أبو ظبي - أ.ف.ب
يقدم المخرج الفلسطيني راني مصالحة في فيلمه الروائي الأول "زرافة" قصة جديدة من اليوميات تحت الاحتلال، عبر تواصل فريد بين طفل وزوج زراف في حديقة حيوان في قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة.
الفيلم الذي عرض السبت في مهرجان أبوظبي السينمائي في عرضه الأول في الشرق الأوسط، يبتعد عن الطرح التقليدي للقضية الفلسطينية، ليغوص في حكاية الطفل زياد ابن العاشرة الذي يعشق الزرافات ويكرس وقته للعناية بها، بينما يواجه والده الأرمل الذي يعمل بيطريا في الحديقة (يأدي دوره صالح بكري) فساد إدارة الحديقة المتداعية التي لا تقدم عناية كافية للحيوانات، رغم كونها متنفسا هاما للأطفال والأهالي تحت الاحتلال.
وفي الوقت الذي ينشغل فيه الموظفون بحفل عيد ميلاد المدير تتعرض قلقيلية للقصف، فيقتل ذكر الزراف وتدخل أنثاه في حالة صدمة تجعلها ترفض الأكل، وتصبح حياتها في خطر.
ينعكس هذا الوضع على زياد الصغير الذي يقرر الامتناع عن الأكل حتى تأكل الزرافة، يستشعر الأب خطورة الوضع على الزرافة خاصة مع اكتشاف حملها، فيجازف بالتواصل مع صديقه البيطري في إسرائيل لخطف ذكر زراف من حديقة رامات جان سفاري في تل أبيب حيث يعمل، وتساعده صديقته الصحفية الفرنسية، وينجحون في تهريب الزرافة عبر طرق برية حتى طرف معزول من الجدار الفاصل، لكنهم يكتشفون أن المعبر مغلق، فيواصلون الرحلة إلى قلقيلية على أقدامهم في مشهد مهيب لدخول الزرافة إلى المدينة وسط ذهول الأهالي.
غير أن السلطات الإسرائيلية تعتقل الأب، فيما يواصل الطفل اهتمامه ورعايته لزوج الزراف.
ويقول المخرج راني مصالحة "أن الفيلم مبني على قصة حقيقية عندما انتحرت زرافة في حديقة الحيوانات في قلقيلية عام 2002، أما باقي الأحداث فهي من الخيال، وتقوم على مفارقة أن الزرافة المقتولة تحت القصف الإسرائيلي قد تم تعويضها بأخرى من حديقة إسرائيلية، عبر تعاطف البيطري الإسرائيلي وليس السلطات".
ويعتبر مصالحه أن الفيلم ذو طابع أوروبي أكثر منه فلسطيني، فقد واجه صعوبة في تمويل الفيلم من أي جهة فلسطينية، فعمل المنتج الفرنسي على عقد شراكات مع منتجين من إيطاليا وألمانيا "وهكذا تم التصوير بكاميرا فرنسية فيما تمت عمليات المونتاج في إيطاليا بينما اشتغلنا على الصوت في ألمانيا، وقد قمنا بتصوير مشاهد دخول الزرافة إلى المدينة في استوديو في ألمانيا مع زرافة مدربة، لصعوبة تصوير مشاهد طبيعية مثل هذه عند الجدار، وتم مزج المشاهد عبر شاشات الكروم العملاقة" كما يقول.
ويبدي الممثل صالح بكري اعجابه بهذا الفيلم، قائلا "بعد أن أحببت القصة آمنت بالهدف من الفيلم ولولا ذلك لما نفذت الفيلم".
وقد أدى دور الطفل أحمد بياطره، وهو أحد أقرباء المخرج، وهو ظهوره الأول على الشاشة بعد تدريبات مكثفة.
وعرض هذا الفيلم ضمن الدورة السابعة من مهرجان ابو ظبي السينمائي الذي افتتح الخميس.
ويعرض في سياق هذا المهرجان 166 فيلما من 51 بلدا في فئات عدة ابرزها المسابقة الرسمية للمهرجان وفئة "آفاق جديدة" (15 فيلما) و"عروض السينما العالمية" ومسابقة الافلام الوثائقية (14 فيلما) فضلا عن مسابقة "افلام من الامارات".
وتستمر الدورة حتى الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. لكن حفل توزيع الجوائز سيتم في 31 تشرين الاول/ اكتوبر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر