آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

" عبودية في اليمن " فيلم يخترق عالم العبودية في اليمن

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

فيلم " عبودية في اليمن "
غزة - صفا

عبيدٌ وجوار يتملكهم سيدٌ؛ هو وحده من يتحكم في مصيرهم؛ فلا يمكنهم الخروج عن طوع سوطه، يُباعوا ويشتروا ويُورثُوا.. واقعٌ لا يمكن تخيله إلا عند استرجاع فصل في إحدى كتب التاريخ، أو مشاهدة فيلم يجسد واقع الحياة في زمن غابر، لكن ما يكشفه فيلم "عبودية في اليمن" يؤكد أن ذلك الزمن قد توقف ولم يغادر أماكن عدة في جمهورية اليمن لا زالت تعيش ذلك الواقع بتفاصيله يملك فيها الإنسان أخيه الإنسان كما يملك أي سلعة اشتراها من السوق أو ورثها عن أبيه.
الفيلم الذي قضى فيه فريق شركة "ميديا تاون" للإنتاج من غزة أكثر من عام يخترق عالماً ظن الكثيرون إنه انتهى منذ عقود طويلة مستقصياً حقيقة وجود عالم الرق والعبودية؛ حتى استطاع الوصول مناطق أخفتها جبال اليمن الخلابة وكانت محرمة على الكثيرين لكي لا يُكشف عالمٌ ظل مسكوتاً عنه في المجتمع اليمني، وتنكره الحكومة اليمنية، لكن الفيلم استطاع الفيلم إثبات وجود هذا العالم ليفتح ملف العبودية في اليمن.
ويكشف الفيلم الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية مساء الخميس الساعة العاشرة مساء بتوقيت مكة المكرمة تفاصيل صادمة عن عالم العبودية في اليمن يعيش فيه بشر من لحم و دم حياة رق واستعباد يتملكهم يمنيون مثلهم يورثوهم و يبيعوهم ويحق لهم التصرف بهم كما يشاءون.
الفيلم من إخراج أشرف المشهراوي، وبحث وإعداد محمد الصواف وتصوير حسن المشهراوي وإنتاج برنامج الصندوق الأسود المتخصص بالأفلام التحقيقية. ويتوقع أن يثير جدلاً واسعاً في اليمن وفي أروقة منظمات حقوق الإنسان لما يتضمنه من حقائق صادمة.
رحلة بحث واستقصاء
ويقول مخرج الفيلم إن قضية الفيلم شغلت عقله "بعد أن تمكنا من الوصول إلى معلومات ظلت في دائرة الشائعات تشير إلى استمرار وجود واقع للعبودية بالمعني التقليدي في مناطق متفرقة من اليمن".
ويضيف: بعد تواتر تلك المعلومات من أكثر من جهة قررنا المغامرة والبدء في رحلة بحث واستقصاء عن حقيقة وجود العبودية في اليمن، حيث ظل سؤال وحيد يشغلنا طيلة عام من البحث والتصوير: هل يمكن أن يوجد واقع للعبيد بالمعني التقليدي في هذا الزمن؟.
ويشير إلى أن أشهراً من البحث لم تمكننا من الوصول إلى أدلة ملموسة ويقينية يمكن أن نبني عليها الفيلم التحقيقي ونستطيع أن نؤكد وجود ظاهرة العبيد والجوار في اليمن سوي بعض تأكيدات متواترة من زملاء صحفيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان في اليمن.
مغامرة حفتها المخاطر
ويبين المشهراوي أنه رغم أن كثير من الأصدقاء نصحونا بالتوقف عن المغامرة في مجتمع يسوده عرف القبيلة وتحكمه لغة السلاح "إلا أن أهمية القضية وتشويقها جعلتنا نقرر بدء رحلة بحث حفتها كثير من المخاطر بين جبال اليمن ووديانها عن مجتمع العبيد والأسياد".
وقال: "خضنا عملية بحث معقدة سجلتها كاميرا الفريق للوصول إلى مناطق تواجد العبيد، والغوص في تفاصيل في واقع العبيد والأسياد الذي لن يصدقه إلا من رأي وعاين ".
وأضاف تمكنا من الكشف بالصوت والصورة عبر الوصول إلى عدد من ضحايا العبودية في أماكنهم والحديث معهم عن مأساة إنسانية ملخصها: أن عشرات الأسر ما زالت تعيش حياة العبودية التقليدية في مناطق متعددة من اليمن يتحكم في مصير أفرادها أسيادٌ اشتروها أو توارثوها عن آباءهم كما ورثوا الأرض والبيت والماشية.
قصة تحرير العبيد
من ناحيته، يقول باحث ومعد الفيلم محمد الصواف إن الفكرة جاءت بشكل عرضي من خلال أحد الزملاء اليمنيين؛ حتى استحوذت القضية على تفكيرنا حيث ظل البحث والتقصي عن حقيقة القضية لأشهر عن بعد من خلال المراسلات والاتصالات الهاتفية وتجنيد بعض الزملاء الصحفيين في اليمن ليزودونا بمعلومات نتمكن من خلالها الركون إلى أرضية حقيقية نستطيع من خلالها تبني الفكرة، " حتى طرحنا الفكرة على قناة الجزيرة التي تحمست لها بشدة ".
ويضيف “في البداية كانت عملية البحث تتم ببطيء لكننا كونا أرضية جيدة من المعلومات وشبكة علاقات تجعلنا مطمئنين أننا يمكن أن نخرج بشيء حتى قررنا الذهاب الى اليمن وبدء البحث بشكل أكثر عمقاً للوصول الى ضحايا رق وعبودية وكذلك مالكين لعبيد.
ويكمل الصواف "في اليمن بحثنا عن أحد الضحايا السابقين للعبودية يسمى العبد " قناف بن سيارة “كان قد وصلتنا معلومات أن أحد الأشخاص قد اشتراه وأعتق رقبته لكن المفاجأة كانت أن " قناف " كان قد عاد إلى حياة العبودية من جديد واختفت اثاره بعد أن لم يجد جهة تحتضنه ففقدنا أحد الخيوط الذي كان يمكن الوصول من خلاله لأماكن العبيد والأسياد.
لم يبق أمامنا –والحديث للصواف- إلا خيطاً واحد هو شاب في مقتبل العمر كان قد تحرر من العبودية حديثاً ضحية وحيدة كنا قد علمنا بتحريرها يدعى " نسيم".
مخاطر كبيرة
ويلفت الصواف إلى أن الفريق عايش مخاطر جمة كادت تمس سلامة أعضائه خلال عملية البحث؛ "تعرضنا لاعتداء من إفراد إحدى الجماعات هنا كسرت فيها إحدى كاميراتنا، وتم حجزنا لعدة ساعات .. فنحن اقتربنا من خطوط حمر في عرف ملاك العبيد والمتنفذين في القبائل والحكومة وأعضاء من مجلس النواب الذي أثبت الفيلم امتلاك بعضهم لعشرات العبيد، كما أن الوصول إلى مناطق تواجد العبيد احتاجت من الفريق بذل مشقة كبيرة فهي طرف وعرة و أماكن نائية".
ويؤكد أن الفيلم استطاع تسجيل علمية تحرير عدد من أفراد أسرة مستعبدة موزعة بين عدد من الملاك ليسجل لحظات إنسانية عالية، عرف خلالها هؤلاء المستعبدون معنى الحرية للمرة الأولى.
وأشار الصواف الى أن الفيلم يتضمن حقائق مهمة حول حقيقة نظام العبودية والاسترقاق الموجود في مناطق متعددة في اليمن ومدى انتشار هذه الظاهرة، ويتناول القوانين والأعراف التي تنظم علاقات العبيد بأسيادهم وعمليات البيع والشراء التي تتم طارحا الكثير من التساؤلات حول قانونيتها وشرعيتها، وعن أسباب السكوت على هذه الظاهرة مجتمعيا وحكوميا.
ويحاول الفلم الوصول إلى عدد من المسؤولين والمتنفذين الذي يشتبه بوجود عبيد وجواري لديهم بل ويتم أيضا توارثهم في العائلة في حال وفاة السيد مالك العبيد.
ويلفت الصواف إلى أن الفيلم ورغم طبيعته التحقيقية التي لا تعطي عادة المصور راحة في تسجيل لقطاته إلا أن مصور الفيلم حسن المشهراوي استطاع تسجيل مشاهد ولقطات عالية الجودة ذات مضامين جمالية عالية.
يذكر أن شركة ميديا تاون شركة فلسطينية متخصصة بالإنتاج الوثائقي بالدرجة الأولى يقع مقرها الرئيس في مدينة غزة ولها عدة مكاتب في أماكن أخرى من العالم.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 عبودية في اليمن   فيلم يخترق عالم العبودية في اليمن  عبودية في اليمن   فيلم يخترق عالم العبودية في اليمن



GMT 18:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 07:12 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

نانسي عجرم تُطلّ بشكل جميل خلال حفلة عيد الحب

GMT 04:45 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أولمبيك خريبكة يكشف برنامجه التدريبي لهذا الأسبوع

GMT 14:37 2018 الخميس ,19 تموز / يوليو

توقعات بلقاء بين السيسي والعاهل المغربي

GMT 03:58 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن هوية ضحية حادث إطلاق نار في مراكش

GMT 23:44 2016 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوانات ذكية يمكنها فهم لغة البشر والتعامل معهم
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca