثر التاريخية وغيرها من العناصر الأساسية الجاذبة للسياح؛ “ولكنها لا توظف لجلب الشباب المغربي المقيم بالخارج”، مضيفا: “المغاربة المقيمون بالخارج يشكلون خمسين في المائة من السياح الوافدين على المغرب، ويمكن أن نصل إلى نسبة أكبر إذا وجدوا عرضا سياحيا مستجيبا لتطلعاتهم”.
وفي معرض حديثه عن الإشكاليات المستجدة التي تواجه “مغاربة العالم”، وخاصة مسألة التطرف الديني، قال بوصوف إن مجلس الجالية المغربية بالخارج انتبه، منذ سنة 2010، إلى أنه ستُثار مثل هذه الإشكاليات عالميا، وأنه قدّم منذ ذلك الحين أفكارا لمواجهتها؛ “لكن لم يتم التقاطها من طرف الفاعل السياسي”.
وأضاف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج: “نحن مؤسسة استشارية تعمل بعيدا عن الحقل السياسي، وهذا ما يتيح لنا الغوص في المواضيع التي نعالجها بعمق؛ ولكننا لا يمكن أن نفرض شيئا على المؤسسات المنتخبة”، معتبرا أن هناك “نوعا من التوجس الحكومي، وهذا يحول دون تفعيل الأفكار التي ننتجها على أرض الواقع”.
وقد يهمك ايضا:
بوصوف يتذكر مخاض الولادة بعد مرض السرطان في "الغرفة 305"
عبد الله بوصوف يقتفي أثر العناية بشؤون مغاربة العالم في الخطابات الملكية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر