أصيلة ـ المغرب اليوم
أقيمت ندوة نقاشية حول إمكانية أن تساهم السينما، خاصّة الفيلم الوثائقي، في المقاومة الفلسطينية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، والتعريف بالقضية الفلسطينية، وتصحيح الصورة التي يحاول العدوّ الإسرائيلي رسمها عن المقاومة الفلسطينية أمام الرأي العامّ الدولي؟ ذاك هو السؤال الذي كان محورَ مائدة مستديرة خلال اليوم الثالث من مهرجان أوربا-الشرق للفيلم الوثائقي بأصيلة.
الأستاذ الجامعي الحبيب الناصري، الذي قام بتنشيط المائدة المستديرة، قال إنّ الفنّ، بمختلف أجناسه، يمكن أن يكون شكلا من أشكال إثبات الذات، و "قول لا"، ومواجهة المحتلّ، وكلّ أشكال الغطرسة والتعذيب وتقتيل شعْبٍ أراد أن يعيش كما تعيش باقي الشعوب.
واعتبر الباحث الناصري أنّ الدفاع عن الشعوب من خلال الإبداع والفكر "حقّ وليس ترفا"، وأضاف "القبح الدموي الصهيوني الذي سرق الإبداع الفلسطيني، وكلّ أنماط عيش الشعب الفلسطيني، لا يجب مواجهته بالرصاصة فقط، بل بالإبداع أيضا".
من ناحيته قال المُخرج السينمائي الفلسطيني فايق جرادة، الذي يشارك بفيلم "ناجي العلي في حضن حنظلة" في المسابقة الرسمية لمهرجان أصيلة للفيلم الوثائقي، إنّ السينما الفلسطينية ساهمت في نقل بشاعة عدوان المحتل داخل وخارج فلسطين وفضح الاحتلال برؤية أكثر تطوّرا.
وتحدّث جرادة عن وضع السينما الفلسطينية، قائلا إنها انطلقتْ من الإحساس والمعرفة والحالة الإنسانية المسكونة بالحزن والفرح المُؤجّل، ما جعلها تكون مليئة بالألم الإنساني الموجّه إلى جميع البشر، وتابع "عين الكاميرا عند الفلسطينيين لا تشيخ ولن تشيخ أبدا".
أمّا عن الأعمال السينمائية العربية التي تناولت موضوع القضية الفلسطينية، فقال عنها المخرج فايق جرادة إنّها كانت قليلة، وفردية، وليسة حكومية، وتابعَ أنّ تلك الأعمال كانت "نخبوية" أكثر، ما جعلها غير قادرة على خلْق رأي عامّ، لابتعادها عن الشارع، وهموم المواطن الفلسطيني البسيط وآلامه ومعاناته.
وقال أحمد الصمدي، الأستاذ بكلية الآداب بفاس، والذي قرأ قصائد شعرية من نَظمه خلال المائدة المستديرة (قال) إنّ الشعر يجب أن يكون مقاوما، مع الحفاظ على بعده الجمالي، واصفا الشعر الذي يتخذ من القضية الفلسطينية موضوعا له "شعرا مقاوما وجميلا يجب أن يستمرّ".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر