مراكش - و.م.ع
في فيلم "حمى" لهشام عيوش (2013 ) الذي دخل الجمعة المسابقة الرسمية للدور 13 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، تتباين المصائر، وتسعى الشخوص جاهدة للبحث عن هوياتها المتناقضة، وتتصارع الأجيال خاصة في أرض الغربة، وتبدو الحياة جميلة حينا وعصية على التحمل أحيانا أخرى.
فالمراهق بنجامان (13 سنة) تلاحقه لعنة أنه لقيط ، فيدخل في صراع مرير مع نفسه ومع والده وجديه ولكن أيضا مع مجتمع يعاديه، فيبادله حقدا بحقد ويشن عليه الحرب على كل الواجهات. ويبحث عن هوية مفقودة بين أرض الغربة حيث ولد ويقيم ، وبين موطن أصلي لا يعرفه ولا تربطه به إلا أواصر هلامية .
وتخفف من مرارة هذا الصراع علاقة صداقة جميلة يربطها المراهق مع مهاجر آخر من أصل جنوب إفريقي، لكن هدا الأخير يفلسف الحياة ويتحملها لثلاثين سنة، ثم يقرر أن يغادرها بطلقة في الرأس في بيته المتنقل حيث يعيش وحيدا.
الجد يعاني من شقاوة الحفيد ومن سلاطة لسانه، قبل أن يتعود على محبته، ويتشبث بحلم العودة يوما إلى بلده الأصلي وببناء بيت واسع هناك لكل أهل بيته. والجدة تدافع، ما استطاعت، عن حفيدها وتخفف من قسوة الأب والجد عليه أحيانا، والعم الأصغر معاق بسبب حادث سير تسبب فيه الأب في صباه، عن غير قصد، فيتعلم المراهق محبته ومرافقته.
وتبقى نهاية الفيلم ، الذي كتب له السيناريو كل من نبيل عيوش وعائشة اليعقوبي وعبد الحفيظ بنعثمان، مفتوحة حين تجول في رأس بنجامان فكرة أنه قد يحقق سعادة العم المعاق حين يساعده على مغادرة حياة يتعذب فيها كل لحظة.
يشار إلى أن هشام عيوش ، المزداد بباريس عام 1976، درس التصوير السينمائي بمدرسة كوبلانس ، وأخرج أفلاما مؤسساتية وإعلانات تجارية، قبل أن يخوض تجربة كتابة السيناريو.
وأخرج في 2005 الفيلم الوثائقي "ملكات الملك" عن وضعية المرأة في المغرب، ثم أخرج فيلم "غبار الملاك" في 2006 عن الرياضيين من ذوي الإعاقة الذهنية، قبل أن يشارك هشام العسري في كتابة وإخراج أول أفلامه "أشواك القلب" في 2006 أيضا.
وشارك فيلمه "شقوق"، الذي أخرجه في 2008، في العديد من المهرجانات الدولية ومن بينها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قبل أن يتم عرضه في متحف الفن المعاصر بنيويورك وبمتحف تيت موديرن بلندن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر