عمان ـ بترا
تتناول قصة الفيلم البلجيكي (الصَبي ذو الدراجة) الذي تعرضه مؤسسة شومان غدا الثلاثاء محنة صبي في الثانية عشرة من عمره , يجد نفسه فجاة وحيدا بعد أن هجره والده دون مقدمات وباع دراجته التي يتوحد معها وتمثل بالنسبة له الحركة والانطلاق ووسيلته الوحيدة للخروج من كرب العزلة.
لم يصدق الصبي أن والده غادر المكان دون أن يترك عنوانا ولا رقم تليفون وتركه هكذا ضائعا في بيت للأيتام .
يصور الفيلم الذي اخرجه الشقيقان جان وبيير داردين أحداثه ببساطة من الصعب الافلات من تأثيرها ، وأتى في النهاية كعمل إبداعي أثير ، مكنه من قطف جائزة مهرجان كان السينمائي لعام 2011 مشاركة مع فيلم تركي بعنوان (حدث ذات يوم في الأناضول).
الفيلم لا يزخر بالأحداث, لكنه يموج بالمشاعر النفسية حول علاقة الأب والابن المرسومة بشفافية ورقة وتأمل جيد لمعنى الحرمان العاطفي والإحساس بالضياع والوحدة والخوف من فقدان السند .
الأسلوب السردي ونسج العلاقات الإنسانية المتعددة بين الشخصيات الثانوية تم تهميشها مع العلاقة التي تحتل بؤرة الاهتمام، وتتميز بالتكثيف والاعتماد على الإيحاءات البصرية والمضمون الذي ينقله التشكيل داخل إطار الصورة .
بيد ان المنمنمات العاطفية المنسوجة برهافة وإبداع شاعري وحس إنساني ثاقب وواع بخريطة التفاعلات البشرية وظروف الإنسان الاقتصادية والاجتماعية التي هي من عوامل التميز في (الطفل ذو الدراجة) مثلما الاحساس بعدم الصنعة, وكأن ما نراه شريحة حية مقتطعة من المنطقة السكانية التي تمثل مسرحا للأحداث والشخصيات وهي شريحة إنسانية صادقة ومقنعة .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر