آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

وثائقي فرنسي يستعيد كارثة غرق سفينة "أفريك" المنسية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - وثائقي فرنسي يستعيد كارثة غرق سفينة

باريس ـ أ ف ب

بعد مرور 93 عاما على الحادثة الأكثر مأسوية في تاريخ فرنسا من بين حوادث غرق السفن المدنية، يستعيد فيلم وثائقي قيد الإعداد الكارثة المنسية التي ادت الى وفاة 565 شخصا مستندا الى شهادات أحفاد الضحايا.  في 12 كانون الثاني/يناير 1920، قرابة الساعة الثالثة صباحا، غرقت سفينة "أفريك" وسط بحر هائج بعدما اجتاحتها المياه بسبب ثغرة في هيكلها شمال غرب جزيرة ريه على بعد 40 كيلومترا من ساحل منطقة فانديه بعد 21 ساعة من نداء الاستغاثة الأول الذي أطلقته. وكانت السفينة قد انطلقت مساء في التاسع من كانون الثاني/يناير من بوردو (جنوب غرب فرنسا) متوجهة الى مرافئ افريقية عدة.  وقد نجا 34 شخصا فقط من ركابها الذين ضموا جنودا افريقيين مسرحين وزوجات مهاجرين وأولادهم ومبشرين و125 فردا من طاقم السفينة.  ويروي رولان مورنيه وهو بحار أصبح مؤرخا وألف كتابا عن سفينة "أفريك" سنة 2006 "على مدى أسابيع، كانت الجثث تتنشل على شواطئ فانديه بواسطة شباك للصيد، وقد جرفت بعض الجثث نحو بريتاني وتحديدا جزيرة سين". وفي العام 2006، وضع في بلدة سابل دولون الفرنسية مسلة تذكارية هي حتى اليوم الأثر الوحيد للكارثة.  ويقول دانيال دوهان الذي يتولى اخراج الوثائقي مع ميكاييل بيتييو "كيف أصبحت الكارثة البحرية الكبرى في تاريخ فرنسا طي النسيان؟ لقد أحاط بسفينة +أفريك+ غموض كبير وعلامات استفهام كثيرة".  أثارت حادثة الغرق ضجة كبيرة وجلسة محتدمة في مجلس النواب. ويشرح دوني بلانشار-دينياك، حفيد بيار دينياك الذي كان نائبا عن اقليم جيروند في تلك الحقبة، أن جده شعر "بالصدمة" لأن الشركة استأجرت سفينة في حالة سيئة ولأن الدولة عجزت عن اغاثة سفينة غرقت على بعد مئة كيلومتر من بوردو.  لكن الاحداث السياسية (انتخابات رئاسية في كانون الثاني/يناير 1920) طغت على الكارثة. وبعد 12 سنة من المحاكمات، برأت لجان تحقيق عدة مالك السفينة ورفضت طلب العائلات التي كانت تطالب بتعويضات.  وقد اجتمعت عوامل عدة في هذه الكارثة، مثل فائض الحمولة على السفينة وحالة السفينة السيئة وانسداد كوة السفينة بسبب تراكم الاوساخ واصطدام السفينة اخيرا بسفينة اضاءة. لكن الرواية الرسمية التي صدرت سنة 1932 تشير في الدرجة الأولى إلى سوء الحظ والى احتمال اصطدام السفينة بحطام سفينة من الحرب العالمية الأولى، ما ادى الى دخول المياه اليها وسط العاصفة.  ويقول المخرج دانيال دوهان الذي يؤكد أنه حصل على وثائق غير منشورة إن الفيلم الوثائقي الذي تبلغ مدته 52 دقيقة وتشارك في انتاجه شركة "فرانس تلفزيون" وسيتم بثه سنة 2014 هو تحقيق يلمح الى أن السفينة كانت في حالة مثيرة للشك.  ويتتبع الفيلم أيضا الذاكرة، مبينا تأثير حادثة الغرق على حياة عائلات الضحايا. ويقول دوهان الذي تمكن من العثور على 90 شخصا من أقرباء الضحايا ولا يزال يبحث عن المزيد إن "بعض العائلات تناقلت الحادثة فيما اختارت عائلات أخرى عدم التكلم عنها واعتبارها موضوعا محرما، وكأنها تشعر بالذنب".  وتقول ماري-لور سومون (64 عاما) التي لا تزال ترتدي حول عنقها الصليب الذهبي الصغير الذي كان ملكا لجدتها وساهم في التعرف الى جثة هذه الأخيرة على أحد الشواطئ "لم نتكلم يوما عن الموضوع لكننا كنا أحيانا نتطرق اليه قليلا بسبب قطعة المجوهرات هذه".  أما هنري بورت (59 عاما) فقد أخبرته جدته قصصا لا تعد ولا تحصى جمعتها من عدد من الناجين، مثل "القداس الذي نظمه كاهن داكار وجمع فيه الركاب وأضاء الشموع".  وقد رفض بورت في البداية الظهور في الفيلم، وهو يقول "شعرت أولا بأنها قصة عائلة، قصة خاصة... لكنني فهمت لاحقا أنها قصة الكثير من الناس أي قصة شبه وطنية. وبالتالي، بات التكلم عنها واجبا".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثائقي فرنسي يستعيد كارثة غرق سفينة أفريك المنسية وثائقي فرنسي يستعيد كارثة غرق سفينة أفريك المنسية



GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 17:54 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 08:43 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عدد جديد من المجلة الكويتية الفكرية المحكمة «عالم الفكر»

GMT 06:30 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية بادي تغوص داخل أعماق النفس البشرية في "حمامة سلا"

GMT 04:52 2013 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الحجاب يزيد من جمال المرأة

GMT 19:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

مكب قديم للنفايات يكشف عن خاتم الملك اليهودي حزقيا

GMT 09:53 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

"الكهرباء المصرية" 12 ألفًا و500 ميغاوات زيادة متاحة عن الحمل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca