آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

فيلم وثائقي في الجزائر يجسد علاقة الإنسان بالماء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - فيلم وثائقي في الجزائر يجسد علاقة الإنسان بالماء

الجزائر ـ واج

قدم مساء الخميس بقاعة سينماتك الجزائر العاصمة العرض الشرفي للفيلم الوثائقي "الواد الواد" للمخرج عبد النور زحزاح وذلك في إطار الطبعة الأولى للمهرجان الثقافي المغاربي للسينما (من 3 إلى 8 نوفمبر).في هذا الشريط الوثائقي الذي أنتج في 2013 يقدم مخرج "قاراقوز" فيلمه الروائي الأول الذي توج بعدة جوائز جدارية مفعمة بالألوان الطبيعية الخلابة و الأحاسيس الإنسانية العميقة حيث يصور عبر مسار واد سيدي لكبير الذي ينبع من أعالي الأطلس البليدي على ارتفاع 1525 متر و يصب في المتوسط بعد أن يلتقي بواد مازافران معاناة ومشاكل الذين يعيشون على ضفافه .تبدأ حكاية الواد التي هي في الواقع حكاية الإنسان وعلاقته بالماء مصدر الحياة بصور خلابة للمنطقة مصحوبة بموسيقى ربانية لخرير المياه التقطتها عين الكاميرا في رحلة على الأقدام بحثا عن سر الحياة و حكايات سكان الواد .ورغم طغيان مآسي السكان أبهرت تلك المناظر الساحرة للواد المتفرج خاصة و ان للواد في الثقافة الشعبية الجزائرية قصص و أساطير و مكانة تكاد تصل إلى حد التقديس . و من الأمثال الشهيرة حول هذا للمياه "ما يبقى فالواد غير حجارو" و ان كانت الطبيعة قد فندت ذلك حيث تعود المياه لمجاريها مهما طال الجفاف.فقد جمع زحزاح في هذا العمل الإبداعي الجديد بين الأضداد و التناقضات كما أضحى من خلال تعاقب الصور في "شبه فوضى" مقصودة سمحت بإعطاء الكلمة لأناس من أفق مختلفة للحديث عن انشغالاتهم وهمومهم المتباينة من حيث الحدة و ان كانت نابعة من واقع اجتماعي متشابه .اظهر الشريط و بلسان المعنيين عمق المشاكل التي تنخر أجسادهم من مختلف الفئات و الأعمار كمثل ذلك الشيخ الطاعن في السن الذي يبيت على الطوى وحيد لا أهل له و لا اصدقاء سوى كلبين يقاسمونه مكانا مهجورا و بائسا لا يرقى حتى ليكون كوخا .وكم كانت مؤثرة حكايات شباب فقد حتى القدرة على الحلم ليسقط بعضه في شباك المخدرات هروبا من مرارة واقعه كما ترصد الكاميرا مصير اؤلائك الذين لم يصحوا بعد من صدمة أهوال العشرية السوداء التي ألحقت أضرار جسيمة كبيرة بالمنطقة .و كان الوجه الآخر للوادى حاضرا في الفيلم حيث عاد الكثير من سكان المنطقة لأيام خلت حيث كان الواد مصدر رزق للصيادين و أصحاب المواشي و الفلاحين كما كان مكان للاستجمام و الراحة و لم بهمل المخرج ابن المنطقة الجوانب الروحية و علاقة السكان بالمقامات و الأولياء الصالحين ولم يهمل الشريط الجانب الايكولوجي لأهميته في إنقاذ و حفظ الواد الذي ألحقت به بعض المشاريع الصناعية إضرارا كبيرة تسببت في تلوث مياهه.إلى جانب الصور أعطى زحزاف الكلمة للسكان للحديث بكل حرية عن أوضاعهم حيث جاءت شهاداتهم مثيرة و صادقة في نفس الوقت لأنها نابعة من أفواه ناس بسطاء لا يحسنون فن التنميق .حمل الفيلم على مدى 86 دقيقة الجمهور الذي حضر العرض يتقدمهم الكثير من المخرجين و الفنانين في رحلة جميلة وسط ديكور طبيعي خلاب رغم مسحة من الحزن تجاه الحكايات الإنسانية المؤثرة. و يعود عبد النور زحزاح في هذا الشريط الوثائقي الذي أنتجه و أخرجه و كتبه بمساهمة الفداتيك لتكريم مدينته البليدة التي كانت ملهمته في اغلب أعماله بداية من عمله الأول "ذاكرة المنفى" وهو شريط عن المناضل و الطبيب النفساني فرانتز فانون الذي كان يشتغل في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة و الذي أصبح يحمل اسمه .زحزاح من مواليد البليدة في 1973 خريج معهد العلوم الإعلام و الاتصال تخص السمعي البصري و اشتغل مديرا لقاعة سينماتك البليدة (1998-2003).  

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم وثائقي في الجزائر يجسد علاقة الإنسان بالماء فيلم وثائقي في الجزائر يجسد علاقة الإنسان بالماء



GMT 18:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 07:12 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

نانسي عجرم تُطلّ بشكل جميل خلال حفلة عيد الحب

GMT 04:45 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أولمبيك خريبكة يكشف برنامجه التدريبي لهذا الأسبوع

GMT 14:37 2018 الخميس ,19 تموز / يوليو

توقعات بلقاء بين السيسي والعاهل المغربي

GMT 03:58 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن هوية ضحية حادث إطلاق نار في مراكش

GMT 23:44 2016 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوانات ذكية يمكنها فهم لغة البشر والتعامل معهم
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca